إيلاف من لندن: أعاد المسؤولون الأميركيون يوم الأربعاء رسالة إلى ايطاليا كتبها كريستوفر كولومبوس في عام 1493 لدى عودته من اكتشاف القارة الأميركية. وكانت الرسالة سُرقت من مكتبة في فلورنسا ثم انتهى بها المآل في مكتبة الكونغرس في واشنطن.

ولكن إعادة الرسالة إلى ايطاليا لم تحل لغز اختفائها، ومن الذي سرقها ثم وضع نسخة مزورة بدقة مكانها، وكيف انتقلت إلى شخص هوايته جمع الكتب النادرة في سويسرا باعها في مزاد عام في نيويورك، ثم آلت في خزائن مكتبة الكونغرس في واشنطن.

قيد التحقيق

وقال مسؤولون أمنيون أميركيون وايطاليون إن الإجابات عن هذه الأسئلة ما زالت قيد التحقيق، ولكن إعادة المخطوطة الى اصحابها الشرعيين تعتبر خطوة أولى ناجحة على طريق حل اللغز.&

وصرح وزير الثقافة الايطالي داريو فرانسيسكينو للصحافيين في روما قائلاً "إن هذه الرسالة الاستثنائية التي كتبها كريستوفر كولومبوس أكملت مشواره بعد 500 سنة بوصولها الى اميركا ثم العودة". &

واعتبر فرانسيسكينو إعادة الرسالة إلى ايطاليا حدثاً رمزياً يشير الى الصداقة والتعاون بين البلدين. &&

وكان كولومبوس كتب الرسالة التي تقع في ثماني صفحات إلى العاهل الإسباني الملك فرديناند وزوجته الملكة ايزابيلا ويسجل فيها انطباعاته الأولى عن "العالم الجديد". &وطُبعت الرسالة التي كتبها كولومبوس بالاسبانية في الأصل، ولكن قصته لاقت رواجاً واسعاً حتى ان الرسالة طُبعت في ايطاليا باللغة اللاتينية وجرى تداولها على نطاق واسع.&والأصل الاسباني هو النسخة الوحيدة الموجودة وتحتفظ بها مكتبة نيويورك العامة. &

متى سرقت؟

أما الرسالة التي سُرقت من ايطاليا وتبرع بها مجهول إلى مكتبة الكونغرس فهي من طبعة صدرت في روما عام 1493 ولا يوجد منها إلا نحو 36 نسخة. &وتوصل جهاز مكافحة الجرائم الفنية في الشرطة الايطالية ومحققون من وزارة الأمن الداخلي الأميركية في عام 2012 إلى أن الرسالة سُرقت من مكتبة ريكارديانا في فلورنسا. وكانت الرسالة جزءًا من مجلد يضم 42 كتاباً طُبعت في تسعينات القرن الخامس عشر.&

ولا يُعرف متى سُرقت الرسالة، ولكن صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن فولفيو سيلفانو ستاكيتي مدير مكتبة فلورنسا قوله إنه يعتقد أن السرقة حدثت قبل أكثر من 60 عامًا عندما أُعير المجلد لمدة تسعة اشهر في 1950 ـ 1951 الى المكتبة الوطنية في روما. &واضاف ان هذه هي المرة الوحيدة التي غادر فيها المجلد مدينة فلورنسا. &ولم تُكتشف السرقة لأن نسخة مزورة باتقان وُضعت مكانها. &

وأوضح مسؤولون أن الرسالة اشتراها مقتني كتب نادرة في سويسرا عام 1990 وبيعت الى شخص مجهول الهوية بسعر 330 الف دولار في مزاد اقامته دار كريستي في نيويورك عام 1992 الذي صادف ذكرى مرور 500 سنة على اكتشاف كولومبوس القارة الاميركية. &

وفي عام 2004، أُهديت الرسالة الى مكتبة الكونغرس، كما قال مسؤولون اميركيون رافضين الكشف عن هوية المانح. &ولكنهم أكدوا أن المانح وادارة المكتبة تصرفا بحسن نية في ما يتعلق بأصل الرسالة واصحابها الشرعيين. &

وقال وزير الثقافة الايطالي فرانسيسكينو "إن هذه قصة سرقة ذكية جدًا" تبين ضرورة الاحتفاظ بدرجة عالية من اليقظة.&