بنت الفنانة الراحلة فاتن حمامة خلال مسيرتها الفنية علاقات جيدة بالرؤساء المصريين، إلا أن إيمانها بمبادئ ثورة 23 يوليو(تموز) والرئيس عبد الناصر لم يكن كافياً لاستمرار إقامتها في مصر، حيث قررت الرحيل في أواخر عهده، بينما كُرِّمَت من الرئيسين أنور السادات وعدلي منصور في الفترة الإنتقالية الأخيرة، علماً أنها ارتبطت بعلاقة جيدة مع السيدة جيهان السادات حتى وفاتها، وأعلنت دعمها لانتخاب "السيسي".


القاهرة: تميّزت علاقة الفنانة الراحلة فاتن حمامة بالرؤساء المصريين على مر العهود باستثناء الفترة الأخيرة من حكم الرئيس جمال عبد الناصر والتي قررت خلالها السفر إلى الخارج وتنقلت ما بين بيروت ولندن والولايات المتحدة برفقة زوجها في ذلك الوقت الفنان العالمي عمر الشريف. علماً أن سفرها للإقامة خارج مصر خلال عهد عبد الناصر جاء بسبب المضايقات التي تعرضت لها بعد رفضها العمل بالمخابرات، وهو الطلب الذي كان يقدم لغالبية فنانات الجيل في تلك الفترة وقوبل بموافقة غالبيتهن، فيما كان قرار السفر والإقامة بالخارج هو الأصعب بالنسبة لها بحسب تصريحاتها الصحافية بعد ذلك. إلا أن سفرها للإقامة في الخارج لم يمنعها من المشاركة في حملات جمع التبرعات لصالح الجيش المصري من أجل خوض معركة الكرامة واسترداد الأراضي في سيناء، وهي الخطوة التي لم تتردد بالاشتراك فيها رغم تحفظها على الخداع الإعلامي الذي رافق حرب 1967.

يُذكر أن سفر "حمامة" جاء رغم إيمانها بمادئ ثورة 23 يوليو(تموز)، ومشاركتها في قطار تعريف المواطنين بالثورة ومناقشة قضايا الثورة بأعمالها الفنية لكن قرار السفر جاء نتيجةً&لشعورها بعدم الطمأنينة في حال استمرارها في الإقامة بمصر بعد أن رفضت طلب المخابرات بالتعاون معها. وعادت إلى مصر خلال فترة حكم الرئيس أنور السادات في بداية السبيعنات بعد ثورة التصحيح التي أقال خلالها عدداً من مراكز القوى بالدولة بعد وصوله للحكم بعدة شهور، فربطتها علاقة جيدة معه ومع عائلته وخاصة السيدة جيهان السادات التي كانت على تواصل معها حتى رحيلها، فنالت التكريم الفني في عيد الفن وتحدثت عنه بإيجابية في المناسبات المختلفة.

أما علاقاتها بالرئيس الأسبق حسني مبارك فكانت جيدة أيضاً، وهي كان تقول أن عهده لم يكن فاسداً في أول عقدين من رئاسته للجمهورية، لكن الفساد انتشر في العقد الأخير فقط قبل الثورة، مؤكدة على أنه من الظلم الحديث عن سلبياته فقط دون ذكر أي إيجابيات قام بها.

واللافت أن علاقة "حمامة" بالسياسية والرؤساء بعد الثورة المصرية شهدت ابتعاداً نسبياً، فهي غالباً ما كانت& تتحدث بدبلوماسية في لقاءاتها وتتمنى عودة الإستقرار إلى أن عادت بقوة للمشهد الفني والسياسي مع تكريمها في عيد الفن الأخير خلال شهر فبراير(شباط) 2014 من رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور، فيما أعلنت تأييدها للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حملته الإنتخابية وشاركت في لقاء جمعه مع الفنانين الأمر الذي دفعه لتحيتها بشكلٍ خاص حيث قام&من مقعده وتوجه لها&ليحييها بشكلٍ استثنائي، بينما بادر بإرسال مندوب للإطمئنان عليها خلال الوعكة الصحية التي مرت بها بالإضافة إلى إرسال مندوب للمشاركة في عزائها.

الجدير بالذكر هو أن الأمنية الأخيرة لسيدة الشاشة العربية قبل وفاتها كانت زيارة مشروع قناة السويس الجديدة بعد تحسن حالتها الصحية، لكن القدر لم يمنحها الوقت لزيارة هذا المشروع الجديد الذي أبدت تفاؤلاً كبيراً به لمصر في السنوات القادمة.
&