فازت منظمة "نيهون هيدانكيو" اليابانية المناهضة للأسلحة النووية، بجائزة نوبل للسلام لعام 2024، حسبما أعلنت لجنة نوبل النرويجية اليوم الجمعة.

المنظمة، التي تضم ناجين من القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي وتُعرف أيضاً باسم "هيباكوشا"، ستحصل على ميدالية، شهادة، وجائزة مالية قدرها 11 مليون كرونة سويدية (1.1 مليون دولار).

وفي كلمته خلال الإعلان عن الجائزة في أوسلو، أشاد رئيس لجنة نوبل، يورغن واتني فريدنيس، بـ"الجهود الاستثنائية" التي بذلتها المنظمة لتحقيق "عالم خالٍ من الأسلحة النووية".

وقال إن المجموعة "ساهمت بشكل كبير في ترسيخ المحظورات على استخدام الأسلحة النووية"، لكنه أضاف: "تلك المحظورات أصبحت اليوم تحت الضغط".

وقد أشادت لجنة نوبل باستخدام المنظمة لشهادات الشهود لضمان عدم استخدام الأسلحة النووية مرة أخرى.

وقالت: "لقد ظلت مصائر الناجين من جحيم هيروشيما وناغازاكي مخفية ومهملة لفترة طويلة.

وفي عام 1956، شكلت جمعيات الهيباكوشا المحلية إلى جانب ضحايا تجارب الأسلحة النووية في المحيط الهادئ اتحاد اليابان لمنظمات ضحايا القنبلة الذرية والهيدروجينية. وقد اختصر هذا الاسم في اللغة اليابانية إلى نيهون هيدانكيو. وقد أصبح هذا الاتحاد أكبر منظمة هيباكوشا وأكثرها نفوذاً في اليابان".

هيروشيما ونغازاكي

مبنى النصب التذكاري للسلام في هيروشيما هو المبنى الوحيد الذي بقي قائماً في المنطقة بعد إسقاط القنبلة الذرية الأولى في عام 1945
Getty Images
مبنى النصب التذكاري للسلام في هيروشيما هو المبنى الوحيد الذي بقي قائماً في المنطقة بعد إسقاط القنبلة الذرية الأولى في عام 1945

تأسست نيهون هيدانكيو في عام 1956، وهي اتحاد ياباني يضم الناجين من القنابل النووية وضحايا تجارب الأسلحة النووية في المحيط الهادئ. وتُعتبر اليوم أكبر منظمة "هيباكوشا" وأكثرها نفوذاً في اليابان.

وقد جاء عملهم بعد ما يقرب من عقد من الزمان من دمار هيروشيما وناغازاكي.

ففي 6 أغسطس/آب من عام 1945، ألقت قاذفة أمريكية قنبلة اليورانيوم فوق مدينة هيروشيما، مما أسفر عن مقتل حوالي 140 ألف شخص.

وبعد ثلاثة أيام، ألقيت قنبلة نووية ثانية على ناجازاكي. وبعد أسبوعين استسلمت اليابان، مما أنهى الحرب العالمية الثانية.

وفي حديثه إلى الصحفيين في اليابان، قال توشيوكي ميماكي، الرئيس المشارك للمجموعة، وهو يبكي: "لم أحلم قط أن يحدث هذا".

ويعني قرار منح الجائزة لنيهون هيدانكيو أن لجنة نوبل ابتعدت عن المرشحين الأكثر إثارة للجدل لجائزة السلام.

فقد كانت هناك تكهنات واسعة النطاق بأن وكالة الأمم المتحدة لدعم الفلسطينيين - الأونروا - كانت قيد النظر للحصول على الجائزة.

المنظمة هي المزود الرئيسي للمساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، وأثير الجدل العام الماضي حولها، بعد فصل تسعة من أعضائها، بعد اتهامات إسرائيلية بمشاركتهم في هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وقد وقع أكثر من 12 ألف شخص على عريضة تحث اللجنة على عدم منح الأونروا الجائزة.

وكانت هناك مخاوف مماثلة بشأن ترشيح محكمة العدل الدولية.

وتنظر الهيئة القضائية الرئيسية للأمم المتحدة حالياً في دعوى رفعتها جنوب أفريقيا ضد اسرائيل، تحت عنوان "تطبيق اتفاقيّة منع جريمة الإبادة الجماعيّة والمعاقبة عليها في قطاع غزة"، وتتهم إسرائيل بانتهاك الاتفاقية المذكورة.

286 مرشحاً للجائزة

سوناو تسوبوي الناجي من القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما، وأحد مؤسسي منظمة نيهون هيدانكيو
Getty Images
سوناو تسوبوي الناجي من القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما، وأحد مؤسسي منظمة نيهون هيدانكيو

وتنافس على جائزة نوبل للسلام هذا العام 286 مرشحاً ، منهم 197 فرداً و89 منظمة، وهي ترشيحات تُقدّم من شخصيات بارزة تشمل أعضاء البرلمانات الوطنية والحكومات والمحاكم الدولية.

ويمكن تقديم الترشيحات من قبل أشخاص في مناصب ذات سلطة كبيرة، بما في ذلك أعضاء الجمعيات الوطنية والحكومات والمحاكم الدولية.

وكانت جائزة نوبل للسلام لعام 2023 قد مُنحت للناشطة الإيرانية في مجال حقوق الإنسان المحتجزة في إيران نرجس محمدي، تكريماً لعملها في الدفاع عن حقوق النساء.

من بين الفائزين السابقين بالجائزة، أسماء بارزة مثل مارتن لوثر كينغ جونيور ونيلسون مانديلا. وضمت قائمة مجلة "تايم" للمرشحين لهذا العام مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومحكمة العدل الدولية، واليونسكو، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والناشطة البيئية غريتا ثونبرغ.

وأمس، منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل للأدب لعام 2024 للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ، تقديراً لنثرها الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويعبر عن هشاشة الحياة البشرية.

كما فاز بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2024 العلماء ديفيد بيكر، وجون غامبر، وديميس هاسابيس عن أبحاثهم في "التصميم الحاسوبي للبروتين" و"توقع بنية البروتين".

وفي الفيزياء، منحت الجائزة للعالمين جون هوبفيلد وجيفري هينتون عن أبحاثهما في مجال تعلم الآلة باستخدام الشبكات العصبية الاصطناعية.