يزور الملك محمد السادس الصين يوم الخميس بعد دعوة تلقاها من الرئيس الصيني. ويحتل الجانب الاقتصادي حيّزًا مهمًا من الزيارة التي من شأنها أن تفتح آفاقا ومجالات جديدة ومتعدّدة لهذه الشراكة.

الرباط: تنطلق، بعد غد الخميس، الزيارة الرسمية للعاهل المغربي إلى الصين. وتعد هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى الصين منذ اعتلاء العرش في 1999.

علاقات قوية

يعود تاريخ إقامة العلاقات المغربية ـ الصينية إلى أكثر من نصف قرن من الزمن. ويتوقع أن يزيد مستوى هذه العلاقات بعد الزيارة الملكية، التي ينتظر أن تثمر التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية.

وقال محمد خليل، رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، إن الزيارة تهدف بالأساس إلى إقامة شراكة استراتيجية كإطار جديد للتعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن هناك رغبة صينية قوية لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين.

وذكر محمد خليل، في تصريح لـ "إيلاف"، أن الصين ترغب في توقيع اتفاقية للتبادل الحر بينها وبين المغرب.

توقيع اتفاقيات

ويعتبر المغرب الشريك التجاري الأفريقي العاشر للصين، وبكين هي الشريك الرابع للمملكة. ويحتل الجانب الاقتصادي حيزًا مهما في الزيارة الملكية، التي من شأنها أن تفتح آفاقا ومجالات جديدة ومتعددة لهذه الشراكة.

يقول محمد خليل "الزيارة الملكية ستركز بالأساس على الجانب الاقتصادي، إذ سيسعى المغرب إلى العمل على تقليص العجز التجاري المتفاقم مع الصين، بالعمل، من جهة، على تشجيع الصادرات إلى الصين، ومن جهة أخرى، على تشجيع الاستثمارات الصينية في المغرب. وهناك ميادين أخرى كتشجيع السياحة بين البلدين، وإقامة خط جوي مباشر يربط بين المغرب والصين".

وأشار إلى أن هذه الزيارة التاريخية ستعرف توقيع أكثر من 30 اتفاقية ستشمل ميادين شتى، ويتعلق الأمر بالصناعة، والتجارة، والفلاحة والصيد البحري، والسياحة، والتجهيز والنقل"، مبرزا أن "هذا يظهر من خلال تركيبة الوفد المرافق للملك".

وجهة للمستثمرين

ويصل عدد الشركات الصينية في المغرب إلى 20، تنشط في مجال بناء الطرق أو القناطر، إلى جانب شركات كبرى مثل "هواوي" التي تعمل في مجال الاتصالات.

ويرى رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية أن "تقوية العلاقة المغربية الصينية ستجعل من المغرب وجهة للمستثمرين الصينيين الذين سيسعون إلى الإستفادة من علاقات التبادل الحر بين المغرب وأوروبا وعدة دول، كما أن موقع المغرب الجغرافي يخوله أن يكون جسرا بين الصين وعدد من الدول الأفريقية".

وأكد أن "المغرب يسعى إلى رفع صادراته إلى الصين، كما أن المغرب يسعى إلى جلب السياح الصينيين"، وأضاف "الصين واعية بأهمية المغرب الجغرافية وتنظر إليه على أساس أنه بلد مستقر ويعرف نهضة وقد طور ترسانته القانونية والتشريعية، التي تساعد على زرع الطمأنينة في نفوس المستثمرين". وأشار إلى أنّ المغرب سيعمل على تخصيص منطقة صناعية خاصة بالمصانع الصينية.

مبادلات تجارية

وبلغت القيمة المالية للمبادلات التجارية بين البلدين 15 مليار درهم في سنة 2011، بينما كانت 18 مليار درهم، في سنة 2010. وتظهر هذه الأرقام أن الصادرات الصينية&الى المغرب تقلصت بنحو 15 بالمئة، في حين عرفت الصادرات المغربية نحو بكين بعض الارتفاع.

وعرفت سنة 2013 تسجيل 3.36 مليارات دولار من المبادلات بين البلدين، علما أن الصين تحتل الآن المرتبة الثالثة في قائمة الدول التي تستورد منها الرباط حاجياتها.