قالت الولايات المتحدة إن الضربات الجوية الأخيرة للتحالف الدولي ضد "داعش" قد ساهمت في فتح طريق طوله 75 كيلومترًا للوصول إلى جبل سنجار وقطعت خط الامدادات الرئيسي الذي يستخدمه التنظيم.. فيما أعلنت بطريركية الكلدان في العراق والعالم الغاء مراسيم احتفالات اعياد الميلاد تضامنًا مع العوائل المسيحية النازحة وعوائل شهداء القوات الامنية من الجيش والبيشمركة.


لندن: قالت السفارة الأميركية في بغداد إن الضربات الجوية التي نفذها التحالف الدولي مؤخراً قد دعمت عمليات استعادة الاراضي والمناطق من تنظيم "داعش" واسهمت في كسر الحصار المفروض على جبل سنجار.

وأضافت أن طائرات الولايات المتحدة وشركاءها في التحالف قامت بأكثر من 85 غارة جوية في العراق خلال الاسبوع الماضي، حيث دعمت هذه الغارات العملية التي فتحت الطريق البري بطول 75 كيلومتراً للوصول إلى جبل سنجار في محافظة نينوى الشمالية، كما قطعت خط الإمدادات الرئيسي الذي يستخدمه تنظيم "داعش".

وأشارت إلى أنّه نتيجة هذه الغارات فقد تمكنت قوات البيشمركة "الكردية" من إيصال 495 طناً من المواد الغذائية والمأوى والملبس، وكذلك 40 الف لتر من زيت التدفئة للسكان الايزيديين المتواجدين على جبل سنجار وما حوله، وبذلك فإن الآلاف من الايزيديين وغيرهم من النازحين العراقيين والمحاصرين في جبل سنجار منذ أن بدأ حصار "داعش" للمنطقة في آب (أغسطس) الماضي قد تمكنوا أخيرًا من الحصول على موارد الإعاشة التي هم بأشد الحاجة اليها.

وقالت إن الغارات التي تم تنسيقها مع الهجمات التي يشنها طيران الجيش العراقي قد سمحت أيضًا للقوات العراقية بالمناورة وإستعادة حوالي 100 كيلومتر مربع من الأرض قرب سنجار.

وأضافت أنه بمجرد أن يتم التأكد بأن الطريق البري الذي تم فتحه حديثاً إلى جبل سنجار يعتبر آمناً للمدنيين فسيتمكن السكان المتواجدين على جبل سنجار وما حوله من الرحيل إلى سوريا، وإلى مناطق أخرى من العراق كما فعل الآلاف من أقرانهم من الايزيديين وغيرهم من العراقيين في آب الماضي.

وأضافت السفارة أن الضربات الجوية لقوات التحالف لمنطقة ما حول سنجار كانت قد بدأت بأيام قبل العملية، حيث تم تدمير العجلات التي يستخدمها "داعش" والمباني والمعدات وتم قطع خطوط الإمداد والإتصالات للإرهابيين وإجبارهم على الفرار من الأراضي الإستراتيجية، حيث تم تنسيق الضربات الجوية بشكل وثيق مع الشركاء العراقيين في مركز العمليات المشترك في وزارة الدفاع، وكذلك مع قيادة البيشمركة وجرت العملية بكثير من الحذر لضمان عدم تواجد مدنيين في مجال الضربات الجوية المحتملة.

وعلى الصعيد نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن تلقي طلب من العراق لشراء ألف آلية مدرعة عسكرية من طراز هامفي بقيمة 579 مليون دولار. وقالت دائرة التعاون العسكري في البنتاغون الاربعاء إن العراق قدم طلباً إلى الولايات المتحدة للحصول على ألف آلية مدرعة عسكرية واوضحت أن وزارة الخارجية الأميركية قد&وافقت على ابرام الصفقة.

وأشارت إلى أنّ الصفقة تشمل ايضًا ألف مدفع رشاش من طراز M2 وألف قاذف قنابل من طراز Mk حيث ستتولى شركة أ. ام جنرال تنفيذ الصفقة في حال تم توقيعها. وسبق لوزارة الدفاع العراقية أن قدمت طلباً إلى الولايات المتحدة أواخر الشهر الماضي للحصول على 46 ألف قذيفة لدبابات "ابرامز" بقيمة 600 مليون دولار.

وقد أعلن الأكراد السبت الماضي السيطرة على قضاء سنجار غرب الموصل بشكل كامل بعد دخول قوات البشمركة إلى مدينة سنجار نفسها بعد معارك كبدت داعش خسائر فادحة في المعدات والأرواح. ويُعد دخول الأكراد سنجار المدينة وفك الحصار على الجبل ومئات الهاربين إليه من داعش أكبر ضربة يتلقاها التنظيم في الفترة الأخيرة بعد تزايد الخسائر الفادحة في صفوفه.&

وتشكل هذه الخسارة ضربة قاسية للتنظيم المتطرف ذلك أن تحرير سنجار إلى جانب البعد الرمزي الكبير يمثل تحولاً عسكرياً واستراتيجياً خطيراً في الحرب على داعش، حيث تقطع السيطرة على سنجار والمدن المحيطة التواصل وخطوط الإمداد الأساسية التي يعتمد عليها التنظيم للربط بين مناطق سيطرته في العراق وقاعدته الخلفية في سوريا وعزل مقاتلي التنظيم في الموصل والمناطق القريبة.

بطريركية الكلدان في العراق تلغي احتفالات أعياد الميلاد

وقد هنأ رئيس الوزراء حيدر العبادي المسيحيين بمناسبة حلول اعياد ميلاد السيد المسيح عليه السلام ورأس السنة الميلادية وقال انهم ابناء اوفياء واصلاء لهذا الوطن على الرغم مما تعرضوا له من اعتداء وتهجير من قبل العصابات الارهابية المجرمة التي تهدف الى تفكيك النسيج الاجتماعي وضرب التعايش السلمي في ارض الرافدين.

وقال العبادي في برقية تهنئة بالمناسبة أن احتفالات هذا العام تأتي في ظل مواجهة حاسمة مع ارهابيي داعش الذين استهدفوا جميع ابناء الشعب العراقي من مختلف الاديان والقوميات والمذاهب.

وأضاف أن المسيحيين اثبتوا في هذه المواجهة، التي لاتقتصر على العراق وحده، انهم ابناء اوفياء واصلاء لهذا الوطن، على الرغم مما تعرضوا له من اعتداء وتهجير من قبل العصابات الارهابية المجرمة التي تهدف الى تفكيك النسيج الاجتماعي وضرب التعايش السلمي في ارض الرافدين التي قامت حضارتها على التعددية الدينية والتنوع الفكري والثقافي على مر التاريخ".

وقال "اننا في الوقت الذي نؤكد فيه اعتزازنا وحرصنا الشديد على بقاء المسيحيين اخوة وشركاء حقيقيين في بناء العراق، نعاهدهم على بذل اقصى الجهود والامكانيات لتحقيق هذا الهدف وتطهير جميع مدن العراق واعادة النازحين والمهجرين الى ديارهم معززين مكرمين وحماية الحقوق والحريات على وفق الدستو".

وأكد العبادي "ان عصابات داعش الاجرامية اساءت الى الاسلام والمسلمين وشوّهت مبادئ ديننا الحنيف القائم على المحبة والتسامح والرحمة".

وأعلنت بطريركية الكلدان في العراق والعالم الغاء مراسيم احتفالات اعياد الميلاد تضامنًا مع العوائل المسيحية النازحة وعوائل شهداء القوات الامنية من الجيش والبيشمركة.

وقال لويس روفائيل الاول ساكو بطريك الكلدان في العراق والعالم إن البطريركية الكلدانية وابرشياتها في العراق تعتذر عن استقبال المهنيئن بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة. وأشار إلى أنّه نظرًا للظروف الصعبة التي يعيشها البلد وتضامنًا مع العائلات المهجرة وعائلات شهداء الجيش العراقي وقوات البيشمركة حيث ستكتفي الكنائس بإقامة مراسيم العيد.

وأكد ساكو في بيان صحافي اليوم أن "كنائسنا لا تستقبل المهنئين الرسميين وغير الرسميين للظروف الصعبة التي يعيشها البلد وتضامناً مع العائلات المهجرة حيث ستكتفي الكنائس بإقامة مراسيم العيد في الكنائس ورفع الصلوات من اجل انتهاء العنف في البلاد وعودة السلام والاستقرار إليه.

و كان ساكو أشار مؤخرًا إلى أن اللاجئين المسيحيين في العراق مازالوا يعيشون وضعاً مأساوياً ولا توجد أي حلول سريعة لهم. يذكر أن احتلال "داعش" للموصل في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي وتمدده إلى محافظات الانبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك قد أرغم حوالي 150 ألف عائلة مسيحية على& النزوح وترك بيوتها وممتلكاتها والتوجه إلى مدن كردستان وإلى كركوك وبغداد، فيما يشهد العراق يومياً نزوح العشرات من المسيحيين بسبب أحداث العنف التي تشهدها البلاد.

ويحتفل المسيحيون بأعياد الميلاد ابتداء من الخميس المقبل وتستمر الاحتفالات حتى الأول من السنة الجديدة 2015.