يثير غناء بعض الفنانين المغاربة باللهجات المشرقية جدلاً واسعًا في المغرب، حيث يرى البعض أن من واجب كل مغربي نشر هويته الفنية والموسيقية.


الرباط: لازال أداء بعض الفنانين المغاربة لأغانٍ بلهجات بلدان المشرق تثير جدلاً واسعًا في المغرب، وفي حين رأى بعض الفنانين أن الغناء بلهجات المشرق ليس اختيارًا للفنانين بل استجابة للشروط التي تفرضها شركات الإنتاج في المشرق، مؤكدين أن المغرب لا يتوفر على استراتيجية فنية وإعلامية للترويج للاغنية المغربية، ويرى البعض الآخر أنه لا بد للفنانين المغاربة المقيمين من أخذ المبادرة والغناء باللهجة المغربية التي أصبحت محبوبة لدى الجمهور العربي وبعض الفنانين المشارقة والخليجيين الذين أنتجوا وأدوا أغاني مغربية، مؤكدين أن اصرار بعض الفنانين على الغناء باللهجة المشرقية يعود لأسبتب تجارية ولكسب جمهور عريض في الوطن العربي ولو حساب الهوية الثقافية لبلدهم المغرب.

آمال عبد القادر
آمال عبد القادر هي إحدى الفنانات المغربيات المتشبتات بالغناء باللهجة المغربية، وتشير في حديثها لـquot;إيلافquot; إلى وجود تقصير من الفنانين المغاربة المقيمين بالمشرق في الترويج للأغنية المغربية، علمًا أن هذه الأغنية تشرِّف.

وقالت إن وجود ضغوطات من شركات الإنتاج بالمشرق ليس مبررًا مقنعًا لأنه يجب على الفنانين المغاربة التشبت بالغناء باللهجة المغربية حفاظًا على الهوية الثقافية والفنية للمغرب، كما أبدت أسفها لكون الأغنية المغربية لم تأخذ مكانها في الإعلام العربي، مؤكدة أن هاجس بعض الفنانين المغاربة المقيمين بالمشرق هو كسب جمهور عريض بالوطن العربي ولو على حساب الهوية الثقافية والفنية لبلدهم المغرب، وأوضحت أن الأغنية المغربية أصبحت مشرفة في العالم بأسره، مقدمة مثال الفنان حميد القصري الذي استطاع أن يوصل الأغنية الكناوية الى العالمية .

وقالت آمال عبد القادر إنها لا تتحدث عن فئة من الفنانين التي تبحث عن الظهور فقط وتطرح مبررات بكون الأغنية المغربية غير مفهومة لدى بلدان المشرق، مؤكدة أن الأغنية المغربية منتشرة وتؤدى من طرف بعض الفنانين الخليجيين، بل إن هناك من لحَّن أغانٍ مغربية، ودعت إلى تظافر جهود الفنانين المغاربة ووسائل الإعلام لكي تأخذ الأغنية المغربية المكانة التي تستحقها في الوطن العربي.

وسجلت آمال عبد القادر مفارقة كون بعض الفنانين العرب المعروفين يؤدون أغانٍ بلهجاتهم المحلية ولما يحلون بالمغرب يؤدون أغاني لرواد الأغنية المغربية في محاولة فقط لإستمالة الجمهور المغربي من دون ان يكلفوا أنفسهم عناء انتاج أغاني مغربية.

محمد الدرهم
من جانبه، قال الفنان محمد الدرهم، العضو السابق في مجموعة جيل جيلالة المعروفة، إن الغناء باللهجة المشرقية يعني لجوء الفنانين المغاربة الى سوق واسعة بسبب ضعف دور الإنتاج في المغرب التي تضررت كثيرًا نتيجة القرصنة، ناهيك عن ضعف وسائل الإعلام المغربية والتي من شأنها الترويج للأغنية المغربية، مؤكدًا عدم وجود تكافؤ بين المشرق والمغرب فيما يخص التبادل الثقافي، وأشار الدرهم إلى أنه لا يمكن لأي فنان أن يفرض على شركات الإنتاج بالمشرق دعم أغانٍ مغربية، حيث يظل الأمر مقتصرًا على بعض الأسماء المعروفة في حين أن هناك أسماء فنية لا زالت تفضل الغناء بلهجات المشرق من قبيل الفنانة سميرة سعيد.

وقال محمد الدرهم لـquot;إيلافquot; لو سألتم سميرة سعيد عن سبب غنائها باللهجة المصرية فأكيد أن الجواب سيكون هو كون اللهجة المغربية غير معروفة من طرف الآخر، وهذا خطأ، فالهجة المغربية هي أقرب لهجة للغلة العربية، لكن المشكلة هو بكوننا لا نمتلك استراتيجية ثقافية متوسطة المدى أو بعيدة المدى للتعريف بالفن المغربي وبالمواهب الفنية المغربية في بلدان المشرق، مؤكدًا أن تعوّد المشارقة على سماع الأغنية المغربية سيجعلهم يفهمونها في النهاية على غرار اللهجة المصرية التي لم يكن يفهمها المغاربة.

وأشار الى غياب الإرادة للتعريف بالثقافة المغربية خارج الحدود، مؤكدًا أن المبادرات الفردية للفنانين تبقى السمة البارزة في هذا الإطار مقدمًا مثالاً عن مجموعة جيل جيلالة التي استطاعت في سنوات ماضية القيام بجولة فنية في معظم الأقطار العربية في غياب أي دعم من جهات رسمية بل فقط بتعاون مع بعض المتعاطفين مع لونها الغنائي، وقال إن ظهور المجموعات الغنائية في ساهم في تجاوب الجماهير العربية مع هذا اللون الغنائي وتوجت جولة جيل جيلالة بتسجيلات مع تلفزيونات السعودية والكويت وسوريا والعراق والأردن واكتسبت شهرة واسعة في المشرق بفضل مجهوداتها الفردية.

حاتم عمور
من جهته، قال الفنانـ، حاتم عمور، إن الغناء باللهجات الأجنبية مسألة تجارية بحتة فهي تأتي استجابة للشروط التي يفرضها المنتج، وفي سؤال لـquot;إيلافquot; عن تشبث رواد الأغنية المغربية بالغناء باللهجة المغربية خلافًا للفنانين في الوقت الحاضر، أشار حاتم عمور إلى أن الإذاعة المغربية كانت تتبنى في السابق انتاجات الفنانين والترويج لها عبر الإذاعة، فنادرًا ما كان رواد الأغنية المغربية ينتجون من مالهم الخاص بخلاف الوقت الحاضر على الرغم من توفر كم هائل من القنوات والإذاعات.

وقال حاتم عمور إنه وعلى الرغم من تشبثه بأداء أغانٍ باللهجة المغربية فإنه لايمانع في أداء اغانٍ بلهجات مشرقية في حالة تلقيه أي عرض من الشرق أو الخليج، وقال إنه لا يمكن التركيز بالكامل على الغناء باللهجة المغربية مقدمًا مثال المغنية هدى سعد التي أنتجت ألبومها باللهجة المغربية من مالها الخاص بسبب عدم احتضان ألبومها من طرف شركة انتاج بالمشرق، في حين تكفلت روتانا بتوزيع الألبوم، وكذلك الفنان عبد الفتاح الجريني الذي أنتج البومًا باللهجة المصرية يضم أغنية مغربية واحدة من إنتاج بلاتنيوم ريكورد، وقال إن الترويج للاغنية المغربية يتطلب مزيد من الجهود علمًا أن هناك أغاني مغربية تبث على شاشة روتانا وأرابيكا من دون ان تحظى بمتابعة واسعة من طرف الجمهور العربي.

إيمان قرقيبو
من جانبها، تعتبر الفنانة ايمان قرقيبو أن الغناء بلهجات المشرق مسألة طبيعية في غياب الدعم والإمكانات داخل المغرب، حيث يقتصر الفنان المغربي على جهوده الذاتية لإنتاج أغانٍ مغربية بينما يتقاضى الفنان الأجنبي في المغرب ملايين الدولارات.

واعتبرت من الطبيعي جدا أداء الفنان المغربي لأغاني بلهجات مشرقية خصوصًا في بداية مساره الفني، كما عابت على الفنانين المشارقة عدم تضمين ولو أغنية واحدة في ألبوماتهم الغنائية.