بعد جهود مضنية شاركت فيها أطراف عدة، تم الإفراج عن المعتقل الكويتي في&سجن غوانتانامو فوزي العودة، وعاد إلى الكويت الخميس الماضي.


فادية الزعبي من الكويت: يشكل سجن غوانتانامو في جزيرة كوبا، الذي وصل عدد المعتقلين فيه إلى أكثر من 700 معتقل بقي منهم اليوم نحو 148 معتقلًا، نقطة سوداء في صفحة العدل الأميركية.

بأقرب فرصة

يقول الدكتور غانم النجار، رئيس الصندوق العربي لحقوق الإنسان وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، في تصريح لـ "إيلاف" إن غوانتانامو انتهاك للأعراف الدولية وللدستور الأميركي، ومن الضروري إغلاقه بأقرب فرصة.

وكانت منظمة العفو الدولية طالبت في تقريرها في العام 2007 السلطات الأميركية بإغلاق هذا المعتقل على الفور .كما طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في تصريحات لمجلة دير شبيغل الألمانية في العام 2006، الولايات المتحدة بحسم ملف معتقل غوانتانامو وإغلاقه نهائيًا .

وطالب تقرير للجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي، صدر عن 5 مقررين خاصين تابعين للأمم المتحدة، السلطات الأميركية، إما بمحاكمة معتقلي غوانتانامو أو بالإفراج عنهم وإغلاق المعتقل .

صعاب واجهت الإفراج

يشرح النجار جانبًا من الجهود التي أوصلت للإفراج عن فوزي العودة بقوله: "عدد المعتقلين الكويتيين في ذلك السجن الذي أقيم إثر أحداث 11 أيلول (سبتمبر) كان 12 سجينًا، أسفرت الجهود عن الإفراج عن 10 منهم، وبقي اثنان هما فوزي العودة الذي أفرج عنه ووصل الكويت صباح الخميس الماضي، وفايز الكندري الذي ما زالت الجهود متواصلة للإفراج عنه".

يضيف: "جهود الإفراج لم تنحصر بجهات كويتية فقط، بل شاركت فيها& منظمات دولية، ومكاتب محاماة، استخدمت كافة الطرق أمام المنظمات الدولية، وطالبت بمحاكمة المعتقلين محاكمة عسكرية، لكن جهودهم لم تنجح، كما ولم تنجح المفاوضات مع الحكومة الأميركية بمعزل عن الحكومة الكويتية".

طلب من الأمير

النجار معروف بأنه شخصية دولية في مجال حقوق الإنسان، تولى العديد من الملفات الدولية الساخنة منها ملف الصومال والعراق وغيرها. وله مؤلفات ومحاضرات عدة في هذا المجال. وقال لـ"إيلاف" إن المحاولات التي تلت ذلك تركزت على المطالبة بأن يحاكم هذان المعتقلان العودة والكندري بموجب المحاكم الأميركية العادية. لكن هذه المطالبات كانت تصطدم دائمًا بمواقف سياسية أميركية.

وأضاف: "واصلت الحكومة الكويتية التحرك للإفراج عن المعتقلين، وعلى رأس هذه التحركات طلب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح من الرئيس باراك أوباما أثناء لقائه في واشنطن الإفراج عن الأسيرين العودة والكندري".

واستطرد النجار: "كانت هناك مفاوضات أخرى طويلة بين أجهزة كويتية مع جهات أميركية، تركزت على تقديم الكويت ضمانات بعدم تشكيل هذين المعتقلين ضررًا على الولايات المتحدة بعد أن يفرج عنهما. وإخضاعهما لمركز تأهيلي. وتم ذلك. ولكن تعطلت عملية الإفراج".

مجلس المراجعة الدولية

قال النجار لـ"إيلاف" إن التعطيل استمر إلى حين تأسيس مجلس المراجعة الدولية، وهو مجلس مشكل من عدة هيئات أميركية أمنية وسياسية. وتحركت جهات دفاعية في عرض كافة القضايا التي تساعد على إقناع مجلس المراجعة بالإفراج عنهما.

وفي شهر حزيران (يونيو) الماضي، تمت جلسة المراجعة في مجلس المراجعة الدولية لفوزي العودة، وبعدها بأسبوعين تمت مراجعة فايز الكندري.& وفي 25 تموز (يوليو) الماضي، تم اتخاذ قرار بنقل فوزي لخانة المفرج عنهم. أما الكندري فقد كان القرار بشأنه سلبيًا، أي أن المحامي سيعاود تقديم طلب الإفراج عنه لمجلس المراجعة الدولية، ويتّبع ذات الإجراءات، والملف ما زال مفتوحًا على أمل الإفراج عنه.

وذكر النجار أن الجهود التي تم بذلها حتى وصلنا إلى هذه النتيجة أخيرًا كثيرة ومتعددة، وهي ليست جهودًا فردية فحسب بل كانت، وعلى مدى 12 عامًا، متواصلة، تداخل فيها الجهد المحلي بالإقليمي بالدولي، والحكومي بغير الحكومي.

انتهاك العدالة

وأشاد النجار بالجهد الذي بذله خالد العودة، والد المفرج عنه فوزي العودة، الذي استطاع أن يتفهم المتناقضات لتحريك المسألة بأسلوب علمي ومثابرة نادرة. "ولله الحمد كان تجاوب الأجهزة الحكومية في هذه المسألة متسمًا بالمسؤولية، وعلى رأسها الشيخ صباح الأحمد، وكذلك الخارجية، إلى النيابة إلى الداخلية، وكان جهد السفارة الكويتية في واشنطن كبيرًا".

وختم بالقول: "لا جدوى من معتقل غوانتانامو، فهو انتهاك لكافة الأعراف الدولية المعمول بها، ومن الضروري إغلاقه بأقرب فرصة، أو التعامل فيه بموجب المعايير الدولية التي تضمن محاكمة عادلة نزيهة لجميع المعتقلين،& فمكافحة الإرهاب لا يمكن أن تكون بانتهاك العدالة".

وأكد أن الالتزام بضوابط التعامل مع فوزي العودة وتأهيله سيؤثر بشكل كبير على ملف فايز الكندري. مبديًا سعادته بعودة فوزي، مضيفًا: "بالنسبة إليّ كحقوقي، يشكل معتقل غوانتانامو إساءة لحقوق الإنسان، لذلك سيستمر عملي حتى بعد عودة المعتقلين الكويتيين، وسأقدم التوجيهات المناسبة لأي من أهالي المعتقلين، الذين يرغبون بالتواصل معنا".