جنيف: اعتبر المفوض الاعلى للامم المتحدة لحقوق الانسان زيد رعد الحسين الاربعاء ان لا مبالاة الدول الاوروبية حيال المهاجرين الساعين الى عبور المتوسط "تثير الصدمة"، فيما قضى عدد قياسي منهم بلغ 3149 خلال رحلاتهم عام 2014

وصرح رعد الحسين في افتتاح مؤتمر في جنيف حول حماية المهاجرين في البحار ان "قلة الاهتمام التي نشهدها في دول كثيرة، امام معاناة واستغلال هؤلاء الاشخاص اليائسين تثير صدمة عميقة".
وحاول اكثر من 207 الاف مهاجر عبور المتوسط منذ مطلع السنة وهو عدد يفوق بحوالى ثلاثة اضعاف الرقم القياسي السابق الذي سجل عام 2011 حين فر 70 الف مهاجر من بلادهم في خضم الربيع العربي.
&
واضاف المفوض الاعلى "على الدول الثرية الا تتحول الى احياء مغلقة، يغلق سكانها عيونهم لئلا يروا بقع الدماء في شوارعهم".
&
وتشكل اوروبا القبلة الاولى للمهاجرين بحرا مع النزاعات الجارية في جنوب المتوسط في ليبيا وفي شرق &اوروبا في اوكرانيا وفي جنوب شرقها في سوريا والعراق.
&
وينطلق حوالى 80% من المهاجرين من السواحل الليبية متوجهين الى ايطاليا او مالطا.
ومعظم المهاجرين الذين وصلوا الى ايطاليا هذه السنة سوريون (60051) هربا من النزاع الجاري في بلادهم منذ اكثر من ثلاث سنوات ونصف، واريتريون (34561) هربا من القمع الشديد الذي تمارسه السلطة والخدمة العسكرية مدى الحياة والتشغيل القسري بدون اجر وبدوام غير محدود.
&
وانتقدت المفوضية طريقة تعاطي الدول الاوروبية مع مسالة الهجرة منتقدة بعض الحكومات التي تركز جهودها على ابقاء المهاجرين خارج حدودها اكثر منها على احترام حق اللجوء، عندما يكون الكثير من الاطفال والنساء والمسنين في مراكب مكتظة.
وقال انطونيو غوتييريس المفوض الاعلى للاجئين "عندما تخاطر عائلات باكملها بحياتها في البحر اليوم، هذا يعني انها سبق ان خسرت كل شيء وتعتقد انها الطريقة الوحيدة للعيش في امان".
&
واضاف زيد "لو كنا مكانهم، لفعلنا الشيء ذاته على الارجح. ربما يستطيع هذا الادراك لانسانيتنا المشتركة ان يرشدنا الى الخيارات الصحيحة على مستوى معالجة" هذه المسألة.
وانقذت ايطاليا وحدها 15 الف مهاجر حاولوا اجتياز المتوسط في العام الجاري، في اطار عملية "ماري نوستروم" (بحرنا) لكنها قررت وقفها بسبب غياب دعم شركائها الاوروبيين.
&
ووافقت عدة دول اوروبية في نهاية المطاف على المساهمة في عملية جديدة اطلق عليها اسم "تريتون" تديرها هيئة "فرونتيكس" الاوروبية المكلفة مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي وتقتصر على مراقبة الحدود تلك في البحر المتوسط.
بالرغم من نهاية العملية اكد القائد في البحرية الايطالية الاميرال جوزيبي دي جورجي الاربعاء في جنيف عن ملاحقة دوريات للمتاجرين بالبشر. وقال "ينبغي الا يتحول المتوسط الى بحر الموت، ونحن، كبحارة، علينا الا نتخلى عن احد".
&
واكد ضرورة اتخاذ اجراءات "اكثر قسوة" بحق المهربين، معتبرا ان المجتمع الدولي عليه زيادة التزامه تجاه الدول المصدر، عبر مساعدة ليبيا على الاخص في استعادة السيطرة على اراضيها وابقاء وجود بحري كبير بدعم دولي.
وقال غوتييريس "لا يمكنكم استخدام وسائل ردع لمنع شخص من الهروب للنجاة بحياته، بدون زيادة المخاطر"، معتبر ان اللاجئين هؤلاء "لا يبحثون عن الامل" بل "يقومون بالرحلة بسبب الياس".
&
وان بات البحر المتوسط "الطريق الاكثر خطورة في العالم" بحسب المفوضية العليا للاجئين، الا انه ليس الوحيد حيث حاول ما لا يقل عن 348 الف مهاجر في العالم العبور بحرا منذ مطلع كانون الثاني/يناير، في عدد غير مسبوق.
واحصت المفوضية 540 قضوا من اصل 54 الفا حاولوا عبور خليج البنغال في جنوب شرق اسيا، معظمهم قادمين من بنغلادش او بورما ومتوجهين الى تايلاند او ماليزيا.
&
وفي البحر الاحمر وخليج عدن، قضى ما لا يقل عن 242 شخصا فيما ارتفع عدد القتلى والمفقودين الذين تم تعدادهم في الكاريبي الى 71 الفا مطلع كانون الاول/ديسمبر.&
&
&