أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تلميذ زئيف جابوتنسكي. فمن يكون جابوتنسكي؟ وماذا يعني هذا الإعلان؟

زئيف فلاديمير جابوتنسكي، قائد في الحركة الصهيونية، ولد في أوكرانيا في 17 تشرين الأول (أكتوبر) 1880. كان شاعرًا وصاحب مؤلفات فكرية، وهو مؤسس العديد من المنظمات الصهيونية الحركية، ومن أشهرها منظمة "أرجون" التي ارتكبت العديد من المجازر ضد الفلسطينيين قبل قيام إسرائيل وساهمت في مهاجمة العرب والحامية البريطانية.

جابوتنسكي كان المسؤول الأول عن شبكة الصحافة الصهيونية العالمية من 1909 إلى 1911، قبل أن ينتقل إلى إسطنبول. له مقولات عديدة تعكس صلفه الفكري وانغماسه في تقديس الذات والنرجسية، ومنها قوله: "كل إنسان آخر على خطأ وأنت وحدك على صواب. لا توجد في العالم إلا حقيقة واحدة وهي بكاملها ملكك أنت". ربما تفسر هذه الفكرة أسلوب نتنياهو ومضيه في تنفيذ خططه رغم حجم المعارضة في الداخل والخارج لنهجه السياسي وإدارته للأزمة في غزة وإسرائيل وسط التحديات المتلاحقة.

نتنياهو، اليوم، وسط أزمة غزة وحالة شبه المواجهة مع حزب الله في جنوب لبنان، يعمد إلى تصعيد جديد في الضفة الغربية، واستفزاز متكرر في باحات المسجد الأقصى. ولجابوتنسكي مقولة قد يعتبرها أتباع الصهيونية اليوم خارطة طريق أو توجيهًا صريحًا لهم: "الأردن بضفتيه لنا".

إذا كان هذا ما يؤمن به أحد كبار الصهيونية العالمية، فبماذا يؤمن من هم داخل إسرائيل وخارجها من الإعلام العالمي إلى أروقة السياسة في الغرب؟ لفهم اتجاهات الفكر السياسي داخل إسرائيل، نحتاج إلى وقفة مع هذا الطرح والتأمل في ما جاء في كتاب "مكان بين الأمم"، الذي كتبه نتنياهو، لقراءة الأبعاد الفكرية لمن يقود دفة القرار في إسرائيل اليوم.

إقرأ أيضاً: العنز القرناء والكلب المسعور

وسط منطقة جغرافية مهمة عالميًا وملتهبة سياسيًا وعسكريًا، وبين واقع مأساوي يعيشه الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية، وواقع غير منضبط تثيره إيران عبر وكلائها في المنطقة، وطموح متزايد يعيشه قادة إسرائيل من اليمين إلى اليمين المتطرف، ورغبة من منظمات دولية وقوى ودول في إشعال المنطقة، كلها مؤشرات تفسر التصريحات التي تنطلق اليوم في العديد من العواصم، وتفسر الجولات التي يقوم بها بعض المسؤولين الأميركيين والعرب لتهدئة هذا الاحتقان المتزايد. وبين أصوات العقل ونداءات التهدئة، الكثير من الأصابع على الزناد.

وسط هذا وذاك، لفهم واقع المنطقة والمستقبل المنظور، يمكننا أن نطرح العديد من الأسئلة:

- كيف نقرأ تصريحات الأردن قبل زيارة المسؤولين الأمريكيين وبعدها؟

- كيف نقرأ المصالح الإيرانية وسط تصريحاتها المتباينة بين التهدئة والتصعيد؟

- الصبر الغربي على العمليات التي يقوم بها الحوثيون، هل هو صبر المغلوب أم صبر المستفيد؟

- الموقف العربي اليوم، إلى أين يتجه؟ وما هي فرص النجاح للتهدئة؟

- هل من مصلحة الإدارة الأميركية الحالية اندلاع حرب في الشرق الأوسط؟

- كيف نقرأ أثر التصعيد في الشرق الأوسط على الأحداث العالمية سلبًا وإيجابًا؟

تساؤلات تبحث عن إجابات واقعية.