يواصل المخرج، مصطفى برقاوي، تصوير الجزء الثاني من مسلسل quot;أيام الدراسةquot; إنتاج شركة quot;ميدياquot; للمرئيات والصوتيات عن نص للكاتب طلال مارديني.


دمشق: قال المخرج السوري، مصطفى برقاوي، لـquot;إيلافquot; بأنه وافق على إخراج العمل كبديل لمخرج الجزء الأول اياد نحاس كون الشركة المنتجة كانت تود تنفيذ العمل هذا العام، وكان المخرج الأول مرتبط بعمل في السعودية، وارتأت الشركة خيار أخر وعرض النص علي، وكان فيه الكثير من الميزات التي شجعتني على خوض التجربة، من أهمها كثرة وجود عنصر الشباب فيها، معتبراً هذه الميزة جزءاً من مشروعه الإخراجي للتوجه بفكر جديد بشكل أفضل من المشاريع المقيدة بأطر معينة.

وعن الإضافة التي يود تقديمها أضاف برقاوي بأنه وعلى الصعيد الاخراجي يعتمد على التصوير بكاميراتين احدها كلاسيكية والأخرى محمولة بوجود فرق حاد بينهما، مما سيحقق له السبق عند المشاهد حين يرى صورتين أحداها تصور بطريقة وثائقية، مشيراً إلى أن الاختلاف بين الصورتين سيشاهد لأول مرة في الدراما العربية على حد تعبيره.

وأوضح برقاوي بأنه لا يخاف من أسلوبه الإخراجي كون العمل يتناول الواقع ويصور في أماكن حية مما يقتضي منه التصوير بطريقة وثائقية، مراهناً على أن المشاهد سيتلقى الصورة بطريقة غير متوقعة، وأن السبب في لجوئه إلى الكاميرا الثانية المحمولة والتي ستكون دقتها أقل كون الميديا اعتمدت في الفترة الأخيرة صور الموبايل وكاميرات الجيب، وبعد تصدر هذه الصور لنشرات الأخبار تعودت عين المشاهد على (الدقة المنخفضة) والتي كانت هاجس الكلاسيكيين، لافتاً إلى أن لقطة الموبايل مهما كانت سيئة فهي لا تهم المشاهد كونه يعتمد أن تصله القصة، مشيراً إلى أن اعتماد هذه الطريقة في التصوير له علاقة بالمتغيرات البصرية على مستوى العالم والمنطقة.

وفي ذات السياق، أكد المخرج السوري برقاوي اعتماد المخرجين الشباب على التجريب، مشيراً إلى أن سببه يعود إلى الكم الهائل من المسلسلات وقرب المدارس من بعضها وتشابه الأعمال التي تنتمي إلى نفس القالب، مضيفاً بأن ذلك اقتضى من بعض المخرجين الشباب العمل بخصوصية عائدة لضرورات الحاجة البصرية عند المشاهد، واعتبر أن أي مخرج أو فنان يعمل بالحقل الإبداعي يريد ترك بصمة مختلفة وليست تقليدية وتراتبية، وأن التغريد خارج السرب يحقق له ترك الأثر المطلوب، لافتاً إلى أن التجديد يحمل مئات الأشكال حسب رؤية المخرج مثل الخروج من الاستوديو للأماكن الحقيقية أو التجديد بتشكيل الكادر، مؤكداً أن التجديد أثر بشكل ايجابي على الدراما السورية وحقق لها النقلة النوعية بالدراما وفتح منافذ جديدة عند المخرجين للوصول إلى الجمهور.

وأضاف برقاوي بأن قبول التجديد عند الوجوه الجديدة يكون حيزها أوسع كون الوجه الجديد يتقبل التجديد والاثنان معاً داعمين لبعضهما البعض، مشيراً إلى أنه لم يكن ليتجرأ على تجربته تلك مع المدرسة الكلاسيكية التي ينتمي لها معظم فناني سوريا، واعتبر أن مجرد ظهور الفنان النجم فأنه سيتقيد بالتأكيد بإطار إخراجي درامي معين.

وأشار برقاوي إلى أن طبيعة العمل تتحمل الصيغة الجماعية ويتم التحضير لها من خلال البروفات وعندما يطرح أحد الفنانين الشباب المشاركين وجهة نظر معينة في مكانها فأنه لا يمانع من اعتمادها، وخصوصًا بحضور الفنان طلال مارديني كاتباً وممثلاً في موقع التصوير فأن كل الاحتمالات مفتوحة للارتجال على النص الأصلي quot;مادام الأمر متفقاً عليه، وفي المواقف الكوميدية خصوصًاquot; على حد تعبيره.

واختتم برقاوي حديثه لـquot;إيلافquot; بأن quot;أيام الدراسةquot; بيئة خصبة لفكرة مسلسل كون أغلب المجتمع السوري لديه ذكريات معينة مع تلك الفترة، وأشاد بسيناريو الجزء الثاني ووصفه بأنه أكثر انضباطاً من الأول بعد تلافيه لأخطاء كبيرة، ولفت إلى أن العمل مكون من مرحلتين أولها تنتهي في الحلقة الرابعة عشرة لتبدأ المرحلة الثانية من النوع المتصل المنفصل ويروي كل قصة لشخصية من أبطال العمل، وأن المسلسل خرج من إطار المدرسة التي لن يصور فيها سوى مشهد وحيد ويتيم.