بعد توقيع الاتفاق بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ونظيرتها الأمريكية كوندوليزا رايس حول منع تهريب الأسلحة إلى غزة، أعلنت اسرائيل وقف اطلاق النار من جانب واحد، وهو ما يعني واقعيا ضربة للجهود المصرية من أجل اتفاق تهدئة بين اسرائيل وحركة حماس، وحرمان حماس من تحقيق نصر سياسي علي الأرض، قبيل تقلد الرئيس الأمريكي أوباما مهام منصبه في 20 من يناير الجاري.
حماس أعلنت علي لسان أسامة حمدان : إن ميدان القتال هو الفيصل في حسم المعركة. وهي بذلك تريد تحسين شروط التسوية، وأن تحل محل السلطة في التفاوض بإعتبارها المتحدث بإسم الشعب الفلسطيني، والشريك الرسمي في المفاوضات مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد.
رد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط علي الاتفاق كان الأعنف منذ بدء الحرب علي غزة، إذ قال : إن quot;التعنت الإسرائيليquot; هو العقبة الرئيسية أمام الجهود المصرية للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، مضيفا.
وفي تعليقه علي الاتفاق الإسرائيلي الأمريكي قال : أن هذه المذكرة quot;لا تعنينا في شيء، أي ليس لدينا التزام بهذه المذكرة على الإطلاق.
تصريحات أبو الغيط سبقت كلمة الرئيس مبارك المتلفزة حول تطورات الحرب الاسرائيلية علي غزة، جاء فيها quot;إننى أطالب إسرائيل اليوم بوقف عملياتها العسكرية على الفور، وأطالب قادتها بوقف فورى وغير مشروط لإطلاق النار، وأطالبهم بانسحاب قواتهم خارج القطاعquot;. مضيفا : quot; إن مصر لم ولن تقبل أبدا بوجود قوات دولية علي حدودها quot;، ولا مراقبين دوليين.
أهمبة حديث مبارك أنه يسبق اجتماع مجلس الدفاع المصغر في اسرائيل الليلة، وهو يحمل رسالة مهمة للرئيس أوباما، هي أن مصر حاضرة وبقوة في أية تسوية قادمة ولا يمكن تجاهلها، وأن هذا هو موقفها في قمة الكويت القادمة، وهو موقف يتوازن ويتقاطع مع قمة الدوحة (الإسلامية - العربية )، لا يتعارض أو يتوازي معها، وهذا هو الجديد.
فقد كان الحضور اللافت لإيران إلي جوار سوريا في قمة الدوحة رسالة مهمة للرئيس الأمريكي أوباما أيضا، هي أن إيران حاضرة في المنطقة عبر ثلاثة ملفات لا فكاك من التعامل معها : فلسطينية ( عبر حماس )، نووية، سورية لبنانية ( الجولان ndash; حزب الله ).
من جانبها سارعت مصر بدعوة قادة عدة دول خصوصاً من أوروبا، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، إلى قمة تشاورية حول غزة غداً الأحد فى شرم الشيخ.
حيث وجهت الدعوة إلى الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، ورئيس الوزراء البريطانى جوردن براون، ورئيس الوزراء الأسبانى خوسيه لويس ثاباتيرو، ورئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلسكونى، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون.... فقط.
اللافت هو أن ما يقدم في الفضائيات من تحليلات عبر الصوت والصورة، مجرد دخان كثيف يخفي أكثر مما يظهر خلف وتحت الأحداث الدراماتيكية، وبالعودة إلي الاتفاق الإسرائيلي الأمريكي - ووفقا لنص الذي نشرته صحيفة quot;ها آرتسquot; الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني - فإن الطرفين quot;سيعملان بالتعاون مع الجيران ومع أطراف أخرى في المجتمع الدولي لمنع إمداد منظمات إرهابية بالأسلحة quot; ( وهي رسالة شديدة الأهمية لأوباما ).
وحسب ليفني: quot; فإن بروتوكول الاتفاق مع الولايات المتحدة هو عنصر أساسي من عناصر وقف quot;المعارك quot;، وهو يتضمن إجراءات يساهم فيها حلف الأطلسي، ويستهدف وقف تدفق السلاح من إيران ( ودول أخري ، لم تسميها ) إلى حماس.
هل هناك ترتيبات إقليمية جديدة في جعبة أوباما، ستلعب فيها إيران دورا محوريا عبر الملفات الإقليمية الثلاث، والعاجلة؟. ما يدفع بقوة إلي هذا الطرح هو أن أولويات الرئيس أوباما في المنطقة تختلف عن سابقه الرئيس بوش، وقد وجه أوباما رسائل إيجابية قصيرة لإيران فور نجاحه، فضلا عن أن القوي النووية في عالم اليوم ndash; ومنها إيران وإسرائيل - لا تتصارع في الحقيقة، وإنما تتفاهم وتتفاوض وتتشارك، إذا لزم الأمر، خاصة إذا كانت تمتلك أورقا قوية للضغط، ورؤي وآليات للحل.
- آخر تحديث :
التعليقات