أهلا وسهلا بك في أرض الكنانة، في قلب العالم العربي والإسلامي، حيث تتواجد معظم أنواع الأقليات في هذه البقعة من العالم، مع غياب الديموقراطية كثقافة وممارسة في الوقت نفسه: مثل الأقباط في مصر والجنوبيون في السودان والأشوريين والأرمن والأكراد والبربر وغيرهم في كل من العراق وتركيا وإيران وسوريا ولبنان والمغرب الكبير.
وهي الأقليات التي أصبحت تعاني، أكثر من أي وقت مضي، من مطرقة الاستبداد السياسي من جهة، وسندان الإسلام السياسي من جهة أخري، وهو حركات دينية متفقة في الغاية، مختلفة في الوسيلة. هدفها المشترك إقامة دولة دينية كبري علي امتداد المنطقة. التباين في الوسيلة يتراوح بين: اعتماد الجهاد المسلح والعنف عند بعض هذه الحركات، واستخدام الدعوة والسياسة عند حركات أخرى.
ويمثل الإسلام السياسي في المنطقة: النظام الإيراني الثيوقراطي (حكم رجال الدين) وامتداداته الشيعية في العراق، وفي لبنان (حزب الله) وامتداداته السنية (حماس والجهاد) في فلسطين. ثم الحركات السنية الحربية quot;المستقلةquot;، طالبان والشيشان وquot;القاعدةquot; وامتداداتها في المغرب العربي وباكستان والهند واليمن، فضلا عن الإخوان المسلمين في معظم الدول العربية، وفي القلب منها مصر.
وكما تعلمون سيادتكم فإن السيناريوهات الثلاث المحتملة بالنسبة لمشكلة الأقليات في هذه المنطقة التعسة، تتمثل في: تغيير الجغرافيا بالتقسيم أو تعديل الحدود، وإما بتغيير البشر بالانصهار القسري أو الإبادة أو الهجرة، وإما تغيير المؤسسات بجعلها اكثر ديمقراطية اعتمادا على فكرة المواطنة، وهو أبعدهم عن التحقق في المدي المنظور، ما لم تتغير ثقافة الاستبداد والتعصب.
وإذا كانت المشكلة في منطقة الشرق الأوسط: quot; ثقافية quot; بالمعني العام، فإن الثقافة تصبح هي الحل أيضا، أو بالأحري فهي الداء والدواء في الوقت نفسه. والثقافة حسب تعريف quot; جودنف quot;: quot; ليست ظاهرة مادية، كما أنها ليست جملة أشياء أو بشر أو سلوك أو عواطف، وإنما هى كل ذلك. إنها صور الأشياء التى فى عقول البشر، وهى أنماطهم فى إدراك الأشياء وعلاقاتها، وتأويلاتهم لها quot;.
ومن هنا فإن نشر الديموقراطية الليبرالية ( التعددبة ) الدستورية أصبح ضرورة قصوي، والاعتماد علي المثقفين الليبراليين من أبناء هذه الثقافة تحديدا، من أجل تغيير بنية هذه الثقافة والنفاذ إلي ما وراءها، هو السبيل الأمثل والأكثر فاعلية، ليس فقط من باب quot; أن أهل مكة أدري بشعابها quot;، وإنما أيضا لأن طاقتهم ورغبتهم في التغيير، أقوي الآن من أي وقت مضي، بعد أن وصلت الأمور إلي نهاياتها القصوي.
إن التيار الليبرالي يا سيادة الرئيس، هو الحصن الحصين للحريات العامة والحقوق والواجبات والعدالة الإجتماعية، والملاذ الأخير للمواطنة والديموقراطية، فضلا عن كونه الأكثر قدرة على التعامل مع ملف الطائفية والقبائلية والعشائرية الذي يفرض نفسه بقوة اليوم، لأن منطلقاته الفلسفية والنظرية غير دينية أو مذهبية ، وأخيرا، لأنه التيار الوحيد الذي له مصداقية أخلاقية عالية، تفتقدها أغلب النخب السياسية الحاكمة والتيارات الدينية علي السواء، خاصة وأن الكيمياء العالمية تسير في اتجاه الليبرالية والتعددية والاختلاف في عصر العولمة، بعد سقوط الشمولية والأحادية والمطلقية.
سيدي الرئيس
إن شعار المرحلة الجديدة وفق ما أعلنته سيادتكم في خطاب التنصيب بالبيت الأبيض هو: الأمل والتغيير - وما أحوج منطقتنا له - وهو ما نتطلع إليه ونترقبه، في خطابكم بجامعة القاهرة في الرابع من يونيو 2009، وما بعده....
[email protected]
وهي الأقليات التي أصبحت تعاني، أكثر من أي وقت مضي، من مطرقة الاستبداد السياسي من جهة، وسندان الإسلام السياسي من جهة أخري، وهو حركات دينية متفقة في الغاية، مختلفة في الوسيلة. هدفها المشترك إقامة دولة دينية كبري علي امتداد المنطقة. التباين في الوسيلة يتراوح بين: اعتماد الجهاد المسلح والعنف عند بعض هذه الحركات، واستخدام الدعوة والسياسة عند حركات أخرى.
ويمثل الإسلام السياسي في المنطقة: النظام الإيراني الثيوقراطي (حكم رجال الدين) وامتداداته الشيعية في العراق، وفي لبنان (حزب الله) وامتداداته السنية (حماس والجهاد) في فلسطين. ثم الحركات السنية الحربية quot;المستقلةquot;، طالبان والشيشان وquot;القاعدةquot; وامتداداتها في المغرب العربي وباكستان والهند واليمن، فضلا عن الإخوان المسلمين في معظم الدول العربية، وفي القلب منها مصر.
وكما تعلمون سيادتكم فإن السيناريوهات الثلاث المحتملة بالنسبة لمشكلة الأقليات في هذه المنطقة التعسة، تتمثل في: تغيير الجغرافيا بالتقسيم أو تعديل الحدود، وإما بتغيير البشر بالانصهار القسري أو الإبادة أو الهجرة، وإما تغيير المؤسسات بجعلها اكثر ديمقراطية اعتمادا على فكرة المواطنة، وهو أبعدهم عن التحقق في المدي المنظور، ما لم تتغير ثقافة الاستبداد والتعصب.
وإذا كانت المشكلة في منطقة الشرق الأوسط: quot; ثقافية quot; بالمعني العام، فإن الثقافة تصبح هي الحل أيضا، أو بالأحري فهي الداء والدواء في الوقت نفسه. والثقافة حسب تعريف quot; جودنف quot;: quot; ليست ظاهرة مادية، كما أنها ليست جملة أشياء أو بشر أو سلوك أو عواطف، وإنما هى كل ذلك. إنها صور الأشياء التى فى عقول البشر، وهى أنماطهم فى إدراك الأشياء وعلاقاتها، وتأويلاتهم لها quot;.
ومن هنا فإن نشر الديموقراطية الليبرالية ( التعددبة ) الدستورية أصبح ضرورة قصوي، والاعتماد علي المثقفين الليبراليين من أبناء هذه الثقافة تحديدا، من أجل تغيير بنية هذه الثقافة والنفاذ إلي ما وراءها، هو السبيل الأمثل والأكثر فاعلية، ليس فقط من باب quot; أن أهل مكة أدري بشعابها quot;، وإنما أيضا لأن طاقتهم ورغبتهم في التغيير، أقوي الآن من أي وقت مضي، بعد أن وصلت الأمور إلي نهاياتها القصوي.
إن التيار الليبرالي يا سيادة الرئيس، هو الحصن الحصين للحريات العامة والحقوق والواجبات والعدالة الإجتماعية، والملاذ الأخير للمواطنة والديموقراطية، فضلا عن كونه الأكثر قدرة على التعامل مع ملف الطائفية والقبائلية والعشائرية الذي يفرض نفسه بقوة اليوم، لأن منطلقاته الفلسفية والنظرية غير دينية أو مذهبية ، وأخيرا، لأنه التيار الوحيد الذي له مصداقية أخلاقية عالية، تفتقدها أغلب النخب السياسية الحاكمة والتيارات الدينية علي السواء، خاصة وأن الكيمياء العالمية تسير في اتجاه الليبرالية والتعددية والاختلاف في عصر العولمة، بعد سقوط الشمولية والأحادية والمطلقية.
سيدي الرئيس
إن شعار المرحلة الجديدة وفق ما أعلنته سيادتكم في خطاب التنصيب بالبيت الأبيض هو: الأمل والتغيير - وما أحوج منطقتنا له - وهو ما نتطلع إليه ونترقبه، في خطابكم بجامعة القاهرة في الرابع من يونيو 2009، وما بعده....
[email protected]
التعليقات