طالبت جمعيات بيئية تونسية بالتوقف عن صيد طائر الحباري والغزال في الصحراء التونسية.


محمد بن رجب من تونس:تعتبر الصحراء التونسية من أشهر المناطق الغنية بأنواع الغزال و الأرنب والوعل و طائر الحبارى، ذلك الطائر الجميل الذي لم rlm;يذق الإنسان لحم طير أشهى ولا أحلى منه.. و هو من الطيور المتوسطة الحجم ذات القوائم متوسطة الطول، طويلة العنق و الذيل ويزن غالبا في حدود الكيلوغرام أو أكثر من ذلك بقليل أما الأنثى فهي أصغر حجما.. وطائر الحبارى لا يوجد به غدة زيتية كبقية الطيور وربما لهذا السبب يقبل الأمراء بصفة خاصة على صيده وتناوله كوجبة لا مثيل لها.. جمال الصحراء التونسية و غناها وما حباها به الله كم جمال و تنوع في مكوناتها كالحيوانات و الطيور والزواحف بدأت تفقده يوما بعد يوم لأسباب عديدة حيث قلّت الحيوانات و الطيور بعد أن هجرت المكان أو تناقصت للصيد الجائر في أوقات التكاثر.. الوضعية الصعبة للصحراء التونسية وبعد ثورة الحرية و الكرامة ومن ورائها جمعيات بيئية تونسية تعمل حاليا على الإيقاف الفوري لكل عملية صيد في غير وقتها في الصحراء التونسية وذلك بمنع الصيد على الجميع من تونسيين و أجانب و خاصة من الأمراء الذين يحلون هنا ويصطادون في أي وقت يرغبون وبترخيص من السلطات التونسية.

و ببادرة من الجامعة الوطنية لجمعيات الصيادين والجمعيات المختصة في الصيد بالاشتراك مع جمعية أحباء الطيور والجمعية الوطنية للتنمية المستدامة وحماية الحياة البرية والجمعية التونسية لحماية الطبيعة وشبكة الجمعيات للطبيعة والتنمية بتونس، انتظمت ندوة صحافية دعت فيها هذه الجمعيات البيئية السلطات التونسية الجديدة و مكونات المجتمع المدني إلى وضع حدّ لآنتهاك حرمة الصحراء التونسية من أي طرف كان بغاية المحافظة على الثروة التونسية من الحيوانات النادرة و المحافظة على التوازن البيئي وذلك بالوقف الفوري لتواصل عمليات صيد طائر الحبارى و الغزال النادرين و المهددين بالإنقراض من الصحراء التونسية.

فوزي بلحاج رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات الصيادين و الجمعيات المختصة في الصيد :quot; يوجد حاليا عديد الأمراء الذين ينصبون نحو 35 خيمة بمنطقة quot; المخروقة quot; في عمق الصحراء التونسية في ولاية تطاوين و على بعد نحو 700 كلم من العاصمة تونس.quot;

من جهته قال عبد المجيد دبار الناشط في المجال البيئي و الخبير في الطيور البرية :quot; إن أهالي المناطق التي يتم فيها صيد الغزال و طيور الحبارى وعمال المؤسسات النفطية المنتصبة في الصحراء أصبحوا يتسابقون على قنص هذين الحيوانين.quot;

و أضاف :quot; إن ما يحصل الآن في الصحراء التونسية يعتبر عملية إبادة مستديمة لطائر الحبارى و الغزال في الجنوب التونسي.quot;
أما عبد المجيد بوخريص عضو جمعية أحباء الطيور فأشار إلى أنّ الأمراء يستعملون تقنية (جي بي آس ) المربوطة بالأقمار الإصطناعية إلى جانب أحدث أنواع أسلحة القنص ويستعينون كذلك بخرائط دقيقة للصحراء التونسية لا تتوفر إلأ عند الدولة التونسية.quot;ل

وقال هشام الزفزاف رئيس جمعية أحباء الطيور :quot; إن أعداد طائر الحبارى تقلصت جراء عمليات الصيد غير الشرعي من 1253 طائرا سنة 1979 إلى 895 طائرا سنة 1982 ومن إلى 300 طائر فقط سنة 1997 ونفس العدد يتوفر سنة 2004 بحسب تعداد الإدارة العامة للغابات التابعة لوزارة الفلاحة و البيئة.quot;

و أشار الزفزاف إلى أنّ الصيد غير الشرعي لطائر الحبارى و الغزال بالصحراء التونسية بدأ منذ 1979 وتكون عمليات الصيد هذه خلال فترة تناسل الحيوانات (بين شهري ديسمبر و فيفري ) وهو ما ساهم في تناقصها وقد تنقرض تماما.quot;

ويعود فوزي بلحاج رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات الصيادين و الجمعيات المختصة في الصيد ليؤكد على أنّ : quot;آلافا من الصيادين والمدافعين عن البيئة على استعداد للخروج في مظاهرات سلمية وللتوجه إلى الصحراء التونسية لحماية هذه الكائنات النادرة من عمليات انتهاك القانونquot;.

معلوم أنّ القوانين التونسية و الدولية تمنع صيد طائر الحبارى و الغزال بآعتبارهما مهددين بالإنقراض ولهذا مثلما قال بلحاج :quot; إن نشطاء بيئيون تونسيون عاقدون العزم على تتبع المسؤولين الذين أسندوا رخصا لصيد هذين الحيوانين بعد ثورة الحرية و الكرامة.quot;