في مدرسة الصحافة يعلمون صحافي الغد فن الإثارة، فيقولون لهم إذا كتبت quot;عض كلب رجلاًquot; فإن أحداً لا يقرأ الخبر، لأن هذا الشيء عادي ومنتظر، أما إذا قلت quot;عض رجل كلباًquot; فإن الجميع سيقرأ الخبر لأنه غير عادي وغير منتظر، وبوحي من هذه الفكرة عنونت مقاليquot;حزب متأسلم يتودد لليهودquot; وهو في الحقيقة عنوان مأخوذ من مقال الأستاذ الحسن الصويدد بعنوانquot; العدالة والتنمية:صداقة اليهود والأمازيغquot; نشر في الأحداث المغربية بتاريخ 15/3/2007 جاء فيه أن حزب العادلة والتنمية المتأسلم المغربي أعلن أنه يرحب باليهود للدخول في هيئاته القيادية. يقول الحسن الصويدد: quot;الثابت أن العثماني [رئيس حزب العادلة والتنمية] لم يتغير ، وبن كيران [أحد قيادي هذا الحزب] هو هو، وأنصارهما هم الذين هزوا في مناسبات كثيرة أرجاء الرباط بشعاراتهم المعادية لليهودquot;خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود ... فما الذي تغير حتى أصبح اليهود رقماً معتبراً في استراتيجية الانفتاح الانتخابي السياسي لحزب العدالة والتنمية ؟ هذا الحزب الذي اعترض بالأمس القريب في جريدة quot;التجديدquot; على المناضلين الأمازيغيين الذين عملوا على تأسيس جمعية صداقة بين أمازيغ المغرب واليهود الأمازيغ في كل أنحاء العالم، وهم الذين كما يقول الأستاذ محمد الفجري في مقاله quot;العدالة والتنمية واليهودquot;(17/3/2007) quot;صدق أولا تصدق (...) قد صرح المدعو لحسن الداودي [أحد قيادي العدالة والتنمية المتأسلم]بأن :quot;حزبه على استعداد كامل لاستقبال اليهود في صفوفه ، ومرحباً باليهود في المجلس الوطني للحزبquot;، ويضيف محمد الفجري لفضح نفاق هذه الحزب ولغته المزدوجة كجميع أخوته المتأسلمين في النفاق:quot;ما دمت في المغرب فلا تستغرب، حزب يوزع المصاحف على مريديه ليصدحوا بملء أفواههم quot;هذا عار... هذا عار، أوزالاي مستشارquot; ولمن لا يعلم فـquot;أوزالايquot; يهودي مغربي [المستشار الاقتصادي لجلالة الملك محمد السادس]، وهو نفس الحزب الذي ردد ولا أظنه سيعاودها مرة أخرى:quot;خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعودquot;، هو نفسه اليوم الذي يقول quot;مرحباً باليهودquot;، وكأني به أدرك أن تلك المقولة التي تفند خرافة انبعاث جيش محمد من القبور بعد أن تحللت جثته في القبور ولا أمل من انتظار كل هذه القرون ليحرر الأرض من الأحياء.
الكاتبان المحترمان يؤكدان على أن اليهود المغاربة هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني المغربي، وهم يستحقون مكانة مرموقة في جميع الأحزاب الوطنية. ولكن الذي حيرهما هو هذا الانقلاب المفاجئ بنسبة 180 درجة من توعد اليهود المغاربة بخيبر مغربية جديدة منذ بضعة شهور، ثم اليوم التودد إليهم بدعوتهم للدخول في هيئات الحزب القيادية !!!. وأنا أقول للكاتبين الصديقين لا تتعجبوا فسر هذا الانقلاب المفاجئ هو quot;لتقّيةquot; التي يراد بها خدعة الخصم قبل توجيه الضربة الغادرة إلى قلبه، وسرها أيضاً في الحديث المكذوب على أصدق الأنام صلي الله عليه وسلم وهو quot;الكذب في المصالح جائزquot; فالمتأسلمون المغاربة هم كغيرهم من المتأسلمين في مصر وتونس وجزر الواق واق... كل همهم هو خدع الخصوم واستدراجهم لتغطية هدفهم الحقيقي حتى إذا حان الوقت كشفوا عن أنيابهم التي يقطر منها الدم، فهم كالخفافيشquot;مع الطيور يوروا جنحيهم، ومع الفئران يوروا سنيهمquot;، هم سيقبلون أقدام وجزم اليهود المغاربة إذا قدموا لهم فلوس أو خدمات سياسية مثل التوسط لهم لدي الاتحاد الأوربي، أو لدي منظمة quot;إيباكquot; الصهيونية في أمريكا أو غير ذلك من الحسابات السياسوية الخسيسة ... لكنهم سيذبحونهم في أول فرصة إذا تغيرت موازين القوى، وإنما هذا دليل لمن يحتاج إلى دليل على أن المتأسلمين لا دين لهم ولا ملة، هم كسلفهم ميكافيلي، همهم هو النجاح فقط بجميع الطرق بما فيها أكثر الطرق لا أخلاقية ولا دينية. ومن العجب العجاب أيضاً ما نشرته quot;الأحداث المغربيةquot; في عددها 2957 حيث كتب الأستاذ العميري عبد الرحمن مقالاً بعنوانquot;القرضاوي رئيساً للمجلس العلمي بوجدهquot; ذكر فيه أن القرضاوي يدعم بماله حملة quot;حزب العدالة والتنمية إياه الانتخابية الإعلامية ليفوز في الانتخابات القادمة. فكيف استطاع هذا الحزب المتأسلم أن يجمع بين التودد لليهود المغاربة، وفي ذات الوقت قبض الأموال من الملياردير القرضاوي لتنظيم حملته الانتخابية؟ والجميع يعلم أن القرضاوي أصدر فتواه الشهيرة بجواز قتل الأجنة اليهود في بطون أمهاتهم. وكما يقول المعري:
تناقض ما لنا إلا السكوت له / وأن نعوذ بمولانا من النار
[email protected]