في حوار مع quot;إيلافquot; تحدث الفنان، محمد منير، عن إعادة تقديمه أغنية quot;يا حبنا الكبيرquot; للسيدة أم كلثوم، وعمَّا يشغل باله خلال الفترة الحالية.


القاهرة: قال الفنان، محمد منير، إن الجهل أرهق الشعب المصري خلال الفترة الأخيرة وإن الجميع عليه أن يساعدعلى القضاء على الجهل، معتبرًا أن المناخ الموجود في الفترة الحالية صحي.

وأضاف منير في مقابلة مع quot;إيلافquot; أنه لن يحيي حفل ليلة رأس السنة هذا العام، متمنيا أن يتمكن من الغناء في دار الأوبرا قريبًا. وإلى نص الحوار...

لماذا قررت إعادة تقديم أغنية quot;يا حبنا الكبيرquot;؟
كل منا يحاول المساعدة في تقريب وجهات النظر، وتحمل الأغنية العديد من الكلمات والمعاني الداعية إلى توحيد الصف ونبذ الإنقسام لأن كلماتها تقول quot;تجمعنا ثورتك، والفرحة فرحتك، والنصرة نصرتكquot;. فمنذ فترة طويلة وأنا افكر في تقديم عمل يعبِّر عمَّا نحن فيه، لذا عندما استمعت إلى الأغنية، وجدت أن الوقت مناسب لإعادة تقديمها، ليس فقط لكلماتها، ولكن لأننا بحاجة إلى إحياء ذكرى السيدة العظيمة أم كلثوم وصوِّر الكليب على أنه دويتو غنائي بيننا.

أعدت توزيع الأغنية بشكل جديد مع الموسيقار هاني مهنا، فما السبب؟
حتى تقدم بصورة جديدة، واخترت هاني مهنا ليتولى هذه المسؤولية، لكونه أحد الموسيقيين الذين عملوا مع كوكب الشرق، وكان وقتها أصغر عضو في فرقتها، وقدم توزيعًا مختلفًا حافظ على تراث الأغنية في الوقت نفسه، وأحيا روح أم كلثوم في الأغنية مجدَّدًا.

يواصل: تحمست للأغنية لأن ما يحدث في مصر لا يحتمل، وما نشهده من أحداث على الرغم من أنه ظاهرة إيجابية للغاية، لكن أحيانًا دعوات الإنقسام تجعل الأمر يأخذ مسارًا آخر.

يبدو أن شكلها الغنائي سيكون مختلفًا عن أغنية quot;إزايquot;؟
بالتأكيد، فالفارق بينهما كبير، ليس فقط زمنيًّا، وإنما في المضمون أيضًا، فعندما قدمت quot;إزايquot;، وعلى الرغم من أنها موجودة بالفعل من قبل اندلاع الثورة، كان هدفها مرحّبًا به من كل الفئات، وكان التغيير مطلوبًا بشكل حقيقي. أما الآن فحالة الإنقسام بيننا بحاجة إلى البحث عن نقاط توافق من أجل العودة إلى الاتفاق مجدَّدًا.

وكيف ترى الوضع السياسي في ظل هذا الإختلاف؟
أمر إيجابي أن يكون لكل قوة سياسية رأي، ويكون الهدف النهائي للجميع هو مصلحة الوطن، فهذا امر افتقدناه لسنوات طويلة وسيجعلنا قادرين على العبور إلى المستقبل إذا استطعنا أن نوظفه بشكل جيد، وعلى الحكومة أن تسعى إلى القضاء على الجهل، فالجهل هو أكثر ما أرهقنا في هذه الفترة، وعشنا فترات طويلة فيه، وعلينا أن نعمل معًا من أجل القضاء عليه، التعليم خلال الفترة الماضية لم يكن ناجحًا، وجعل الكثيرين إما جهلة أو غير متعلمين بشكل كامل.

وما سبب ابتعادك عن الإعلام خلال الفترة الأخيرة؟
ليس بعدًا، ولكني لا احب الظهور من دون داعٍ، ورأيي أقوله في حفلاتي مع جمهوري، حيث أحرص على الحديث معهم عن كل ما يدور في عقلي وتفكيري.

كنت على علاقة طيبة بالموسيقار الراحل عمَّار الشريعي، فكيف ترى ما حدث معه من تجاهل الدولة لعلاجه؟
وضع طبيعي لما يحدث في مصر، وما حدث معه كان جزءًا منه، فعلى الرغم من كونه من أهم الموسيقيين في العالم العربي إلا أنه لم يجد اهتمامًا مثله مثل غيره من المبدعين الذين يواجهون مشاكل صحية ولا يجدون اهتمامًا من الدولة، على العكس من أوروبا، التي تتمكن فيها الهيئات الموسيقية من مساعدة فنانيها وعلاجهم من الأزمات الصحية وتحسن ظروفهم.

أين ستحيي حفل رأس السنة هذا العام؟
لن اقف على خشبة المسرح في هذه الليلة، عادة كنت أقف في دار الأوبرا في مثل هذه الليلة، لكن الظروف الأخيرة لم تعد مناسبة لإقامة مثل هذا الحفل أو حفلات اخرى في القاهرة، وأرى أن صناعة الحفلات في مصر باتت تواجه العديد من المشاكل بسبب الظروف والأوضاع السياسية.

لكنك لم تقف على مسرحها منذ سنوات عدة؟
لفترة من الفترات واجهت مشكلة في عدم اتساع المكان للجمهور وصعوبة تأمينه، وهو ما أواجه الآن تمامًا، فأنا اتمنى أن اقف لأغني لجمهوري من دار الاوبرا، وأتوقَّع أن يحدث ذلك مستقبلاً خصوصًا وأنني أرفض أنأحيي حفلاً غنائيًا تسيطر عليه الفوضى، إذ لا أحب مواجهة مشاكل تعكر صفو الحفل.