لن أخوض في غمار الصراع بين العرب وإسرائيل سياسياً وتاريخياً، ولن أتحدث عن فرص السلام والتعايش في ظل صورة حالكة السواد فيما يتعلق بأي فرص للتهدئة والتقارب.

بل فقط اسمحوا لي أن أخبركم أن البعثة الأولمبية الإسرائيلية المشاركة في أولمبياد باريس الآن، والتي أتت من كيان كنا على يقين حتى وقت قريب أنه متواضع رياضياً، وهي البعثة التي تحاط بإجراءات أمنية في باريس على مدار 24 ساعة وتشعر بالتوتر طوال الوقت، هذه البعثة منحت إسرائيل حتى الآن (السبت) 6 ميداليات أولمبية، في رياضات "الإبحار والجودو والجمباز" ومن بينها ميدالية ذهبية.

مع الأخذ في الاعتبار أن إسرائيل ليست دولة بالمعنى المفهوم من ناحية الأمن والإستقرار على الأقل، أو هكذا نتخيل، فهي"جيش تعيش في داخله دولة"، ولديهم شعور دائم بأنهم في حالة حرب 24 ساعة يومياً، و 365 يوم سنوياً.

العرب فضية وبرونزية
وفي المقابل حصل العرب جميعاً على ميداليتين فقط حتى الآن (السبت) وهي فضية لتونس، وبرونزية لمصر، وترتيب إسرائيل الآن 21، فيما أفضل ترتيب لأي بلد عربي هو لتونس التي تستقر حالياً في المركز 48 في جدول الميداليات بأولمبياد باريس، ومصر في 57 حتى لحظات كتابة هذه السطور.

10 ملايين مقابل نصف مليار!
سكانياً وعلى مستوى قاعدة الممارسة، فإن إٍسرائيل يبلغ عدد سكانها ما يقرب منة 10 ملايين نسمة، فيما يقترب العرب من حاجز النصف مليار نسمة، وتحديداً يبلغ عدد سكانهم 474 مليون نسمة بالتمام والكمال، وهي مقارنة تبعث على الشعور بالخجل رياضياً على الأقل، وإن كان هناك متسع من الوقت يسمح بحصول الرياضيين العرب على المزيد من الميداليات.

والبحث العلمي كذلك
ما يقال عن الرياضة في إسرائيل، ومقارنتها بالأمة العربية الشغوفة رياضياً، والكبيرة سكانياً، يقال كذلك في مقارنات البحث العلمي بين إسرائيل والعرب، ويقال في الفارق بين هذ وذاك في الطب والهندسة والزراعة، وفي هذه الأخيرة تتفوق إسرائيل بصورة مذهلة، حيث المساحات الصغيرة والمياه الشحيحة، ولكن انتاجها الزراعي من بين الأفضل عالمياً.

لا تمجيد ولا إحباط
نحن هنا لا نمجد في كيان لا قبول له على المستوى الشعبي العربي إجمالاً، ولا نبعث برسالة احباط للأمة العربية التي تمتد سكاناً ومساحة بين الخليج والمحيط، وهي التي تملك ثروة بشرية وموارد لا مثيل لها، بل رسالتنا بسيطة.. أين نحن من منصات تتويج أولمبياد باريس؟ مع الأخذ في الاعتبار أن التوهج الأولمبي يعد أحد أهم مقاييس حضارة وحاضر الأمم، وإلا ما كانت المنافسة أقرب إلى كسر العظم أولمبياً بين الصين وأميركا.