بعد غياب، عاد الملحن العراقي، جعفر الخفاف، إلى بلده حيث أقيمت إحتفالية على شرفه تحدث خلالها عن غربته وتعامله مع أشهر الفنانين في العالم العربي.


بغداد: أكد الملحن العراقي، جعفر الخفاف، انه سيقيم دعوى قضائيةضد الفنانماجد المهندس كونه غنى بعض أغنياته وكتب أنها من التراث، في ما أشار الى أنضياع تلفونه كان سببًا في عدم تحقيق لقاء بينه والفنان كاظم الساهر الذي أعد له مفاجأة تتمثل في أغنية من تلحينه، كما اشار الى العديد من اغنياته التي لحنها في السبعينيات وكان يخشى ان لا تعجب الآخرين اصبحت من المميزة.

وجاء ذلك في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; على هامش الحفل الذي اقامه ملتقى الحوار الثقافي في مكتب مستشار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة الدكتور حامد الراوي، للاحتفاء بالموسيقار العائد الى بلده بعد غياب لسنوات طويلة، جال فيها على عدد من الدول حتى استقر في السويد.

وقال الخفاف حول عدم تلحينه للفنان كاظم الساهر في السنوات الأخيرة على الرغم من العلاقة الطيبة التي جمعتهما في السابق: quot;سبق ان لحنت للساهر ثلاث اغنيات على الرغم من الظروف الصعبة التي كنت اعيشها وانا هارب من بلدي، ولكن في عام 2008 كان من الممكن ان يكون هناك بيننا عمل مشترك لغناء قصيدة من كلماتي وألحاني بعنوان quot;انا ميت في ثوب حيquot;، وتواعدنا للقاء في المانيا ولكن حدث ظرف حال دون ذلك ولم نعاود الاتصال ثانية، كما لحنت فيلمًا سينمائيًا ومسرحيتين وانشغلت بأعمال فنية مع الاوركسترا السويدية وغير ذلك، وما زالت القصيدة موجودةولم اعطها لأحد.

وحين سألناه عن التعاون مع الفنان ماجد المهندس قال: quot;ساقاضي ماجد المهندس لأنه غني ثلاث اغنيات لي وكتب عنها أنها من التراث وهي quot;بعدها الروح من حبك جريحةquot;، وquot;خسرتك يا حبيبيquot; وquot;بين العصر والمغربquot;، وكيف يفعل هذا وهي معروفة للناس بأنها من ألحاني، من المعيب ان يفعل ذلك، أما كان يفكر اننا سنلتقي في يوم ما، فمن يصدق ان quot;بعدها الروح من حبك جريحةquot; التي لحنتها لمحمود انور من الفلكلور، أو quot;بين اللعصر والمغربquot;.

وفي حفل الاحتفاء به، تحدث الفنان جعفر الخفاف عن بداياته ومسيرته وانجازات ه،كما غنى عددًا من اغنياته التي لحنها لمطربين عراقيين، موضحًا انه تعامل مع كل المطربين العراقيين ما عدا ياس خضر، في ما اشار الى ان اقامته في الاردن سنحت له فرصة التلحين لكل المطربين الاردنيين ما عدا عبد اللات بسبب اسمه.

وتحدث الخفاف في العديد من الامور وأشار إلى أن عاش طفولة صعبة وفقيرة نمَّت في نفسه العزيمة، مستذكرًا تعامله مع العديد من الفنانين العراقيين أمثال جميل الله.

ورأى الخفاف أنها هناك ثلاثة انواع من الموسيقيين، الموسيقي بالفطرةالذي لا يقرأ نوتة ولكن لديه اذن غير معقولة، وهناك موسيقي يقرأ كل شيء ولكنه لا يقرأ الاحساس، وهناك موسيقي يجمع بين الموهبة والاحساس والقراءة والعلم.

وقال أن لديه تعقيد عندي في العقل اللاواعي لأنه لم يدرس الموسيقى ولكن هذا التعقيد تحول الى حالة ابداعية وكان يقدم ما يوحيه له ضميره وما يؤمن به، فظهرت اعمال تركت اثرها مثل: (بين العصر والمغرب ، يا حمام، ساعي البريد، دار الزمان وداره).

وأضاف في معرض حديثه إلى أن كل اغنية يقدمها لابد ان يكون فيها حالة انبهار او دهشة او غرابة ولابد ان تضع في الموسيقى شيء غريب، لان حالة الحب ازلية مع الانسان، مشيرًا إلى أن قابيل قتل هابيل بسبب الحب، وكل حروب الارض كانت بسبب الحب، فالحب هو القائد الاول لقادة العالم، ولكن هناك طريقان، طريق هابيل وطريق قابيل، ورأى أن الانسان في بعض الاحيان يميل الى الشر وليس الى الخير.

كما قال:quot;في احد الايام اتصل الصديق فاضل طالب وقال لي: ابو اديب كنا في بيروت انا وكاظم الساهر فذكر اسمك وتحدث عنك بشكل جميل، وعندماخرجنا من الستديو بعد اللقاء قال اذا ابو اديب عنده اغنية مثل (شجاها الناس) لما لا نسجلها، فقلت له: هذا الكلام تحية منك لي، وتحية من كاظم لي، ولكن حتى نكون عمليين، دعه يأتيني الى المانيا وتلفوني لديك وليخابرني، فأنا جهزت له مفاجأة، مشابهة لأغنية quot;زيديني عشقاquot;، وفي اليوم الذي اتى فيه كاظم الى المانيا كنت قد انتقلت الى شقة جديدة، فضاع تلفوني في سيارة صديقي، ويبدو ان كاظم اتصل بي فظهر له ان التلفون مشغول، فضاعت الفرصةquot;.

وأضاف:quot;كاظم الساهر غنى قصائد حلوة، لكن اجمل ما غنى كان quot;اني خيرتك فاختاريquot;، فيها ظل الكلام يركض وراء اللحن، علمًا ان quot;زيديني عشقاquot; اشتهرت جماهيريا، لكنني اراها صفر على الشمال امام quot;اني خيرتك فاختاريquot;، والاغنيتان ايقاعهما واحد ولو أنالمقام يختلف من البداية الى النهاية.

إلى ذلك أشار إلى أنه سافر إلى الأرن وكان العراقي الوحيد الذي حصل على اقامة سنوية، بينما كانت الاردن تعطي ثلاثة اشهر فقط، وقال:quot;عملت هناك ولحنت لكل المطربين الاردنيين من دون استثناء الا عمر عبد اللات، قلت له لو كان اسمك عمر عبدالله ألحن لك، ولكن عبد اللات لا، ثم انتقلت الى سوريا وألتقيت فيها الشاعر الكبير مظفر النواب، الذي قال لي: سوريا لا تفيدك فهي أضاعت رجالا، وقد كان ابني مراهقا وهو شاب وسيم، فذهبت الى الامارات وهناك قدمت مشروعين، كل مشروع يربحهم سنوياً مليون دولار، مشروع فني ومشروع للتربية والتعليم، لكنهم لم يجددوا لي الاقامة فكان لابد ان اغادر الامارات، وقالوا لي أن اطلب اللجوء ولكنني اردت ان اعرف اين انا من المقابل، اين انا من وطني، من ضميري، من الله، من الانسان، اين انا من كل شيء، فما وجدت غير ان اذهب الى السويد وطلبت اللجوء هناك، وعلى الفور اعطوني الاقامة في اقل من شهر، فذهبت للعمل في مدرسة سويدية.

في اواخر الثمانينيات زار العراق المطرب السعودي عبد المجيد عبدالله فأعجبته اغنية quot;احبك ليش ما ادريquot; للمطرب رياض احمد، وكان المرافق الخاص معه الشاعر نزار جواد، فسأله عبد المجيد عن ملحن هذه الاغنية، فقال له نزار بشكل عفوي انه جعفر الخفاف، وطلب مني هذه الاغنية وان نتعاون، ولكن غزو الكويت الذي حرمنا من اشياء كثيرة بدد هذه الفرصة، لكنني فوجئت فيما بعد بأغنية لعبد المجيد بعنوان quot;احبك ليه ما ادريquot;.

ونهاي قال الخفاف:quot;وحق الماء الذي يغسل الحي والميت لم يغب العراق عن بالي ساعة واحدة وانا في الغربةquot;.