أعرب الاكراد الذين يدافعون عن كوباني عن ارتياحهم ازاء القاء الطائرات الاميركية اسلحة قرب هذه المدينة السورية المحاذية للحدود مع تركيا حيث تمكنوا من صد هجمات تنظيم داعش بفضل الضربات الجوية للتحالف الدولي.
واشنطن: اكد متحدث باسم "وحدات حماية الشعب" الكردية لوكالة فرانس برس ان الاسلحة والذخائر التي القتها طائرات اميركية قرب مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) ستساعد المقاتلين الاكراد كثيرا في مواجهة "الدولة الاسلامية".
وقال المتحدث ريدور خليل ان "المساعدات العسكرية (...) كانت جيدة واميركا مشكورة على هذا الدعم وستؤثر ايجابا على سير العمليات العسكرية ضد داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) وما زلنا نأمل المزيد"، مؤكدا ان هذا الدعم "سيساعد كثيرا".
والقت طائرات اميركية اسلحة وذخائر ومواد طبية للمقاتلين الاكراد قرب المدينة لمساندتهم بمواجهة الجهاديين المتطرفين الذين يحاولون منذ اكثر من شهر احتلال المدينة السورية الواقعة في محافظة حلب.
واوضحت القيادة الاميركية الوسطى التي تشمل الشرق الاوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم) في بيان ان طائرات شحن عسكرية من طراز "سي-130" نفذت "عدة" عمليات القاء امدادات من الجو، مشيرة الى ان هذه الامدادات قدمتها سلطات اقليم كردستان العراقي وهدفها "اتاحة استمرار التصدي لمحاولات تنظيم الدولة الاسلامية للسيطرة على كوباني".
وقال خليل انه جرى التنسيق بين المقاتلين الاكراد وقوات التحالف الدولي العربي لتسليم الاسلحة في اول عملية من نوعها تعلن عنها قوات التحالف منذ بدء الهجوم على كوباني في 16 ايلول/سبتمبر.
ورفض المتحدث الكشف عن تفاصيل لكنه قال لفرانس برس ان المقاتلين الاكراد يحتاجون الى "الامداد بالاسلحة المتطورة وخاصة الثقيلة (...) في ظل امتلاك داعش لاسلحة نوعية (...) حصل عليها في الموصل وباقي المناطق التي اجتاحها" في سوريا والعراق المجاور.
يذكر ان الاكراد ضاعفوا خلال الاسابيع الماضية مناشدة دول التحالف الدولي تعزيز وسائل مقاتلي وحدات حماية الشعب الذين يعانون نقصا في العديد والعتاد مقارنة بالجهاديين الذين يحاولون السيطرة على ثالث مدينة كردية في سوريا.
وفي ظل هذه التطورات، اعتبر المرصد السوري لحقوق الانسان ان موازين القوى قد تتغير في اي لحظة.
وقبل عملية القاء الاسلحة، كان الرئيس الاميركي باراك اوباما ابلغ نظيره التركي رجب طيب اردوغان خلال عطلة نهاية الاسبوع "عزم" الولايات المتحدة و"اهمية" تقديم الاسلحة، بحسب مسؤول اميركي.
&واضاف ان الدولة الاسلامية "عدو مشترك" لواشنطن وانقرة.
وتتسم العلاقات بين البلدين بالفتور منذ ان رفضت انقرة الالتزام عسكريا في التحالف الدولي.
والاحد رفض اردوغان مجددا الدعوات الموجهة الى بلاده لتسليح المقاتلين الاكراد الذي يدافعون عن كوباني والمنتمين الى "وحدات الدفاع عن الشعب"، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي، واصفا هذا الحزب الكردي الرئيسي في سوريا بانه "منظمة ارهابية".
ولكن تركيا اعلنت انها تسعاد المقاتلين العراقيين الاكراد على عبور الحدود الى كوباني.
وقال وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو الاثنين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي منجي حامد "نساعد مقاتلي +البشمركة الاكراد+ على عبور الحدود للتوجه الى كوباني. ومحادثاتنا مستمرة حول الموضوع"، دون اعطاء تفاصيل اضافية.
واضاف الوزير "لم نشأ ابدا ان تسقط كوباني. لقد قامت تركيا بعدة مبادرات للحؤول دون ذلك".
واعلنت الولايات المتحدة الخميس انها اجرت محادثات مباشرة للمرة الاولى مع حزب الاتحاد الديموقراطي.
على صعيد اخر، اكدت سنتكوم ان التحالف شن "اكثر من 135 غارة جوية" على الجهاديين في كوباني، بينها 11 غارة السبت والاحد وساعدت المقاتلين الاكراد على صد محاولة جديدة قام بها التنظيم المتطرف لقطع اي تواصل جغرافي مع تركيا.
واستهدفت غارات التحالف قرب كوباني 20 من مواقع "الدولة الاسلامية"، وخمس عربات، ومبنيين يسيطر عليهما التنظيم، بحسب القيادة الوسطى، بينما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان هذه الغارات قتلت 15 جهاديا.
لكن سنتكوم حذرت في بيانها من انه "مع ذلك، فان الوضع الامني لا يزال هشا في كوباني حيث يواصل تنظيم الدولة الاسلامية تهديد المدينة".
في المقابل، طالب ائتلاف المعارضة السورية بان تشمل الضربات قوات الرئيس السوري بشار الاسد منتقدا حصرها بالجهاديين.
وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الفرنسي مساء الاحد في الدوحة "يجب الا نكون امام خيار بين ديكتاتورية دموية وارهاب قاتل" في سوريا.
واضاف جان ايف لودريان الذي كان يتحدث امام الجالية الفرنسية في الدوحة "لا يوجد هذا او بالحري ذاك".
ويوجه التحالف الدولي ضربات للجهاديين في العراق كذلك حيث قصفت طائراته مواقعهم قرب بيجي (شمال) حيث اكبر مصفاة للنفط في البلاد، وحول سد الموصل.
ويتوجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى طهران الاثنين، في زيارة هي الاولى منذ توليه مهامه قبل اكثر من شهر، تهدف الى "توحيد الجهود" في المعارك ضد تنظيم "الدولة الاسلامية".
يشار الى ان& ايران حليفة مقربة للحكومة العراقية التي يرأسها سياسي شيعي، بقيت خارج التحالف الدولي.
&الا ان طهران نشرت قوات على حدودها الجنوبية باتجاه اقليم كردستان، بينما تفيد تقارير ان ايران تضطلع بدور رئيسي في تدريب وتوجيه بعض الميليشيات العراقية التي تقاتل الى جانب القوات العراقية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية".
كيري: عدم مساعدة اكراد كوباني أمر "غير مسؤول"
قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين ان عدم مساعدة الاكراد في قتالهم ضد تنظيم الدولة الاسلامية في بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود بين سوريا وتركيا امر "غير مسؤول".
واضاف عقب القاء الطائرات الاميركية اسلحة للاكراد "ان ادارة ظهرنا لمجتمع يقاتل تنظيم الدولة الاسلامية امر غير مسؤول كما انه صعب اخلاقيا".
وقال كيري ان الوضع يرقى الى مستوى "لحظة الازمة"، مؤكدا ان هذه الخطوة لا تعتبر تغييرا في السياسة.
واشار الى ان واشنطن تدرك التحديات التي تواجهها تركيا في ما يتعلق بحزب العمال الكردستاني الذي تحظره انقرة.
وقال كيري "ولكننا كتحالف قمنا بجهد لاضعاف وتدمير تنظيم الدولة الاسلامية الذي يقاتل باعداد كبيرة في هذا المكان المسمى كوباني".
واضاف "هذه لحظة ازمة وطوارئ، ولا نريد ان نرى كوباني تتحول الى مثال فظيع لغياب الارادة في مساعدة من يقاتلون تنظيم الدولة الاسلامية".
وقال كيري ان بلاده تامل في ان "يواصل الاكراد الذين اثبتوا انهم مقاتلون اشداء وبواسل، قتالهم".
التعليقات