ساهمت الحرب في لبنان وفي غزة على فتح سوق الأسلحة على مصراعيه حسب ما أشار تقرير صدر في إسرائيل.

تل أبيب: رصد تقرير صادر عن معهد أبحاث الامن القومي في جامعة تل ابيب ان حربي تموز 2006 وغزة 2008 ساهمتا في رفع مستوى شراء الأسلحة المعروفة بتسمية السلاح مائل المسار وأبرزه القذائف الصاروخية، والحرص على التزود بها وهو ما ادى الى فتح سوق الأسلحة على مصراعيه.

ووفقا للتقريرالذي أعده رئيس مشروع quot;التوازن العسكري في الشرق الأوسطquot; في المعهد يفتاح شافير فإن دروس الحربين باتت واضحة في هذا الجانب، اذ من جهة قررت دول مثل إيران وسوريا التزود بكميات كبيرة من السلاح الصاروخي، فيما ازدادت من جهة اخرى الحاجة عند الجهة المهاجمة الى تطوير نظم دفاع تواجه سلاحا مائل المسار قصير المدى.

ويشير التقرير الى ان إسرائيل كانت في خلال السنتين الاخيرتين اكثر الدول تقدما في هذا الجانب حيث خصصت موازنة طائلة لإنتاج انواع عدة متطورة في مجال الصواريخ والالكترونيات ومعدات الرؤية الالكترونية.

ويعدد التقرير ابرز ما تملكه إسرائيل من معدات جعلتها على رأس قائمة الدول المنافسة في شراء الأسلحة وبينها صواريخ جو - جو، صواريخ مضادة للدبابات، قنابل موجهة، منظومات أسلحة مضادة للصواريخ، منظومة quot;حيتسquot; المضادة للصواريخ متوسطة المدى فما فوق، منظومتا quot;كيشيد دافيدquot; وquot;القبة الحديديةquot; المضادتان للقذائف الصاروخية ذات المدى الصغير والمقرر نصبهما عند الحدود الشمالية والجنوبية.

وبحسب التقرير تركز إسرائيل على تطوير صناعتها الفضائية بانتاج اطلاق للاقمار الاصطناعية quot;شافيتquot; واقمار اخرى مختلفة للاتصال واخرى للتجسس من طراز quot;اوفيكquot; وquot;ايروسquot; وquot;تكسارquot;، اضافة الى إنتاج منظومات توجيه وتهيئة اهداف للطائرات الحربية ومنظومات رادار ارضية ومحمولة جوا وطائرات انذار مبكر وتجسس.

ويكشف التقرير عن حصول إسرائيل على 100 طائرة اف-16-A المعروفة باسم quot;العاصفةquot; وخمس طائرات معروفة باسم quot;نحشونquot; بعضها خصصت لمهمات جمع المعلومات الاستخباراتية واخرى لمهمات رقابة وسيطرة جوية،مبينا ان إسرائيل تخطط للتزود بـ9 طائرات اف-35 وطائرات نقل متقدمة من طراز quot;سي130 جيquot; قيمتها 1،9 مليار دولار، اضافة الى استبدال طائرات التدريب quot;تسوكيتquot; بطائرات تي -6 من إنتاج الولايات المتحدة، فيما اشترت في المجال البحري غواصتين quot;دولفينquot; من المانيا بقيمة 1،9 مليار دولار.

سوريا تتسلح: ويتحدث التقرير عن قلق في إسرائيل بسبب قيام سوريا بنقل صواريخ متطورة الى حزب الله ويشير الى ان دمشق كثفت منذ انتهاء حرب لبنان تزودها بصواريخ ارض - ارض وتطويرها بمساعدة إيران، مستدركا ان السوريين تعلموا من حزب الله بناء أمنهم على اساس تعزيز القدرة على تهديد سكان إسرائيل المدنيين بسلاح مائل وبأعداد كبيرة وعلى نظم صوراريخ ثقيلة مضادة للدبابات لالحاق خسائر جسيمة في حال تنفيذ إسرائيل لهجوم بري.

ويستنتج التقرير ان توازنا في شراء السلاح سينشأ في الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة المقبلة لان دولاً ذات قدرة على الانفاق ما زالت تتزود بنظام سلاح موجه دقيق وانذار جوي واستخبارات في وقت ستظل أهمية وسائل مكافحة الارهاب ومضادات القذائف الصاروخية والصواريخ وتحصين السكان المدنيين متزايدة مع تزايد تهديد الارهاب وحرب العصابات في الداخل والخارج في دول المنطقة. ويتضح من التقرير ان قيمة صفقات الأسلحة التي أبرمت خلال السنتين الاخيرتين في الشرق الأوسط بلغت 63,055 مليار دولار وهي نسبة تشكل %30,26 من إجمالي صفقات الأسلحة في العالم.