أحتقر بشدة الطبقة المتوسطة التى أنتمى إليها، عملنا :quot;زى إللى رقصوا على السلم، لا إللى فوق شافوهم ولا إللى تحت عبروهمquot;، وهناك مقولة تدور فى كل أنحاء العالم بأن كلما كبرت الطبقة المتوسطة كلما زاد تماسك المجتمع، وهى مقولة إخترعها الأغنياء حتى يتمكنوا من البقاء كأقلية ثرية، لأنهم يحصلون على ثرائهم من الطبقة المتوسطة فكلما كبرت الطبقة المتوسطة، كلما زاد ثراء الأغنياء، لأن الأغنياء لا يحصلون على ثروتهم من الفقراء، لأن الفقراء (ما حيلتهمش حاجة) و (إيش تاخد الريح من البلاط)، والطبقة المتوسطة بغباءها تدفع الضرائب بإنتظام بينما الأغنياء يعرفون كيف يزوغون من الضرائب، والفقراء لا يدفعون ضرائب بطبيعة الحال (إرجع لنظرية: إيش تاخد الريح من البلاط).
والطبقة المتوسطة أيضا تتبع القوانين بإنتظام وكأن تلك القوانين قد فصلت عليها، أما الأغنياء فالقوانين بالنسبة لهم مجرد توصيات وإقتراحات يتبعونها كلما عنّ لهم ذلك (حلوة عنّ دى ndash; شدة على النون)!! أما الفقراء فلا يعرفون أن هناك قوانين أصلا، وإذا عنّ لهم إختراق تلك القوانين فإنهم يخترقونها بدون علم منهم، وبما أن الجهل بالقانون لا يعفى من العقاب، فالفقراء عندما يخترقون القوانين يكونوا أول من يشرف فى السجون بصدررحب، حيث يجدون الملبس والمأكل والسكن المجانى.
والطبقة المتوسطة يتم قيادتها بسهولة مثل القطيع وتسير فى الركب زرافات زرافات خلف اى قائد حتى لو كان حمار حصاوى، وإذا سألتهم: quot;الريس بتاعكم حمار؟ تكون إجابتهم الجاهزة دائما: إللى تعرفه أحسن من إللى ماتعرفوشquot;! أما الفقراء ففى الغالب فإن أمور الحكم لا تعنيهم (أحمد زى الحاج أحمد)، ولكن إذا زاد ظلم الحكام يكونوا أول الثائرين، والأغنياء دائما يعرفون من أين تؤكل الكتف، فهم دائما يصاحبون الحاكم، وأحيانا يتولون الحكم بأنفسهم.
وللطبقة المتوسطة فلسفة غبية جدا تقول quot;الفلوس مش حاجة، وإحنا بنشترى راجلquot;، وهى فلسفة زرعها فى عقولهم وقلوبهم الأغنياء.
والطبقة المتوسطة تعيش حياتها مثل الحمار الذى يضربه صاحبه بالعصا، وفى الوقت يحمل جزرة أمامه، ويظل الحمار المسكين يجرى طوال حياته لتجنب مزيد من ضرب العصا وعلى أمل أن يأخذ قضمة من الجزرة، ويموت فى النهاية من الإجهاد بدون أن ينال أى قضمة من الجزرة ولكن ظهره يكون قد إهترأ من ضرب العصا، فها هى الطبقة المتوسطة تجرى على أمل أن تحصل على الجزرة (وهى الإنتقال إلى طبقة الأغنياء)، وتستمر فى الجرى خوفا من (العصا) وهى الخوف من مخالفة القوانين ومن الحكام، حتى تموت وهى (جنب الحيط)، ولا تترك وراها إلا الستر!!
وأنا أعتقد أن الطبقة المتوسطة هى سبب الأزمة المالية والتى يواجهها العالم أجمع، فهم من يقترض من البنوك عمال على بطال، فالفقراء لا يتعاملون مع البنوك (إلا إذا أرادوا السطو عليها!) والأغنياء يملكون البنوك، وهم من يقرض الطبقة المتوسطة، وعندما تفلس البنوك (حذروا فزروا من سيدعم البنوك)؟ أموال دافعى الضرائب من الطبقة المتوسطة!! بالذمة عمركم شفتوا أخيب من كده طبقة؟
وهذه هى مقترحاتى للتخلص الأزمة المالية التى يمر بها العالم تلك الأيام والتى لم يشهد مثلها ربما مثل الكساد الكبير فى أوائل ثلاثينات القرن الماضى:
أولا: القضاء على الطبقة المتوسطة تماما، وتقسيم العالم إلى أغنياء وفقراء، ولنبدأ من غد ونقرر أن كل من يملك أقل ربع مليون دولاريصنف فى خانة الفقراء، ويتم إعادة النظر فى هذا الحد الأدنى كل خمس سنوات.
ثانيا: إجبار الأغنياء على الصرف على الفقراء وإلا نذكرهم بأحداث الثورة الفرنسية، عندما تدحرجت الرؤوس تحت المقاصل.
ثالثا: القضاء على البنوك، تماما.
رابعا: تشجيع صناعة الحصالات، ولنبدأ بشعار quot;حصالة لكل مواطنquot; كبديل مضمون عن البنوك.
خامسا: إذا فشل إقتراح quot;الحصالةquot;، فأقترح إلغاء quot;الفلوسquot; لأن quot;الفلوس ما يجييش من وراها إلا تعب القلب (وهو من الشعارات الأصيلة لدى الطبقة المتوسطة).
سادسا: البدء بالتعامل بتبادل البضائع، مثلما كان يفعل الإنسان قبل إختراع الفلوس، إذا أعطتنى دكرين بط، وجوز فراخ، وكوزذرة، وبيضة وسميطة فسوف أصمم لك منزلك القادم.
سابعا: بناء على الإقتراح السابق، يتم تحويل الأسواق التجارية المركزية فى العالم (المولات) إلى سوق القرية، وسوف ترى الأم تدخل المول وهى تحمل على رأسها حلة ملوخية، وآخر يجر أمامه خروف ومعزة، وفتاة أخرة تحمل على رأسها مشنة عيش، وأختها تحمل فطير مشلتت، ويبدأ الجميع فى تبادل السلع بدون الحاجة إلى وسطاء أو إلى بنوك أو شركات تامين. ويمكن تنفيذ هذا الإقتراح بسهولة بالتكنولوجيا الحديثة بدون الحاجة حتى إلى المول، وذلك عن طريق الإنترنت، فيمكن للفلاحة التى تريد تبادل فطيرها المشلتت مع بضائع أن تبدأ موقع إنترنت إلكترونى وليكن أسمه : quot;فطير مشلتت دوت كومquot;!! وموقع آخر :quot;خيار مخلل دوت كومquot; وموقع ثالث : quot;حمير حصاوى دوت كومquot;!! وهكذا..
ثامنا: quot;الوسطاء يمتنعونquot;، طالما قرأت هذا الشعار فى إعلانات الجرائد، لذلك أقترح أن نبدأ فورا بالقبض على كل الوسطاء فى العالم ووضعهم فى السجون، وأرجو أن تكون هناك سجون كافية، لأن الكل يريد أن يكون وسيطا بدلا عن يكون منتجا!
تاسعا: نبدأ بعمل جمعية (على مستوى العالم)، على شرط إنى أقبضها الأول!!