بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر على اندلاع مرض إنفلونزا المكسيك H1N1 وانتقاله بسرعة البرق إلى مختلف دول العالم، وما تلى ذلك من أجواء سادت فيها مشاعر القلق والذعر بصورة كبيرة على جميع سكان الكرة الأرضية، من المنتظر أن تصل إلى الولايات المتحدة خلال الأسبوع المقبل أول دفعة من اللقاحات المعالجة للمرض.

اعداد أشرف أبو جلالة: تقول تقارير صحافية أميركية إن اللقاحات المتوقع تسلمها مطلع الاسبوع المقبل تأتي في الوقت المناسب، حيث بدأ يتحدث الأطباء في مختلف أنحاء البلاد، وبخاصة في الولايات الجنوبية التي تاثرت بشكل كبير، عن حدوث زيادة كبيرة في أعداد المصابين بالمرض الخطير.

من جانبه، قال دكتور ريتشارد بيسير، المحرر الطبي والصحي البارز بشبكة إيه بي سي نيوز الإخبارية الأميركية والرئيس السابق لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أطلانطا، إن الرذاذ الأنفي سيوزع أولا ً مطلع الأسبوع المقبل، في حين ستصل الحُقَنْ إلى البلاد بحلول نهاية الأسبوع.

وتابع بيسير حديثه بالقول :quot; سيتم نفاذ الكميات في وقت مبكر، لأن أعداد المرضى التي تحتاج اللقاح تزيد بكثير عن الكميات المتاحةquot;. كما عبر بيسير عن قلقه حيال ارتفاع نسبة الوفيات، وبخاصة بين الأطفال والمراهقين. كما أكد أن أولاده سيأخذون دورهم لأخذ اللقاح عندما يتوافر أمامهم. وقال هنا :quot; نحن بحاجة للتعامل مع تلك العدوى باحترام شديدquot;.

وتشير شبكة إيه بي سي نيوز الأميركية إلى أن مشاعر القلق التي سيطرت على مسؤولي القطاع الصحي في جميع أنحاء البلاد لم تكن حيال مسألة توافر اللقاح، بل بتنظيم عملية التوزيع وتوعية الجمهور بالحاجة إلى تطعيم المرضى الأكثر عرضة للتأثر بمخاطر المرض. ويقول إيد بارهام، من وزارة الصحة في ولاية اركنسو :quot; الناس مذعورون من إنفلونزا المكسيك، لكنهم مذعورون أيضا ً من اللقاح. ونحن نخشى من ألا يسمح الآباء لأطفالهم بالحصول عليه، خاصة ً وأن الأمر اختياريا ًquot;. ولفتت الشبكة إلى أن تكساس شهدت أسوأ موجات تفشي إنفلونزا المكسيك، في الوقت الذي تشهد فيه الولايات الشمالية والغربية إصابات متزايدة.

وفي حديث لها مع موقع الشبكة الإخبارية على الإنترنت، قالت دكتور آري براون، أخصائية طب الأطفال، إن مكتبها وحده، الذي يعمل به سبعة أطباء، يكشف يوميا ً على حالات تتراوح أعدادها ما بين 300 إلى 350 حالة، ويتضح أن معظمهم مصابين بإنفلونزا المكسيك. كما أشارت براون في سياق حديثها إلى أن مكتبها اكتظ بحالات ثبت إصابتها بالمرض على مدار الأسبوعين الماضين، وتابعت بالقول quot; لكن ولحسن الحظ، لم تشتد الإصابة على أحد، في الوقت الذي لم يكن لدينا فيه إلا مجرد مستشفى واحدةquot;. ونظرا ً لارتفاع حالات الإصابة بإنفلونزا المكسيك، خصصت وزارة الخدمات الصحية بولاية تكساس رقم هاتفي هو 211 يمكن للمواطنين الاتصال عليه من أجل الحصول على الإرشادات الطبية وذلك في حالة إصابتهم أو إصابة أيا ً من أفراد الأسرة بالمرض.

وقال دكتور دانيل ماكارتر، المسؤول عن إدارة الشؤون السريرية بجامعة فيرجينيا، إن هناك 20 موظفا ً مصابين بالإنفلونزا، بالإضافة لـ 242 مريض مصاب يمكثون في المركز الصحي للطلاب بالجامعة. في حين قالت دكتور كارين ريملي، مفوضة القطاع الصحي بولاية فيرجينيا :quot; نشاهد تزايدا ً في أعداد الإصابة بالمرض بالمدارس والجامعات، وعلى نحو أكبر في المناطق الجنوبية عنها في المناطق الشمالية من الولايةquot;. وفي ألاباما، قال الخبير الطبي البارز دافيد فيردمان، إنه يتوقع وصول حالات الإصابة في الولاية إلى ذروتها خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل.

وفي كارولينا الشمالية، قال دكتور دافيد ويبر، من جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، إن حالات الإصابة بإنفلونزا المكسيك تزايدت خلال الأسبوعين الماضيين. وصرح دكتور تيم جونز، أخصائي علم الأوبئة بولاية تينيسي، لموقع الشبكة الأميركية :quot; ما يقرب من 100 % من حالات الإصابة بالإنفلونزا التي قمنا باختبارها كانت مصابة بإنفلونزا المكسيك ndash; فإذا ما كانوا مصابين بالإنفلونزا، فإنها تكون إنفلونزا المكسيك. هناك 13 حالة تأكد وفاتها نتيجة الإصابة بالمرض، وكانت أشد مناطق الإصابة وطأة هو الجزء الغربي من الولاية، وبخاصة ممفيس، حيث نشاهد هناك 450 حالة إصابة للأطفال كل يوم وكنا نضطر لإنشاء خيام خاصة بأعمال الفرزquot;.

وأشار دكتور كورتيس ستين، من جامعة ولاية فلوريدا، إلى وجود نسبة ضئيلة من ( إنفلونزا المكسيك ) في المجتمع، وبنسبة ضئيلة للغاية بين الطلبة في الجامعات، رغم مشاهدته لعدد قليل من الحالات التي تم نقلها لتلقي الرعاية بالمستشفيات. كما قالت الشبكة إن الولايات الشمالية والغربية شهدت أيضا ً تزايدا مطردا في أعداد الإصابة بالمرض وقال دكتور سكوت فيلدز، من جامعة أوريغون للصحة والعلوم، أنه شاهد نسبة عالية من الأمراض الفيروسية. وأكد دكتور فرانك جيمس من جامعة واشنطن على أنه شاهد حتى الآن 14 حالة وفاة نتيجة الإصابة بالمرض، كما وصلت نسبة الغياب المدرسي اليومي على مدار الأسبوع الماضي إلى 10 % في مدرسة واحدة بكل مقاطعة، وهو ما جعل أعداد الإصابة في تزايد مستمر ومطرد . وعلى العكس، تبدو ولاية كاليفورنيا ومنطقة الشمال الغربي أحسن حالا ً.

ولفتت هنا دكتور آمي كاجي، من جامعة كاليفورنيا، إلى تراجع حالات الإصابة بالفيروس منذ أبريل ndash; مايو الماضيين، بينما قال دكتور أندرو راسين، من مركز مونتيفيوري الطبي في نيويورك :quot; لقد شاهدنا نشاطا ً محدودا ً للغاية للإنفلونزا حتى الآنquot;. ومضى راسين في السياق ليقول إن جميع المؤشرات تتحدث عن أن الشحنات الأولى من لقاح H1N1 ستكون عبارة عما يقرب من 18 ألف جرعة فقط لمدينة نيويورك. لكن نظرا ً لانخفاض معدلات الإصابة حتى الآن، تابع راسين حديثه قائلا ً :quot; سوف تحصل المدينة في نهاية الأمر على كميات من لقاح الإنفلونزا تزيد عما قد تكون بحاجة إليهquot;.