يسعى أحد المؤرخين، بالتعاون مع فريق من البحارة، عبر سلسلة من البعثات البحرية، إلى إثبات أن أول مكان وصله الرحالة الإيطالي، كريستوفر كولومبوس، عند قدومه إلى الأميركتين عام 1492 كان غراند تورك، عاصمة جزر توركس وكايكوس.&

كانت الخطوات الأولى لكولومبس في الأميركتين موضوع العديد من اللوحات

واشنطن: يعكف هذا الفريق من المغامرين على إعادة تتبع المسار، الذي يقال إن كولومبوس سبق أن سلكه في رحلته لاستكشاف العالم الجديد في الأميركتين، بهدف إعادة كتابة التاريخ.

إصلاح التاريخ
ولطالما ظل هذا الموضوع مثارًا للجدل والنقاش في أوساط المؤرخين والباحثين على مدار قرون طويلة، حيث تم منح هذا الشرف إلى 10 جزر عبر جزر البهاما وتوركس وكايكوس، من دون أن يتم حسم المسألة على نحو قاطع أو مؤكد حتى الوقت الراهن.

انكب يوشيا مارفيل على النصوص التي تظهر تفاصيل رحلة كولومبوس لعقود

وبينما يُتَوَقَّع ألا يُصَدِّق سكان جزر البهاما تلك الفرضية، لاعتقادهم منذ فترة طويلة بأن سان سلفادور هو أول مكان وصله كولومبوس، غير أن هؤلاء المغامرين الجدد يؤكدون أنهم يرغبون في "إصلاح كتب التاريخ" عبر جهودهم البحثية الجديدة.

توقف الفريق في خليج إبراهيم في جزيرة ماياجيوانا للبحث عن أدلة

وفي حال كُلِّلَت تلك الجهود بالنجاح، فإن تلك الجزيرة الصغيرة (التي تتبع السيادة البريطانية) ستحظى برواج كبير على الصعيد السياحي. ولفتت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بهذا الخصوص إلى أن ذلك المؤرّخ المشارك في تلك الجهود الجديدة يدعى جوسيا مارفيل، وهو من سكان توركس وكايكوس منذ فترة طويلة، وسبق له أن قضى 3 عقود في فحص نصوص قديمة تبرز تفاصيل رحلة كولومبوس في مكتبات عدة حول العالم. وقدًّم كذلك ترجماته الخاصة عن مذكرات كولومبوس.

تعاون مع بحارة
وأوضح مارفيل أن الترجمات الحديثة الأخرى تتسم بكثير من العيوب، التي لا تجعلها تدعم الفرضية القائمة منذ فترة طويلة والقائلة إن سان سلفادور، التي كانت تعرف باسم جزيرة واتلنج حتى عام 1926، كانت أول مكان يصله كولومبوس في رحلته الاستكشافية.&

تعاون مارفيل مع اثنين من البحارة المحترفين للإبحار عبر مسار بديل من غراند تورك حتى جزيرة راغيد – آخر محطة توقف بها كولومبوس في البهاما – عبر جزيرتي ماياغيوانا وايناغوا. وانطلق الثلاثة في أول رحلة بحرية على متن القارب Destiny II (المزودة بسرعات مشابهة لسرعات سفينة سانتا ماريا الخاصة بكولومبوس) خلال شهر نوفمبر عام 2014.&

وفي حديث له مع "بي بي سي"، قال دايف كالفيرت، أحد البحارة المتعاونين مع مارفيل، إنه بعدما تعرف عن قرب إلى بحوث مارفيل، بدأ يصدق أن نظريته هي الأقرب إلى الصحة والدقة.

فيما قال قائد البعثة الاستكشافية تيم إينلي: "جاءت بعض القرائن المذكورة في مذكرات كولومبوس لتنشئ لغزًا رائعًا أثار اهتمام المؤرخين والبحارة على مدار قرون".

خلال رحلتهم، توقف الفريق في بعض الجزر غير المأهولة على الطريق مثل هوغستي ريف

إعادة الرحلة
وها هم المغامرون الثلاثة يتحضرون للقيام برحلة ثالثة خلال فصل الخريف المقبل، حيث سيكررون مسار كولومبوس من سان سلفادور حتى جزيرة راغيد، وبحوزتهم السجل الخاص بكولومبوس، في محاولة لإثبات أن المسافات والاتجاهات لا تتوافق مع ما ورد في النصوص بدرجة الدقة الخاصة نفسها بفرضية المغادرة من غراند تورك.&

عاود إينلي ليقول: "أود أن أصحح كتب التاريخ، وأن أثبت على نحو حاسم أننا نعلم أن أول مكان وطأت فيه قدما كولومبوس كان غراند تورك. ولم يسبق لأي مؤرخ مطلقًا أن قام بالإبحار في المسارات البديلة المختلفة عبر جزر البهاما الجنوبية وتوركس وكايكوس. ويمكنني شخصيًا أن أعتبر ذلك الكشف كشفًا آسرًا وجذابًا".