في الخامس عشر منتموز (يوليو) ومع بداية القصف الإسرائيلي الذي طال مطار بيروت نشرت صحيفة quot;دي تاغسشبيغلquot; الألمانية صورة عن وكالة رويترز تقدم مشهداً لمطار بيروت المدمر وفي مقدمته طائرة جاثمة، فيما تحترق في المنظر الخلفي عمارات بعيدة من جراء القصف. وعلقت الصحيفة تحت عنوان quot;تدميرquot;: مطار بيروت بعد القصف الإسرائيلى لم يعد صالحا للإستخدام.
من يتأمل الصورة المنشورة يندهش، ليس لفداحة القصف وإنما للطائرة الجاثمة في مقدمة الصورة ولإسم الخطوط الجوية المنقوش عليها بوضوح. تحمل الطائرة كما يقرأها المشاهد أسم quot;كوردستان إير لاينquot; أي الخطوط الجوية الكردستانية وباللغتين الكردية والإنجليزية فقط. واعتقد أن طائرة عراقية لا تحمل اسم بلدها وتؤكد على اسم كردستان تريد أن تقول انها دولة مستقلة، وهي في الواقع ليست كذلك، واذا أرادت ان توحي بذلك فهي تخالف الستور العراقي وتصريحات القادة الأكراد أنفسهم، كما أعتقد بأن معظم الدول التي تملك خطوطاُ جوية تسمي طائراتها باسم الدولة، مثل الخطوط الجوية الهولندية والإيبرية والسويدية والسويسرية والهندية والـ...الخ. وربما هناك خطوط جوية باسم شركات كبيرة وليس باسم مقاطعات وكانتونات. ليس هناك خطوط طيران باسم كيوبيك الكندية، ولا باسم كانتونات سويسرا ولا المناطق الاسبانية الفدرالية على سبيل المثال.
ان اقليم كردستان العراق لايرفع حتى الآن العلم العراقي بحجة انه تمّ تصفية الأكراد تحت هذا العلم. حسنا انه نفس العلم الذي ارتكبت المجازر الجماعية في عهد الدكتاتورية ولكنه يرفع موقتا في كافة انحاء العراق ريثما يجري تبديله رسميا وهو الآن يرفع في كافة المحافل الدولية إلاّ في اقليم كردستان.. لقد أوعزت القادة الأكراد بمسح اللافتة المرفوعة للترحيب بمن يدخل العراق من الحدود التركية التي تقول quot;نرحب بكم في العراقquot; وتغييرها الى نرحب بكم في كردستان وباللغة الكردية. رأيت ذلك عندما دخلت العراق من هنا ك قبل سقوط النظام وعندما كانت المنطقة الشمالية تحت الحماية الجوية الأمريكية. وثمة أمور كثيرة يمكن سردها ونقدها مما يعكس الغلواء القومية التي تضر بالقومية نفسها في المستقبل البعيد على الرغم من بعض الأوهام.
لا أريد بهذه الملاحظات ان اثير الحساسية، ولكني أرى من الضروري أن ينتبه المسئولون الأكراد الى بعض القرارات والإجراءات التي يتخذونها والتي هي تثير الحساسية في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد ويتخندق كل طرف في متراسه ويعزز دفاعه وهجومه ويطوف في أحلامه.
لقد كفل الدستور العراقي حقوق الأكراد وأقر بالفيدرالية، وبالتأكيد لا تعني الفدرالية التصرف كدولة مستقلة. ألم يكن من المستحسن أن تحمل الطائرة المحاطة بالنار في مطار بيروت اسمالخطوط الجوية العراقية/ كردستانquot; على سبيل المثال. وماذا يضير أن تكون لافتة الحدود quot;العراق/ اقليم كردستان يرحب بكمquot;.