ها هي الإنتخابات النيابية اللبنانية تحل علينا مجددًا... بسمائها quot;الزرقاquot; وشمسها quot;الصفراquot; وغسقها quot;البرتقاليquot;. من سينتخب في السابع من حزيران... من سيسقط اللائحة quot;زي ما هي quot; (شعار تيار المستقبل) و quot;متل ما هيquot; (شعار التيار الوطني الحر).

أبطال خرجوا على غفلة منا وتحولوا بين ليلة وضحاها إلى ضرورة لهذا الوطن. من دونهم لا إستقرار ولا أمن ولا بحبوحة إقتصادية ولا ثقافة... من دونهم لا أوطان. إنتشرت صورهم في كافة أنحاء البلاد، وتمركزوا على شاشات التلفزة وصفحات الجرائد. طرحوا برامجهم الإنتخابية، سوقوا لأنفسهم بإعلانات أنفقوا عليها ما أنفقوا. إنفاق لا ضرورة فعلية له، فليس وكأن معارضًا ما سينتخب الموالاة بسبب اقتناعه quot;بالإعلانquot; الإنتخابي للآخر. ولن يقوم موال بإنتخاب معارض لأنه اقتنع ببرنامجه الإنتخابي. الإنتخاب سيتم على أسس طائفية لا أكثر.

سيعاد إنتخاب quot;الطقم quot; القديم بوجوهه الثابتة وبوجوه جديدة هي جزء من إستمرارية التي سبقتها. لن يتغير شيء سواء فاز هذا أو ذاك، والأغلبية المصيرية التي يتحدث الجميع عنها في حال حصل عليها فريق ما، لن تكون بذلك الفارق الذي يثبت خطى فريق ويغيب آخر.

الجميع يريد الأصوات، الصوت الغالي العزيز حاليًا.. مئة، خمسمئة، الف دولار للصوت ؟ صندوق اعاشات، زيت..رز..فول..عدس. الصوت الغالي العزيز سيثبت مجددًا أنه صوت ابله، ففي خضم quot;ضعف quot; المسؤولين، وحاجتهم الماسة quot;للشعبquot; لم يستغل أي فريق هذه المرحلة quot;النادرة quot; لتحسين أوضاعهم.
لم تعد حاجات المواطن مطلبًا أساسيًا، لم يعد شيء مطلبًا أساسيًا، كل ما يرده المواطن حاليًا من مسؤوله أن يفوز لانه يمثل الطائفة هذه او الفريق السياسي هذا أو لأنه يكره الطرف الاخر حد الموت.
سينتخب الشعب ويأتي بالوجوه نفسها، وبأسباب البلاء نفسها وعلى البقية أن تتحمل نتائج هذه الخيارات. والجديد في هذه الإنتخابات هو quot;الدم الشبابي جدًا quot; والذي هو إمتداد لدماء quot;الاباءquot;. فإن غاب الوالد حضر الإبن او الإبنة. وجوه لا تمتلك ما يؤهلها سوى الحسب والنسب... ببساطة توريث مستمر تحت شعارات رنانة كالديمقراطية.

ستحل علينا وجوه لا تعرف من معاناة المواطنين شيئًا ولا تفقه في السياسة سوى ما تجرعتها من بيوتها السياسية quot;العريقة quot;..وكأن quot;العراقة quot; في السياسة مرتبطة بزمن إمتهانها وليس بما تم تحقيقه.

تحل علينا الإنتخابات بمشاركة دول وأمم ومجالس مراقبة.
تحل علينا الإنتخابات وقد تأهبت الدنيا بأسرها.. هي مصيرية لهم اكثر مما هي مصيرية لنا..نحن الشعب وهم الاوصياء، فخيار المقاومة المطروح في حسابات المعارضة لا يناسب أغلبية هذه الدول وعليه فإن على هذا الخيار أن يسقط. وبالنسبة إلى الطرف الدولي الاخر، فإن خيار quot;الاعتدال quot; المطروح خطر وبائي عليه ان يسقط.
وبين هذا وذاك فإن الخيار هو بين خيار quot;المقاومة quot; وبين quot;الإعتدال quot; الاجنبي المنكه بصبغات عربية مختلفة.
لكن حماوة المعركة هذه ليست أكثر من معركة quot; كسر راس quot; فسواء فاز هذا أو ذاك، لن تبتلع الارض الفريق الاخر، وسيبقى كمعارض او موال وفق ما ستصنفه نتائج الاقتراع. فالفريقان رابضان فوق قلوبنا سواء فازا او خسرا..
لكن الفارق الوحيد أن أحدهما quot; سيكسر راس quot; الاخر، وسيبقى يعايره quot;بالاغلبية quot; الشعبية لـ 4 سنوات متتالية حتى موعد الانتخابات المقبل.

سيتوجه الشعب الأحد في 7 حزيران لإعادة إنتخاب من إستعبدهم لسنوات ومن استباح أموالهم ومن جعلهم تابعين طائفيين.
سيتوجه الشعب لإعادة انتخاب quot;المصائب quot; نفسها والمشاكل الاقتصادية نفسها والفساد والمحسوبية والطائفية والتبعية والهدر..
سيصوت الشعب اللبناني في 7 حزيران للتوريث السياسي..


ها هي الإنتخابات النيابية اللبنانية تحل علينا مجددا..بسمائها quot;الزرقاquot; وشمسها quot; الصفراquot; وغسقها quot;البرتقاليquot;... وحين ينتهي ذلك اليوم ستبدل تلك السماء لونها quot;بالاسودquot; وسيكون ليلاً طويلاً بأرقام ونتائج... سواد سيبقى مخيمًا على سماء لبنان... حتى يغيّر الله ما في نفوس هذا الشعب ويستيقظ في صباح يوم ما تكون السماء فيه زرقاء والشمس صفراء والغسق برتقاليا لأن الله خلقها هكذا..
في السابع من حزيران سيتوجه لبنان إلى صناديق الاقتراع، في إطار شكلي من الديمقراطية... لكل لائحة سعرها ولكل نائب محتمل سعره. وبينما الملايين تتكدس في حسابات النواب المؤكدين والمحتملين يغرق المواطن في فقره وبؤسه... ومع ذلك فهو ينتخب... لا لأنه مؤمن بالديمقراطية ولا لأنه يأمل خيرًا من أي من القادمين إلى مقاعد السلطة... وانما لأنه مدمنٌ طائفيٌّ.