إقتراب المفتّشين من خانة الحادث دون إيجاد ناجين
دليل أولي يشير إلى تفكّك طائرة إيرباص على إرتفاعات عالية
وزير برازيلي لا يتسبعد وقوع انفجار في طائرة عدة دول تشارك في البحث عن الطائرة الفرنسية
ترجمة جويل فضّول: بعد إكتشاف الطيران البرازيلي لقطع جديدة من الحطام العائد لطائرة إيرباص الخاصة بالخطوط الجوية الفرنسية، في المحيط الأطلسي، بدأت القداديس على نية الضحايا الـ 228 الذين يعتبرون في عداد المفقودين ضمن رحلة AF447. ففي باريس، كان القداس في نوتردام، بحضور رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء والعديد من العاملين في شركة الخطوط الجوية الفرنسية. وكان قد وجه البابا بنديكتوس السادس عشر رسالة يعبر فيها عن quot;تعازيه الصادقةquot; لأسر الضحايا وتلاه المطران أندريه الثالث والعشرين. أضف إلى أنه أعلنت البرازيل فترة الحداد الوطني لمدة ثلاثة ايام. وفي جو الحزن القاتم الذي يلف البلاد الفرنسية والبرازيلية، وبعد مرور ثلاثة أيام على اختفاء طائرة ايرباص 330 التابعة للخطوط الجوية الفرنسية في وسط المحيط الأطلسي، يقترب المفتشون يوم الاربعاء من خانة المصيبة، دون أمل في إيجاد بعض الناجين الاحياء. ويرصد الخبراء دليلاً أوليًا يشير إلى أن الطائرة قد تفككت على ارتفاعات عالية.
بقعة الحطام المتناثر شاسعة
الثلاثاء، وفي أول دراسة استقصائية أجريت أشارت إلى أن محيط الحطام المتناثر في البحر واسع جدًا، حسب ما أشارت إليه صحيفة لوفيغارو الفرنسية. quot;ويمكنك ان ترى شظايا على مسافة 300 كلم، حسب ما يقوله مصدر قريب من التحقيق التقني. ولمزيد من المعلومات، فإن هذا العنصر الاولي يدعو إلى التوجه نحو القولإن وقوع انفجار من شأنه أن يؤثر على الطائرات وهي في الجو. quot;اذا ما تم التأكد من هذا، فإن التفكك على ارتفاع حوالى 10 آلاف متر يمكن تفسيره أكثر بأنه عمل استثنائي للظواهر المناخية العنيفة، ومن المعقول أن يكون قد أثر في منطقة الالتقاء التي تستخدمها الرحلة، أكثر من إمكانية حدوث تفريغ للضغط بشكل مفاجئ أو هجوم إرهابي. ويشير خبير في الحوادث إلى أن quot;تشتت الحطام على مدى عدة مئات من كيلومتر مربعquot; لوحظ على سبيل المثال للطائرة 747 الخاصة ببانام PanAm فوق لوكربي.
ضرورة إيجاد الصندوق الاسود
وتتابع صحيفة لوفيغارو تحقيقها حول حادث الطائرة، مجرية مقابلة مع فرانسوا غرانجيه ، أحد الخبراء القانونيين، معتبرًا أنه يجب انتشال الصندوقين الاسودين وكذلك الحطام ، وأيضًا مجموعة التسجيلات الخاصة بالطائرات التي حصلت أثناء الحادث لتحديد أسباب الكارثة. وحول إمكانية تفسير انقطاع الكهرباء في الساعة 4 صباحًا من خلال رسالة اوتوماتيكية تشير إلى سبب الكارثة.
يقول غرانجيه إن ذلك يعتبر عاملاً ولكن ليس تشخيصًا. فانقطاع الكهرباء قد تم الإبلاغ عنه أوتوماتيكيًا من خلال أنظمة محملة تلقائيًا بالجهاز، ولكن نجهل أي تسلسل زمني لما حصل. انقطاع الكهرباء هذا هو سبب أو نتيجة لهذا الحادث؟ تخيل ان الطائرة كانت في رحلة ودمرت. فهناك فترة زمنية قصيرة جدًا التي تبقى فيها الانظمة الكهربائية الاوتوماتيكية عاملة بحيث يمكنها إحالة المعلومات أولاً وقبل كل شيء، لا سيما عند انقطاع الكهرباء. وإذا ما فقدت الأجنحة أو في حال انكسار الطائرة ، فإنه من الواضح أن كامل الشبكة الكهربائية للطائرة ايرباص قد تتأثر. ومع ذلك، فإن الرسالة التي تشير إلى العطل مفيدة بما أنها تدلّ على ساعة محددة، ووظيفة واحدة ومعلومات إيرودينامية، وهي جميعها تساعد على معرفة دقيقة لمسار الطائرة. أولاً، إن هذه العناصر يمكنها تحديد مجال البحث من أجل تسريع عمليات الاغاثة ومحاولة العثور على ناجين محتملين.
وفي ما يخصّ العوامل الطبيعية التي من الممكن أن تكون أثرت بشكل أو بآخر على فقدان الطائرة، يقول الخبير القانوني إن الطائرة يمكنها حتى أن تدخل في عاصفة سحابة، ويضيف أنه قد حصل ذلك شخصيًا معه عشرات مرات. ويكمل قائلاً: quot;ولكن إذا كانت هذه هي الحالة في قصتنا، فلا يمكن للبرق أن يؤذي الطائرة بهذا الشكل. ولكن ما يضر، الاضطرابات التي تلي البرق والتي يمكن أن تكسر اجنحة الطائرة. فرضية أخرى، علاوة على ذلك، يمكن أن يكون البرق قد كسر هوائيات الطائرة وحرمه من الراديو والرادارات. وهكذا تكون الطائرة قد دخلت في سحابة من البرق دون هذه المعدات. ولكن يبقى أن نرى كيف ستكون الطائرة المفقودة بعد هذا الفشل... وعلينا الآن اتخاذ كل القطع ووضعها معًا. في الوقت الحاضر، فإنه من المستحيل استخلاص خطط لما حصل. ومن السابق لأوانه النظر في حقيقة ما حدث. قد يكون هناك الكثير من الافتراضات.
بدء التحقيق رغم قلة الأدلة
وقد أضاف الخبير القانوني أنه لمن النادر أن يبدأ التحقيق في مثل تلك الحادثة مع وجود القليل من الأدلة. ولا بد من التحقيق أن يحدّد مكان وقوع الكارثة، ولكن بعد ذلك ومن أجل تحديد هذه الأسباب، لا بدّ من استعادة الصناديق السوداء وكل الحطام وحتى التسجيلات. ومن الممكن تمامًا أن تكون طائرة ايرباص 330 قد أرسلت رسالة ذات التردد العالي جدًا ، ولكن قصيرة المدى. لذلك ينبغي فحصها. كل جزء من هذه الأدلة يمكن وبكل دقة أن يرسم معالم الطريق والمعادلات التي هزت الطائرة. وقبل كل ذلك، يجب أن يتم رصد موقع الحطام وحتى استردادها. ونحن نعرف ان في حالات مماثلة، فغالبًا ما تتناثر القطع وتدهور بشكل كبير.
رفض فكرة تعرض الطائرة لصاعقة
ويقول بيار سباراكو العضو في أكاديمية الطيران والفضاء، والصحافي المتخصص في الملاحة الجوية ، يرفض من جانبه أيضًا فكرة إمكانية تعرض الطائرة للصواعق المسببة بإختفاء الطائرة ، ويضيف أن في المحيط على عمق ما يقرب من 7000 متر، فإن مهمة إيجاد الصناديق السوداء لن تكون سهلة. وهي كمن يبحث عن إبرة في كومة تبن. ولكنه ليس مستحيلاً: فهناك وجود للوسائل التقنية مثل الغواصات أضف إلى عامل الحظ. وحول مدى إمكانية أن تكشف الصناديق عن شيء ما، يقول سباركو إنه في حال إيجاد هذه الصناديق يجب أن نكشف إذا ما صمدت أمام تلك الصدمة: مبدئيًا نعم، لأن تسجيل الصندوقين الاسودين للطائرة مقاوم للغاية. في المعطيات يكون سبب تحطم الطائرة مفاجئًا، ومن المحتمل أن يصاب المحققون بالاحباط، لأنه فجأة تتوقف التسجيلات. ولن يكون ممكنًا إعادة تسلسل الأحداث. ولكن على الأقل سوف تتم معرفة سبب الحادث.
التعليقات