أبى عام 2013 أن يمر أسبوعه الأول دون أنتتشح أيامه بالسواد حيثرحل الفنان وجدي العاني عن دنيانا وهو فيغربته بعيداً عن بلده .


بغداد: نعت نقابة الفنانين العراقيين الفنان العراقي وجدي العاني الذي وافته المنية عن عمر ناهز السبعين عاما في دولة الامارات، بسبب المرض الذي اشتد عليه في ايامه الاخيرة ، بعد ان كان قد تعرض الى عدة أزمات صحية شديدة ابتدأتنهاية التسعينيات حيث اجريت له عملية قلب مفتوح في بغداد من قبل وزير الصحة المصري انذاك، ضمن القوافل الطبية التي كانت ترسلها مصر للعراق لمساندته في ظل الحصارالاقتصادي، ثم استكمل العلاج في القاهرة بدعوة من وزارة الصحة المصرية، ولكن يبدو ان حالته الصحية لم تتحسن خاصة بعد ان اصابته امراض اخرى مثل السكري الذي ادى تفاقمه الى اصابته بـ (الغنغرينا) التي ادت الى بتر قدمه، وجعلته لا يقوى على الحركة الا بواسطة كرسي مدولب ، ويبدو انالمحاولات العلاجية الكثيرة التي تلقاها سواء في داخل العراق او خارجه لم تجد نفعا، فكان الرحيل عن الدنيا مع اشراقة عام 2013، ومن ارض امارة ابو ظبي .
والراحل .. هو شقيق سعد العاني أستاذ الموسيقى في معهد الدراسات الموسيقية، وزوج الفنانة هناء عبد القادر ، ويعد من من رواد الجيل الثالث المسرحي، وهو من الفنانين العراقيين الكبار الذين تركوا بصمة واضحة على مدى نحو نصف قرن ، لاسيما في مجال المسرح الذي بدأ حياته منه في معهد الفنون الجميلة ، واستطاع ان يكون اسما مميزا بين ابناء جيله ، ويمكن قراءة رؤوس اقلام من سيرته ، فهو من مواليد عام 1940 بمدينة الناصرية / محافظة ذي قار الجنوبية ، بدأ ممثلا في النشاط المدرسي ومخرجا للفرق الأهلية، مثل في مدينته مسرحية (زنزانة رقم 17 ) اخراج محسن العزاوي عام 1959 قبل التحاقه طالبا بمعهد الفنون الجميلة وادى شخصية شخصية معاون الشرطة، مع الفنان عزيز عبد الصاحب ، تخرج من معهد الفنون الجميلة / قسم المسرح ، التمثيل والاخراج، مارس العمل المسرحي منذ عام 1955عندما اخرج للمسرح مسرحية (صقر قريش) ، كتب ومثل مئات الأعمال الدرامية والأذاعية، كتب ومثل وأخرج العديد من الأعمال التلفزيونية، وهو ممثل ومخرج أول في الفرقة القومية للتمثيل / بغداد، - صدر له كتاب يضم ثلاث مسرحيات عام 2011، اصدر كتابا يضم اربع مسرحيات عام 2012، صدر له كتاب (أمرأة شرقية) - ارهاصات نهلت من نبع الشعر عام 2012، ويمارس الرسم.
في مطلع الستينيات كان طالبا في معهد الفنون الجميلة / قسم المسرح ، وكانت معه الطالبة هناء عبد القادر ، وعاش الأثنان قصة حب جميلة انتهت بزواجهما، في تلك الفترة مثلت هي شخصية جان دارك في مسرحية ( عذراء اللورين ) وهو كان يمثل شخصية الضابط في مسرحية ( القلب الأرعن) ، اولاده : فينوس البنت الكبرى ، وسهير، بالإضافةلأنور ، ويقول الفنان وجدي العاني انه سماه بهذا الأسم تيمنا بالفنان( انور وجدي) .
مثل في فلم فائق يتزوج وكانت هذه آخر تجربة له في السينما، اختاره المخرج العربي صلاح أبو سيف ، وأسند له دور شخصية رومانية في فلم اليرموك، كتب وأخرج مسرحية (ملحمة الحب ) وقد مثلت زوجته الشخصية النسائية المحورية فيها، وهي أشهر أعماله التي منها : (الناي والقمر) ، (رغيف على وجه الماء)، (الجمجمة) لناظم حكمت، (الحقد) ، ( السيف والطبل )، (مواطن بلا استمارة) ، (تذكر قيصر) ، (الينبوع) ، ( تراتيل فوق المنبر) وغيرها .
يقول عن سبب اختياره للمسرح دون باقي الفنون: كان ذلك بسبب القصص الجميلة والاحاديث المثيرة التي حدثني بها والدي، عن الاعمال المسرحية التي كان يشترك بتقديمها ضمن فرقة مسرحية متجولة،هذه القصص اثرت بي تأثيرا كبيرا وجعلتني اعيش خيالات رائعة، كنت تواقا لترجمتها على المسرح علّي ان اكون بطله، وعندما اعلن أستاذ الموسيقى في مدرستي الابتدائية عن عزمه تقديم مسرحية (صقر قريش) ولم يفلح، ذهبت لشرائها وعكفت على قراءتها، وساعدني على فهمها ابي، وفي السنة التالية حملت اثاث بيتي ووضعته على المسرح وقمت بدور عبد الرحمن الداخل ووزعت بقية الادوار على اصحابي الطلبة ، كانت تلك اول مسرحية اقوم ببطولتها واخراجها ولم اكن ادرك حينها معنى الاخراج .
ويضيف : المسرح هو عالمي الاثير، وكلما انقطعت عن ممارسته وابتعدت عن خشبته مرغما أحسست بالضياع، ودب الموت باطرافي، لكن الامل بالعودة الى عالمه السحري يدفع قلبي للحركة، أما الاذاعة والتلفزيون، فهي ممارسات لا غنى عنها بالنسبة لديمومة الفنان واستمراره بالعيش، الى جانب ارضاء غرور الاخرين من معجبين .
ويقول ايضا : إن هذه المسارح التي يقال عنها إنها تجارية، لا تقدم في كثير من الأحيان سوى ما يفسد الذوق ويحول المتعة الراقية للذهن والوجدان إلى متعة فجة تتعامل مع أحط الغرائز وتلغي العقل والإحساس .