&حذر مسؤولون أمميون من تزايد حالات إيبولا بمعدل 10 آلاف إصابة أسبوعيًا بحلول كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ومن أن الخطة الحالية لمواجهة الأزمة قد لا تكون مناسبة.

دبي: يقف العالم اليوم عاجزًا أمام تفشي وباء "إيبولا"، الذي يتحول شيئًا فشيئًا طاعون العصر الحديث. وكان مقررًا أن يجتمع مجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء في نيويورك، لبحث سبل مواجهة أخطر موجة من الوباء منذ اكتشافه في العام 1976، والذي اصاب 8914 شخصًا منذ ظهوره ببداية 2014 في 7 بلدان، خصوصًا في ليبيريا وسيراليون وغينيا. وبلغت وفيات إيبولا 4447 شخصًا، وفق منظمة الصحة العالمية.
&
الاصابات تتزايد
حذر آنتوني بانبري، رئيس بعثة الأمم المتحدة لمكافحة إيبولا، في خطاب أمام مجلس الأمن الدولي، بث عبر الإنترنت، قائلًا: "الوقت يمثل العدو الأكبر في مواجهة هذا الوباء، وبحلول كانون الأول (ديسمبر) المقبل قد يكون هناك أكثر من عشرة آلاف إصابة أسبوعيًا، والخطة الحالية لمواجهة الأزمة قد لا تكون مناسبة".
ودعا إلى توفير المزيد من الدعم المالي لبناء مراكز علاجية في سيراليون وغينيا وليبيريا، وتوفير المزيد من الأطقم الطبية للعمل في تلك المراكز.
وقالت مارغريت تشان، مديرة منظمة الصحة العالمية، إن هذا الوباء يبرهن كيف يمكن لأحد العناصر الأكثر فتكًا في العالم أن يستغل أصغر نقاط الضعف في النظام الصحي في أفريقيا، حيث هناك نقص في المهنيين، وفي البنى التحتية الملائمة. وقال بروس ايلوارد، مساعد تشان: "ضمن الأشخاص الذين نعرف أنهم مرضى ونعرف مصيرهم، هناك 70 بالمائة من الوفيات. والنسبة هي نفسها عمليًا في ليبيريا وسيراليون وغينيا". أضاف: "عدد الإصابات يزداد ارتفاعًا، ليصل بين 5 و10 آلاف إصابة أسبوعيًا في بداية كانون الأول (ديسمبر)، وهذه توقعات عملية للمساعدة في توجيه جهود المكافحة الدولية".
&
سعي دولي
وفي سعي دؤوب لاستراتيجية فعالة عالميًا لمكافحة الوباء، يعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما وعدد من الزعماء الأوروبيين قمة لبحث سبل مواجهته في غرب أفريقيا، &بالتزامن مع سعي الإدارة الأميركية للحصول من الكونغرس على دعم مالي لمواجهة انتشار الفيروس الفتاك.
وفي اتصال هاتفي، شدد أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على ضرورة بذل الأسرة الدولية المزيد من التصميم والالتزام للتصدي بحزم لهذه الأزمة، وفق ما أعلنه البيت الأبيض. وفي اتصال آخر بين أوباما والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، دعا الأخير إلى زيادة التعبئة الصحية العالمية قبل اجتماع وزراء صحة الاتحاد الأوروبي الخميس في بروكسل، للاتفاق على تعزيز إجراءات المراقبة على الحدود، وتنسيق جهود الوقاية.
&
اجتماع تقني أوروبي
وقد تداعى وزراء الصحة الأوروبيون للاجتماع الخميس بالعاصمة البلجيكية بروكسل، في "اجتماع تقني" حول احتمال تعزيز إجراءات مراقبة المسافرين الآتين من دول أفريقية مصابة بفيروس الإيبولا. وطالب الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف بالتزام الدول بالوعود التي قطعتها من أجل مكافحة مرض إيبولا.
ووفق ما أعلنته الرئاسة الإيطالية للاتحاد الأوروبي الاثنين، يهدف الاجتماع الأوروبي إلى تنسيق أعمال الدول الأعضاء حول هذا الجزء من الملف، في غياب الإجماع في الوقت الراهن حول فرصة كشف المصابين لدى الوصول إلى أوروبا.
وأضافت الرئاسة: "الاجتماع تقني ويتعلق بتبادل وجهات النظر، في حين أن تطبيق إجراءات في هذا المجال يعود إلى الدول الأعضاء".
وكان الاتحاد البرلماني الدولي وافق على قرار بشأن الدور الذي تلعبه البرلمانات المحلية في كافة أنحاء العالم بشأن مكافحة الأمراض المعدية، وعلى رأسها إيبولا، وذلك في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الاثنين بجنيف.
طالب القرار بالتزام الدول بالوعود التي قطعتها من أجل مكافحة مرض إيبولا، ودعا مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية والجهات السياسية إلى المشاركة في إيصال المساعدات إلى الدول التي انتشر فيها المرض.
&
حجر على طائرة إماراتية
أقر أوباما الثلاثاء بأن العالم لا يبذل الكفاية من الجهد لمواجهة إيبولا. وفي الولايات المتحدة، تبين أن 5 ركاب، تم إخراجهم من طائرة قادمة من دبي في مطار لوغان في بوسطن لأنهم اشتكوا من أعراض الرشح، تبين أنهم ليسوا مصابين بفيروس إيبولا.
وأكد مسؤولون صحيون في ولاية ماساتشوستس أن الركاب لا يعانون من إيبولا، ولا من سارس، ولا من التهاب السحايا. وكانت الطائرة الإماراتية وضعت في الحجر الصحي ساعتين بعد وصولها الاثنين، وصعد إلى متنها ممرضون لتحري الوضع.
وتقرر أن تجري 5 مطارات أميركية، تستقبل 94 بالمائة من الركاب القادمين من ليبيريا وسيراليون وغينيا، إجراءات فحص الركاب لدى وصولهم، بدءًا من مطار كينيدي السبت الماضي.
وتأخذ السلطات الأميركية خطر انتشار إيبولا على محمل الجد، بعد إصابة ممرضة في مستشفى دالاس بتكساس، في مستشفى توفي فيه سائح ليبيري بعد أيام من وصوله.
&
إجراءات مشددة
في أوروبا، بدأت بريطانيا بمراقبة المسافرين القادمين في المطارات ومحطات القطار، كما فعلت الولايات المتحدة وكندا. وباشرت السلطات البريطانية الثلاثاء استجواب الركاب القادمين من البلدان الأكثر إصابة بالفيروس، وقياس حرارة المسافرين في مطار هيثرو. وتعتزم فرنسا تطبيق إجراءات مماثلة للرحلات القادمة من غينيا.
كذلك قررت إسبانيا، التي سجلت أول حالة إيبولا خارج أفريقيا، تأهيل كل العاملين في قطاع الصحة والإسعاف، الذين يمكن أن يحتكوا بمرضى محتملين. كما أنشأت الحكومة الاسبانية لجنة وزارية خاصة لإدارة أزمة إيبولا، تضم وزارات الصحة والخارجية والدفاع والداخلية، تساعدها لجنة علمية.
واكدت وزارة الصحة الألمانية أن ألمانيا مستعدة بشكل جيد لمواجهة انتشار المرض عبر النقل الجوي العالمي. وقالت متحدثة باسم الوزارة إن ألمانيا مهيأة بشكل جيد ومنذ فترة طويلة لمواجهة حالات الإصابة بالمرض لركاب الطائرات التي تتوقف في مطارات البلاد، مشيرة إلى وجود إجراءات وقائية صارمة في عدد غير قليل من مطارات ألمانيا، لحجر المرضى المشتبه بإصابتهم بمرض إيبولا والتعامل معهم بشكل يضمن عدم انتشار المرض.
&
إضراب في ليبيريا
وبالرغم من التهديد القاتل الذي يشكله فيروس إيبولا في ليبيريا، يستمر العاملون الصحيون في إضرابهم لليوم العاشر، مطالبين بزيادة أجورهم. وقد هددت الحكومة الثلاثاء بطردهم. وقال وزير الصحة الليبيري والتر غوينيغيل: "كل من يبقى في بيته ويلبي نداء نقابات العاملين في المجال الصحي سيفقد وظيفته".
وينفذ الإضراب على نطاق واسع في المستشفيات، حيث كان المتغيبون أكثر ممن حضروا. وقال مكتب منظمة الصحة العالمية إن ثلث العاملين في عيادة آيلاند التي يديرها لم يحضروا، فدعاهم في رسالة إلكترونية إلى استئناف العمل، حرصًا على سلامة المرضى، "لأن الإضراب يزيد الضغوط على العاملين الذين يهتمون بالمرضى، وهذا يزيد بالتالي مخاطر ارتكاب أخطاء، وهذا مصدر قلق لنا".
ويطالب العاملون بإبرام عقود مع نحو 6 آلاف موظف يعملون من دون عقود ودفع الأجور التي وعدوا بها في بداية الأزمة، والتي تراجعت عنها الحكومة.
والجدير بالذكر أن نحو 200 من العاملين الصحيين اصيبوا بفيروس إيبولا في ليبيريا، توفي 95 منهم، وفق منظمة الصحة العالمية.