تعجبت ككثيرين مثلي من كثرة الدمار الذي لحق بلبنان المنكوب، وكنت عندما أشاهد نشرة الأخبار وأرى حجم الخسائر في المباني والبني التحتية الذي أرجع لبنان 50 سنة إلى الوراء، حيث بلغت كلفة الحرب حتى اليوم 9 مليار دولار، ويبدو أن هذه هي quot;المفاجآت التي وعد بها نصر الله اللبنانيينquot;، كما ذكر في خطابة، أتعجب. ولكن كما يقول المثل :quot;إذا عرف السبب، بطل العجبquot;، فبعد أن قرأت في القدس العربي بتاريخ (12/7/2006) أنه quot;في الخطوة الأولى للحملة الإسرائيلية ضد حزب الله قرر الجيش الإسرائيلي مهاجمة مخازن الصواريخ التي خزنها حزب الله داخل بعض المنازل في القرىquot;، عرفت سبب كل هذا الدمار. وفي نفس العدد ذاته من القدس العربي، لاشك أنكم قرأتم أيها القراء الكرام ، حفظكم الله ما يلي:quot;ولا شك في أن الكثيرين من مؤيدي الميليشيات الشيعية الذين قبلوا إخفاء الصواريخ في سراديب بيوتهم لن يتطوعوا بعد الآن لفعل ذلكquot;. بعد أن ماتت أسر بكاملها تحت الأنقاض، واختلطت دمائها وأشلاء أجسادها بأشلاء الصواريخ التي خزنها السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، في قعر بيوتهم دون أن يعلمهم بالمخاطر القاتلة المترتبة على ذلك.
هذه الفكرة الإجرامية سبق و تبنتها حماس، كما صرح بذلك صقر بسيسو، أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح في القدس العربي بتاريخ (7/12/2005) حيث قال:quot; حماس تطلق الصواريخ على التجمعات السكنية الإسرائيلية من بين منازل المواطنين الفلسطينيينquot;. لكن لماذا تتخذ حماس وحزب الله المدنيين كرهائن بشرية واقية لهما؟ لسببين، أولهما لوقوع ضحايا كثيرة من المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، ليشحنوا بها الرأي العالم العربي الجاهل بأصول لعبتهم ، و ينددوا برد الفعل الإسرائيلي العنيف وقتله للمدنيين، والسبب الثاني والأهم، هو جعل أسر هذه الضحايا تثأر من العدو الإسرائيلي فيسهل تجنيدهم في ميليشيات حزب الله وحماس.فما أحقر قيمة الإنسان المسلم عند متأسلمي حماس وحزب الله ، المسلم عندهم وسيلة لتنفيذ إستراتيجية عسكرية إجرامية وفاشلة أيضاً.
هل فهمتم الآن سر موت عائلات شيعية وفلسطينية بكاملها تحت أنقاض منازلهم في جنوب لبنان المنكوب بإسرائيل، التي احتلته ظلماً وعدواناً عشرات السنين، وكانت السبب المباشر في إيجاد حزب الله باحتلالها له، كما كانت السبب المباشر أيضاً في إيجاد حماس بأموالها، لتجعل منها قوة إسلامية للتصدي لمنظمة التحرير الفلسطينية quot;العلمانيةquot;، التي يقودها شهيد الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية أبو عمار. سر موت هذه العائلات هو أن حزب الله ضللها وحول منازلها إلى مآوى للصواريخ الإيرانية التي حفرت لها مخابئ عميقة داخل هذه المنازل. هل فهمتم الآن لماذا هلكت أسر بكاملها شيوخاً ونساء وأطفالاً تحت الأنقاض، واختلطت دمائها البريئة وأشلائها الطاهرة بأشلاء الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى المخزنة داخل منازلهم . وفي الوقت نفسه يعلم السيد حسن نصر الله علم اليقين، أن الأقمار الصناعية الإسرائيلية قادرة على تصويرها وتحديد أماكنها بدقة داخل هذه المنازل، وقصفها في الوقت المناسب لتدميرها وتدمير المنازل معها، وتدمير سكان هذه المنازل الذين غرر بهم حزب الله.
ماذا نفهم من جريمة نصر الله وحماس ضد شعبيهما في لبنان وفلسطين؟ هو أنهما ndash; ككل المتأسلمين ndash; يحتقرون حياة مقاتليهم وعائلاتهم بشيوخهم ونسائهم وأطفالهم، وأنهم لا ضمير لهم، ولا أخلاق لهم، ولا دين لهم. ألم يقل ديننا الحنيف :quot; ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاًquot;. ونصر الله تسبب بتخزين الصواريخ الإيرانية في قعر منازل أنصاره ومقاتليه في قتل عشرات، بل ربما مئات الأنفس.
أين رجال الدين الإسلامي الشرفاء الشجعان لتجريم هذه الجريمة البشعة؟ وأين رجال الدين الشيعة الفضلاء لإصدار فتوى بإخراج أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله من حظيرتهم بعد أن تسبب في قتل الأبرياء وهو يعلم سلفاً أنهم سيقتلون، لأنه يعرف أن إسرائيل ستكتشف بأقمار تجسسها الصناعي وجود هذه الصواريخ في منازلهم؟ فقد سبق لي وطالبت بعد أحداث 11 سبتمبر علماء الإسلام السنة بطرد بن لادن من حظيرة الإسلام، حتى لا تحسب أفعاله علينا كمسلمين، فأين أنتم يا رجال الدين الإسلامي، سنة وشيعة، لإدانة هذه الجرائم البشعة التي لا تقل بشاعة عن جرائم الجيش الإسرائيلي، الذي لا يتردد في استهدافه المدنيين بسبب وبدون سبب، لتطردوا كل من بن لادن ونصر الله من حظيرة الإسلام ، لتحسين صورة الإسلام الذي شاهت صورته على أيدي هؤلاء المتأسلمين؟!.
لقد شهدت بما علمت، عملاً بقول الله تعالى في محكم كتابه:quot; ولا تكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبهquot;(183 البقرة)، فاشهدوا انتم بما علمتم يا علماء الإسلام ، أما إذا كتمتم هذه الشهادة فقلوبكم آثمة وستتحملون أمام الله ورسوله يوم القيامة مع حسن نصر الله وبن لادن وقادة حماس ومجرمي الجيش الإسرائيلي إثم الشيوخ والنساء والأطفال الذين ماتوا تحت أنقاض بيوتهم، التي حولها حسن نصر الله إلى مخازن للصواريخ الإيرانية . لأن حياة الشيعي البريء تساوي عنده صفر، وقد أعذر من أنذر.
Ashraf
[email protected]