quot;المعيار الأول للسلام ليس غياب الحرب بل حضورالعدالة..فأشكال الاستبداد كلها وجميع الاساءات الى حرية الاشخاص وكرامتهم وجميع انتهاكات حقوق الكائن الانساني انما هي اعتداءات على السلامquot; جان- ماري مولر
منذ عقدٍ من الزمن دعت الجمعية العامة للامم المتحدة الدول الأعضاء لاتخاذ التدابير اللازمة لترسيخ ممارسات السلام واللاعنف على كافة المستويات معلنة العقد الأول من الالفية الثالثة عقدًا عالميًّا لاعلاء ثقافة السلام لصالح أطفال العالم بهدف ترسيخ احترام حياة كل انسان وكرامته دون احكام مسبقة او تمييز من اي نوع كان .
ومن المفارقات المؤسفة أن هذا العقد شهد أحداثًا دموية مفرطة وشهد عنصرية مبالغ فيها وانتهاكات صارخة لحقوق الانسان، يحق ان يوصف فيها بعقد quot;العنف والطغيان وانهيار الانسانquot;، فمنذ عام 2001 وحتى الآن تتوالى الاحداث بشكل دراماتيكي مخزٍ بحق الانسانية، بدءًا من احداث الحادي عشر من سبتمبر مرورا بأفغانستان و العراق والسودان وصولا الى حرب تموز، فيما تعد قضية معتقل غوانتنامو وسجن ابو غريب وقضية دارفور من أهم القضايا التي تمثل انتهاكًا صارخًا لحرمة الكائن الانساني.
فكيف يبدو المشهد الآن في يوم يسمى quot;بيوم السلام العالميquot; ونحن نتحاور مع ثالوث الاستبداد المستحكم فيينا المتمثل بعودة الامبرطوريات، والزعيم الإله، واللاهوت المقدس؟
منذ عقدٍ من الزمن دعت الجمعية العامة للامم المتحدة الدول الأعضاء لاتخاذ التدابير اللازمة لترسيخ ممارسات السلام واللاعنف على كافة المستويات معلنة العقد الأول من الالفية الثالثة عقدًا عالميًّا لاعلاء ثقافة السلام لصالح أطفال العالم بهدف ترسيخ احترام حياة كل انسان وكرامته دون احكام مسبقة او تمييز من اي نوع كان .
ومن المفارقات المؤسفة أن هذا العقد شهد أحداثًا دموية مفرطة وشهد عنصرية مبالغ فيها وانتهاكات صارخة لحقوق الانسان، يحق ان يوصف فيها بعقد quot;العنف والطغيان وانهيار الانسانquot;، فمنذ عام 2001 وحتى الآن تتوالى الاحداث بشكل دراماتيكي مخزٍ بحق الانسانية، بدءًا من احداث الحادي عشر من سبتمبر مرورا بأفغانستان و العراق والسودان وصولا الى حرب تموز، فيما تعد قضية معتقل غوانتنامو وسجن ابو غريب وقضية دارفور من أهم القضايا التي تمثل انتهاكًا صارخًا لحرمة الكائن الانساني.
فكيف يبدو المشهد الآن في يوم يسمى quot;بيوم السلام العالميquot; ونحن نتحاور مع ثالوث الاستبداد المستحكم فيينا المتمثل بعودة الامبرطوريات، والزعيم الإله، واللاهوت المقدس؟
دبلوماسية السلام في عصر عودة الامبرطوريات:
لا يمكن لأي دولة في العالم الادعاء بأنها تعمل من أجل السلام، فيما تسعى الى تملك الاسلحة الحربية والعسكرية الفتاكة، وتعمل على تدريب جيوشها على العدائية تحت شعار quot;الروح القتاليةquot;، التي في حقيقتها ليست سوى زرع للعدائية والانانية الفردية، وتأجيج مشاعر quot;الانتقامquot; والهبوط بالكائن الانساني الى مستوى غريزته، بحيث لا يعي الا مبدأ quot;استعمال القوة لتحقيق ما يريد quot;!
فالدول حاليًّا عبارة عن quot;تجمعات قوى مسلحة احتكاريةquot; وأقطاب متناحرة، ومحاور quot;اقليميةquot; ؛ الأقوى فيها هو الذي يسيطر ويحدد مسار السياسة الدولية وما على الآخرين سوى الطاعة والامتثال، ولعل محاور الصراع وأقطابه غدت اشد وضوحا بعد عودة روسيا quot;امبرطورية القياصرةquot; بقوة الى القطبية الدولية، وتحول ايرانquot; امبرطورية فارسquot; الى دولة اقليمية فيما تشكل الولايات المتحدة الاميركية quot;امبرطورية المادةquot; اللاعب الاساسي فيه.
وهذه القوى كلها تتخذ من شعارات متعددة وسيلة لتحقيق مآربها، ومنها شعارات quot;السلامquot; وquot;الديموقراطية quot;... و شعار مقاومة السيطرة القطبية وتحقيق العدالة! فيما الامر في حقيقته لا يتجاوز الاطماع والمصالح الاقتصادية والعسكرية وتحقيق مزيد من السيطرة عند كل الاطراف المتصارعة ؛ وهي اذ ذاك تعمل ليلا و نهارًا، على شحن العنف لتحقيق quot;سلام مزعومquot;، من خلال اتفاقيات تكرس بذور الشرور والحروب في طيّاتها ولا تعدو عن كونها سيناريو جديد لاسلوب quot;التدميرquot; وتوزيع الأدوار!
اننا نشهد عودة الامبرطويات القديمة التي كانت تتركز في نقطة ثم تعمل على الامتداد التوسعي والتشعب في اتجاهات متعددة وعلى مستويات متنوعة، وفي ظل هكذا استراتيجية توسعية تغيب ديبلوماسية السلام وتتلاشى.
فمعظم دول العالم متورطة في اعادة انتاج شروط العنف وتكريسه، وأنصار نظرية quot;الحروب الاستباقية quot; والاحترازية quot; على الارهاب يناقضون بلا شك دبلوماسية السلام التي تسعى اليها الامم المتحدة.
اننا نشهد عودة الامبرطويات القديمة التي كانت تتركز في نقطة ثم تعمل على الامتداد التوسعي والتشعب في اتجاهات متعددة وعلى مستويات متنوعة، وفي ظل هكذا استراتيجية توسعية تغيب ديبلوماسية السلام وتتلاشى.
فمعظم دول العالم متورطة في اعادة انتاج شروط العنف وتكريسه، وأنصار نظرية quot;الحروب الاستباقية quot; والاحترازية quot; على الارهاب يناقضون بلا شك دبلوماسية السلام التي تسعى اليها الامم المتحدة.
الديموقراطية مفتاح السلام:
على مستوى آخر وعلى الصعيد الداخلي للدول والانظمة، فالمشهد لا يختلف كثيرًا وهو وان كان في الدول الغربية ذي الانظمة الديموقراطية قائمًا على احترام إرادة الشعب، الا ان الادارة السياسية غالبًا ما تعمد الى تنفيذ سياساتها الاستراتيجية الخارجيةquot; بعيدًا عن حسابات quot;الانسان و حقوقهquot;.
اما الانظمة العربية فحدّث عنها ولا حرج! فالديموقراطية غائبة عنها كليًّا! وكلهم في البلطجة الداخلية سواء! حيث يمارسون عنصرية مقززة بحق الانسان.
فوجود الزعماء العرب عبارة عن تكريس للعنف quot;الداخلي quot; والخارجي quot; على حدٍّ سواء،حيث تستعملهم القوى الخارجية quot;كأصدقاءquot; لتحقيق مآربها الاقليمية من جهة، كما تنتقم منهم quot;كأعداءquot; وطغاة ان هم خرجوا عن معادلتها الاقليمية، فتعمل على ادانتهم بالجملة والمفرق في المجتمعات الدولية بوصفهم انظمة شمولية تغيب عنها الحريات والحقوق الإنسانية.
ان حكام من هذا النوع يسوّغون شتى انواع العنف ويعتمدون عقيدة الصراع وتمثيل المصالح شعارًا لهم، وهم بذلك يجهلون الخطيئة التي يمارسونها لأنهم صرعى جنون العظمة والأنانية المفرطة.
على مستوى آخر وعلى الصعيد الداخلي للدول والانظمة، فالمشهد لا يختلف كثيرًا وهو وان كان في الدول الغربية ذي الانظمة الديموقراطية قائمًا على احترام إرادة الشعب، الا ان الادارة السياسية غالبًا ما تعمد الى تنفيذ سياساتها الاستراتيجية الخارجيةquot; بعيدًا عن حسابات quot;الانسان و حقوقهquot;.
اما الانظمة العربية فحدّث عنها ولا حرج! فالديموقراطية غائبة عنها كليًّا! وكلهم في البلطجة الداخلية سواء! حيث يمارسون عنصرية مقززة بحق الانسان.
فوجود الزعماء العرب عبارة عن تكريس للعنف quot;الداخلي quot; والخارجي quot; على حدٍّ سواء،حيث تستعملهم القوى الخارجية quot;كأصدقاءquot; لتحقيق مآربها الاقليمية من جهة، كما تنتقم منهم quot;كأعداءquot; وطغاة ان هم خرجوا عن معادلتها الاقليمية، فتعمل على ادانتهم بالجملة والمفرق في المجتمعات الدولية بوصفهم انظمة شمولية تغيب عنها الحريات والحقوق الإنسانية.
ان حكام من هذا النوع يسوّغون شتى انواع العنف ويعتمدون عقيدة الصراع وتمثيل المصالح شعارًا لهم، وهم بذلك يجهلون الخطيئة التي يمارسونها لأنهم صرعى جنون العظمة والأنانية المفرطة.
فأي سلام يمكن ان يحققه العرب في ظل ممارستهم الظلم الدائم لشعوبهم؟؟ و كيف يطالب العرب في الامم المتحدة وامام المجتمع الدولي بقضاياهم وهم يمارسون ارهابًا اشد بأسًا واشد تنكيلا ؟؟ وكيف يريدون ان يُظهروا للعالم ان quot;خريطة طريق بوش وكوندليسا رايسquot; ليست سلمية ولا تمثل العدالة وهم متورطين في العنف حتى النخاع؟؟
واي سلام يمكن ان تحققه الادراة الاميركية في ظل إحساسها المفرط بالقوة ورغبتها الجامحة في السيطرة؟؟
نعم الديموقراطية هي مفتاح السلام في منطقتنا وهي المطلب الشعبي الأصلي الأصيل، فان فعلنا وتبنينا خيار السلم الحقيقي، فأية حجة تبقى لبوش ومن يأتي بعده في ادانة انظمتنا، فلتبادر الدول العربية الى صناديق الاقتراع اولا لاقرار احترام الانسان ان هي تريد السلام فعلا!
واي سلام يمكن ان تحققه الادراة الاميركية في ظل إحساسها المفرط بالقوة ورغبتها الجامحة في السيطرة؟؟
نعم الديموقراطية هي مفتاح السلام في منطقتنا وهي المطلب الشعبي الأصلي الأصيل، فان فعلنا وتبنينا خيار السلم الحقيقي، فأية حجة تبقى لبوش ومن يأتي بعده في ادانة انظمتنا، فلتبادر الدول العربية الى صناديق الاقتراع اولا لاقرار احترام الانسان ان هي تريد السلام فعلا!
أديان من أجل الحرب أم السلام؟
ان نقد الانظمة quot;الثيوقراطية quot; العربية وضرورة احلال الديموقراطية ليس هدفًا بحد ذاته بل ان الكائن الانساني هو المعني الأول والاخير، فإرادة السلام الحقيقي تنبع من النواة المؤسسة للمجتمع، ألا وهي الفرد وهذا يحتم علينا الدخول الى البنية الفكرية المؤسسة لممارسات الأفراد ولعل احد مكونتاها هي العقائد والشرائع.
ومن اعجب الأمور ان quot;الأديانquot; كلّها ومعظم العقائد quot;السماوية وغير السماويةquot; تدعي أنها رسالات سلام ومحبة للبشرية! والوقائع على الأرض تنافي في كثير من الأحيان هذا الادعاء!
فالحروب كانت ومازالت تُشن دومًا بذرائع لاهوتية quot;فحرب الايقونات في الغربquot; quot;والحروب الدامية في الشرقquot;، خير دليل على ان الاديان هي اديان حرب لا سلام، لأن الدين عندما يرتبط بالسلطة او السلطة ترتبط به، فإنه يخرج عن دائرته الروحية الانسانية الى ساحة صراع وحرب غرائز يعتقد أصحابها انهم خيرة البشر وانهم يحاربون باسم الاله ومن ثم فحربهم quot;مقدسة quot; مباركة!!!
ان نقد الانظمة quot;الثيوقراطية quot; العربية وضرورة احلال الديموقراطية ليس هدفًا بحد ذاته بل ان الكائن الانساني هو المعني الأول والاخير، فإرادة السلام الحقيقي تنبع من النواة المؤسسة للمجتمع، ألا وهي الفرد وهذا يحتم علينا الدخول الى البنية الفكرية المؤسسة لممارسات الأفراد ولعل احد مكونتاها هي العقائد والشرائع.
ومن اعجب الأمور ان quot;الأديانquot; كلّها ومعظم العقائد quot;السماوية وغير السماويةquot; تدعي أنها رسالات سلام ومحبة للبشرية! والوقائع على الأرض تنافي في كثير من الأحيان هذا الادعاء!
فالحروب كانت ومازالت تُشن دومًا بذرائع لاهوتية quot;فحرب الايقونات في الغربquot; quot;والحروب الدامية في الشرقquot;، خير دليل على ان الاديان هي اديان حرب لا سلام، لأن الدين عندما يرتبط بالسلطة او السلطة ترتبط به، فإنه يخرج عن دائرته الروحية الانسانية الى ساحة صراع وحرب غرائز يعتقد أصحابها انهم خيرة البشر وانهم يحاربون باسم الاله ومن ثم فحربهم quot;مقدسة quot; مباركة!!!
وبما ان الشرائع بما فيها المدنية والوضعية متنوعة فإنها تُفرِّق البشر فيما الايمان يوحدهم، وهنا تكمن أهمية نقد quot;الشرائع quot; لا سيما تلك التي تتصف بلاهوتيتها، فهل سنمتلك نحن البشر الجرأة الروحية لنقد لاهوتنا وعقائدنا المؤسسة لشرائعنا، وهل بإمكاننا اعادة نقد دساتيرنا وقوانيننا المشرعة لحروبنا التي لا تنتهي ؟! وهل بإمكان ايماننا بانسانية الكائن البشري وآدميته ان يوحدنا من اجل تحقيق سلام كوني؟؟
يتحقق السلام إذن من خلال تحقيق كونية الافراد أولا وذلك عبر مسارين اثنين :
مسار اجتماعي وفي هذا النطاق يتحد الافراد لتحقيق انسانيتهم quot;المجتمعية quot; على صعيد المجتمع الواحد وذلك من خلال احلال العدالة بحيث يتجاوز الفرد أنانيته ونزعته بالسيطرة الى مستوى تحقيق السلام لصالح الجماعة.
المسار العالمي : بحيث تتضافر المجتمعات بثقافاتها المتنوعة لتحقيق السلام فيتجاوز كل مجتمع عن quot;أنويته التاريخية quot; ويتخلى عن ادانة الحضارات الاخرى والثقافات المغايرة له للوصول الى سلام عالمي يعكس الانسنة الكونية.
مسار اجتماعي وفي هذا النطاق يتحد الافراد لتحقيق انسانيتهم quot;المجتمعية quot; على صعيد المجتمع الواحد وذلك من خلال احلال العدالة بحيث يتجاوز الفرد أنانيته ونزعته بالسيطرة الى مستوى تحقيق السلام لصالح الجماعة.
المسار العالمي : بحيث تتضافر المجتمعات بثقافاتها المتنوعة لتحقيق السلام فيتجاوز كل مجتمع عن quot;أنويته التاريخية quot; ويتخلى عن ادانة الحضارات الاخرى والثقافات المغايرة له للوصول الى سلام عالمي يعكس الانسنة الكونية.
فهل بإمكان المجتمعات الانسانية كلها دون استثناء ان نتجاوز عن جراحها التاريخية وتكف عن الانتقام من بعضها البعض لاجل سلام كوكبنا الوادع الجميل؟
وهل ستتوقف الدول عن ادانة حضارات واضطهاد أخرى بذرائع متنوعة ؟ وهل ستتخلى أمبرطوريات العصر الحديث عن طموحاتها التوسعية وحروبها quot;العادلةquot;؟؟
وهل ستتوقف الدول عن ادانة حضارات واضطهاد أخرى بذرائع متنوعة ؟ وهل ستتخلى أمبرطوريات العصر الحديث عن طموحاتها التوسعية وحروبها quot;العادلةquot;؟؟
نعم، فالسلام لا يكون بلا عدالة انسانية والعدالة لا تتحقق بعنف الحروب!
هامش
1- جاء ذلك في الاعلان الصادر في العاشر من نوفمبر 1998 حيث اعتبرت الفترة الممتدة من 2001 وحتى 2010 عقدًا دوليا لاعلاء ثقافة السلام.
التعليقات