أحمد البشري من الرياض: يبدو أن الحوادث تلاحق طائرات الترايستار على الأرض، كما كانت تلاحقها في السماء، حتى بعد إحالتها للتعاقد من قبل أكبر شركات الطيران العالمية، فعند حوالي الساعة الرابعة والربع بتوقيت الرياض، انفجر خزان أحد الطائرات المحالة إلى التقاعد من قبل الخطوط الجوية العربية السعودية، في مطار الطائف الإقليمي، أثناء قيام عمال شركة ( ريجنسي بروجكتس ) البريطانية، التي أشترت هذه الطائرات من الشركة السعودية، في تفكيك أجزاء طائرات الترايستار القديمة.

وحسب تصريح الهيئة العامة للطيران المدني، الذي وضح حيثيات الحادث، حيث وقع انفجار في خزان الوقود الأيمن لإحدى الطائرات مما أدى إلى نشوب حريق بالجناح الأيمن تسبب في وفاة أربعة عمال وإصابة آخر جميعهم من الجنسية الباكستانية.

وأفادت الهيئة في بيان نشرته الوكالة الأنباء السعودية أن فرق الإطفاء والإنقاذ التابعة للهيئة هرعت على الفور إلى موقع الحادث حيث تمكنت من السيطرة على الحريق و إخماده و من ثم إخلاء المتوفين ونقل المصاب من موقع الحادث ، وأنه لم تتأثر الحركة الجوية في المطار من جراء الحادث. وأشارت إلى أنها أوفدت فريقا من المتخصصين والمحققين في سلامة الطيران لمباشرة التحقيقات ومعرفة أسباب الحادث. كما أعلنت الهيئة عن وفاة 4 عمال من الجنسية الباكستانية، فيما تعرض الخامس لأصابه بليغه.

وفي إتصال هاتفي أجرته إيلاف من المهندس مجدي أحمد، أحد مهندسي الصيانة في الخطوط السعودية، الذي أوضح بأن هذه الطائرات أحيلت إلى التقاعد الإجباري منذ سنوات، بعد سلسة من العيوب التي ألمت بالطائرة العجوز في الأسطول السعودي، ونفى بأن تكون أحد هذه الطائرات تخص الخطوط السعودية.

يذكر أن سجل السلامة الخاص بهذا النوع من الطائرات، دائماً ما يكون على المحك، نظراً لكثرة الحوادث التي تتعرض لها هذه الطائرات، حيث أعلن مطار الملك عبدالعزيز بجده، في يناير الماضي، عن خلل تعرضت له أحدى أفراد العائلة(ترايستار)، التابعة لأحد شركات الطيران الأفريقية والمتجهة إلى بوركينافاسو، حين تعطلت العجلات الأمامية مما أدى إلى انفصالها ، وهو مادعى قوات أمن المطار آنذاك إلى إخلاء الطائرة بواسطة (زلاجات) الطواريء. وكانت أول طائرتين من طراز ترايستار، قد دخلت الخدمة السعودية في عام 1974 من شركة لوكهيد، من اصل عشرون (20) طائرة من هذا الطراز العريض الحجم الذي يتسع لـ 214 راكباً.

وفي 19 أغسطس 1980 تعرضت الترايستار لكارثة كبرى حين ابلغت أحد طائراتها التابعة للخطوط السعودية عن وجود دخان فيها مباشرة بعد اقلاعها من مطار الملك خالد الدولي،حيث عادت وهبطت بسلام غير انه لم يتم اخلاء ركابها واحترقت الطائرة بمن فيها على ارض المطار متسببة في مقتل 287 راكبا و 14 من افراد الطاقم. والزائر لمدينة الرياض، سيلاحظ وقوف أحد هذه الطائرات على مدخل متحف صقر الجزيرة للطيران، بعد تخلي الخطوط السعودية عنها لصالح المتحف، بعد إيقافها عن العمل.