لم تكن المرأة الأردنية ملغية يوماً في مجتمعها، فحتى في الريف والبادية، لها وجودها وبصمتها ومشاركتها الفاعلة في الحياة، ذلك الوجود الذي يتطور ويتنامى يوماً بعد يوم. ولم يكن للتهميش في الأردن وجوداً أو ثقافة، بل كان هناك عدم توافر الفرص للمرأة بدخول سوق العمل والمشاركة الفعالة في مشاريع الإنتاج والتنمية بسبب قلة الموارد. واليوم، بعد أن نهض الأردن بكافة مؤسسات الدولة وفي مقدمتها مؤسساته التعليمية في إطار مسيرة تنمية رشيدة ومستدامة، تقترب الفرص في الأردن من التكافؤ، وهناك مساعي حثيثة دائمة تدعو المرأة الأردنية إلى الحضور الكلي والمؤثر، خاصة في مجال العمل السياسي، وكاتبة المقال نائبة برلمانية أردنية لها دورها وحضورها، وهي من أبسط الأمثلة على حرص القيادة الأردنية على نهضة المرأة في الأردن؛ وبمقارنة واقع المرأة في الأردن مع غيره من الدول، نستطيع أن نقول شتان بين الحاضر والمهمش والملغي؛ لم يكن في الأردن تهميش ولا إلغاء، بل كان عدم توافر للفرص لأسباب اقتصادية، واليوم فالحضور النسوي الفاعل في ملفتٌ للنظر وجدير بالتقدير.

دورالمرأة الأردنية وطنياً وعربياً في دعم قضايا الأمة العربية ودعم الأشقاء في فلسطين
انتهت في الأردن منذ بعيد مرحلة تهميش المرأة مجتمعياً، بعد أن عملت الدولة وحرصت على إعلاء مكانتها، وبات المجتمع اليوم أكثر حرصاً على الدفع بالمرأة الأردنية نحو المشاركة في تحمل المسؤوليات، بل وباتت المرأة الأردنية اليوم هي المحفز الأول لأبنائها وبناتها في تحملهم المسؤولية الوطنية؛ مسؤولية بناء الوطن والدفاع عن مكتسباته وحمايته ودعم جهود قيادته الحكيمة، وإنقاذ الوطن من فتن التطرف ومخاطر الإرهاب وحروب المخدرات والمخططات الخارجية التي تتربص بالأردن شراً.

المرأة الأردنية تحيي صمود أبنائها على جبهات القتال لحماية الحدود من الأشرار، وفي الداخل هي وعاء حاضن للوعي وجزء من مسيرة التنمية، كذلك هي ركيزة من ركائز البناء الفكري والوجود الفعلي في كافة الميادين في الجيش وقوى الأمن في شرطة المرور في الجامعات والمعاهد العليا في البرلمان وفي الحكومة قاضية ووزيرة وسفيرة ونائبة.

من أمثلة عطاء المرأة الأردنية: صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله وهي إمرأة أردنية جديرة بأن يُقتدى بها في نهجها وكل مساعيها إذ تقف بصمود متحملةً مسؤولياتها على كافة الصعد.. تُحيي وتدعم المؤثرين وطنياً وإقليمياً وعالمياً، وتدفع بأبنائها أصحاب السمو الأمراء والأميرات نحو ميادين التضحية وطنياً وعربياً ليتحملوا مسؤولياتهم القومية والإسلامية، فكانوا وأبيهم صاحب الجلالة الملك عبدالله المفدى في مقدمة طلائع الفداء والتحدي على متن طائرات الإغاثة وفي مقدمة الخطوط الأمامية للتحضيرات الداعمة لصمود أشقائنا في غزة أمام عدو لا يلتزم بقيم ولا بقوانين وأخلاق وأعراف، ويعتبر كل جسم متحرك هدفاً له، لكنهم تقدموا للفداء مضحين غير آبهين لا يريدون جزاءً ولا شكوراً، واقتدت بهم الدول فشاركت مع سلاح الجو الأردني بحملات إغاثة جوية للغزيين المنكوبين.

إقرأ أيضاً: دور المرأة الأردنية في القيادة السياسية

أما دولياً، فكان للمرأة الأردنية الأولى صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله، وللأسرة الهاشمية الكريمة وللدبلوماسية الأردنية والدبلوماسيات الأردنيات الدور الكبير بتوجيهات ودعم صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين في التأثير العالمي، وكان لجلالته الدور الأكبر والأوسع، إذ اقتدت به قيادات أوروبية كثيرة واستجابت لخطابه الواقعي المتزن وآرائه وأطروحاته، فشهدنا ما شهدناه من تغيرات في الموقف السياسي العالمي.. أما عربياً، فالأردن بكل طاقاته وفعالياته كان حريصاً كل الحرص ومضحياً من أجل أن تستمر أجواء الوحدة والتماسك والتآلف العربي، وفي كل هذا كانت المرأة الأردنية حاضرة ومقتديةً مؤثرة في صنع هذه المتغيرات في إطار هذه المسيرة المباركة، وستبقى حاضرة مؤثرة وغير متقاعسة عن أداء واجباتها الوطنية والمجتمعية والقومية.

دور المرأة الأردنية اليوم في صيانة الوطن
التطرف اليوم والدعوة إلى العنف والعبث بمشاعر الناس والتغرير بالشباب الحر النقي الغيور على وطنه وأمته وعقيدته وتوجيهه توجيهاً مغلوطاً نحو الهاوية خدمة لمشاريع هدامة بالمنطقة هي من أكبر وأشد المخاطر والفتن التي تتربص بنا، منتظرة افتراسنا لحظة تهاوينا، وتبدأ صيانة الوطن اليوم أيضاً بصيانة المجتمع وتنقيته وتعزيز ألفته وتماسكه وحمايته من الفتن ونوايا المتطرفين والحاقدين، وتنقيته من الأدران التي قد تعلق بجسده وتعمل على تفتيته كما عملت وتمكنت من تفتيت غيره على ما فعل نظام الملالي في العديد من الدول العربية، واليوم يتربص بالأردن بشكل مباشر وغير مباشر.

إقرأ أيضاً: دور المرأة الأردنية في كبح التطرف والإرهاب

لم تغب مواقف المرأة الأردنية أبداً عن التضحية لأجل الأردن وطناً وشعباً وقيادة، وفي الوقت ذاته لم يغب عن وجدانها معاناة وتضحيات المرأة في إيران، وما تتعرض له من قمع وإعدامات واستبداد طالها وطال حتى أطفالها، وسمم بناتها في المدارس، ولم يغب ضمير المرأة الأردنية عن معاناة المرأة العربية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين الأبية، وهو نتاج لتدخلات النظام الإيراني في هذه الدول، وتدرك المرأة الأردنية أنه لن تستقر منطقة الشرق الأوسط إلا بزوال النظام الإيراني وإحلال برنامج المواد العشر الذي تتبناه السيدة مريم رجوي من أجل قيام إيران ديمقراطية حرة تحترم حقوق المرأة وحقوق الأقليات وتنضبط بمبادئ حسن الجوار والسلم العالمي.

المخاطر مُحدقةٌ من كل حدب وصوب، والمسؤولية كبيرة وحملها شرف وواجب وحماية لأنفسنا وأبنائنا ومقدساتنا وكرامتنا ومقدراتنا، والتقاعس عنها خيانة وعار يلازم المتقاعسين أينما حلوا وتبقى لصيقة بهم حتى بعد رحيلهم.. فلننهض بذاتنا ولنقم بواجباتنا.