كشف مسؤول إيراني معارض في حديث مع "إيلاف" أن عدد عناصر الحرس الثوري المنتشرين في العراق قد وصل حاليًا إلى 7 آلاف عنصر ينتشرون في مناطق عدة من البلاد، مشيرًا إلى أن عناصر أخرى من ميليشيات عراقية مدعومة من إيران يتلقون فيها تدريبات على القتال بإشراف قادة إيرانيين ولبنانيين تابعين لحزب الله.


أسامة مهدي: قال حسين عابديني عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ممثلة في لندن إن عدد عناصر الحرس الثوري لفيلق القدس الإيراني في العراق قد وصل إلى 7000 شخص، حيث تم نشرهم في محافظات بغداد وديالى وصلاح الدين وكل من مدن سامراء وكربلاء والنجف وخانقين والسعدية وجلولاء.

أضاف أنه بحسب المعلومات التي تصلهم من مصادرهم في داخل إيران إن هذه العناصر يرافقها، ويشرف عليها عدد كبير من قادة وخبراء قوات الحرس، يقومون أيضًا بالإشراف على نشاطات الميليشيات العراقية الشيعية في مختلف مناطق العراق. وأوضح أنه منذ أن بدأ رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الحرب على الأنبار في كانون الأول (ديسمبر) عام 2013 فقد شعر النظام الإيراني بالخطر، حيث أخذ تواجد فيلق القدس في العراق أبعادًا جديدة.. كما ذهب عدد من قادة فيلق القدس ممن شاركوا في قمع ثورة الشعب السوري إلى العراق في شباط (فبراير) عام 2014 لتدريب القوات العراقية من خلال تجاربهم التي اكتسبوها في إيران وسوريا، وبشكل مباشر إلى قائد القوة البرية العراقية آنذاك الفريق علي غيدان وقائد الفرقة الذهبية المسماة بالقذرة فاضل برواري.

وأشار إلى أن هؤلاء القادة يتقدمهم الجنرال قاسم سليماني قائد الحرس كانوا أول من أوعز للمالكي بتشكيل قوة مماثلة للبسيج (التعبئة) لقوات الحرس الإيراني، حيث تم فعلًا تشكيل قوات متطوعي الحشد الشعبي من الشيعة.

ضباط إيرانيون ومن حزب الله يدربون الميليشيات الشيعية
وقد تم تنظيم دورات تدريبية لمدة 15 يومًا داخل إيران لقيادات هذه الميليشيات منذ شباط (فبراير) الماضي، كما أرسل فيلق القدس عددًا من المدربين لحزب الله من لبنان إلى العراق بهدف تنظيم وتدريب الميليشيات.&&&

وأوضح عابديني أنه قد تم تزويد هذه الميليشيات بالقنابل والصواريخ عن طريق الجو وبتنسيق مع هادي العامري زعيم منظمة بدر وزير النقل العراقي السابق.. فيما تم أيضًا تشكيل غرفة عمليات مشتركة في الأنبار بقيادة اللواء في الحرس الثوري "إيرج مسجدي" بصفته مستشارًا أعلى لقاسم سليماني، كما يتردد على العراق حاليًا لتلبية احتياجات هذه الميليشيات القائد في الحرس "إسماعيل قاآني أكبر نجاد" نائب قاسم سليماني.

وأوضح أنه بعد انهيار الجيش العراقي في 10 حزيران (يونيو) الماضي وإخراج محافظتي نينوى وصلاح الدين من سيطرته أرسل فيلق القدس منظومته للقيادة إلى العراق بعد ساعات فقط من ذلك، حيث دخل العراق أكثر من ألفي من أفراد الحرس المتمرسين خلال الأيام الأولى، وكانت مهمتهم حفظ حزام بغداد بالدرجة الأولى خوفًا من سقوط العاصمة بغداد، وانتشر قسم آخر منهم في محافظة ديالى، المتاخمة حدودها مع إيران في شمال شرق بغداد. وبالتزامن مع ذلك فقد انتشرت عناصر لسلاح الجو للحرس الإيراني في محافظتي ديالى وصلاح الدين وفي إقليم كردستان بهدف تجميع المعلومات وقيادة طائرات من دون طيار، حيث إن ازدياد عدد عناصر الحرس لا يزال متواصلًا، ويصل حاليًا إلى 7000 شخص.&

وأشار إلى أنه في هذه المرحلة فقد اختار سليماني القيادي العراق المطلوب للقوات الأميركية أبومهدي المهندس ليعمل نائبًا له لشؤون العمليات في العراق وقائدًا للميليشيات في العراق، كما شكل غرفة عملياتية خاصة في بغداد، بهدف التنسيق بين الميليشيات، فيما تولى هادي العامري المسؤولية العسكرية والأمنية في ديالى، موضحًا أن هذين الشخصين كانا من بين 32 ألفا ممن يتقاضون مرتبات من قوات الحرس الإيراني، حيث كشفت المعارضة الإيرانية النقاب عن قائمتهم عام 2006.

وقال إن قاسم سليماني يتواجد حاليًا في المناطق العملياتية للميليشيات لتنظيم قوات الحشد الشعبي للمتطوعين، منوهًا في هذا المجال بتصريح لمستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض في مقابلة مع قناة العراقية الحكومية يوم 22 من الشهر الحالي حين أقر بوجود عدد من المستشارين الإيرانيين ضمن قوات الحشد الشعبي.

العمليات المناهضة للسنة تصاعدت بشكل غير مسبوق
وشدد عابديني على أن هدف قوات الحرس والميليشيات ليس محاربة داعش، بل استغلال الظروف الموجودة وتعزيز سلطتهم على العراق، لذلك فإن عمليات الإبادة والاغتصاب والتهجير الجماعي وسلب أملاك أهل السنة، التي كانت مستمرة منذ عام 2003، أخذت أبعادًا غير مسبوقة خلال الأشهر الأخيرة.

وأشار في هذا المجال إلى تصريح شيخ جعفر مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني في قضاء خانقين في محافظة ديالى، نشره الموقع الرسمي للحزب في الأول من الشهر الحالي قائلًا "تعامل الميليشيات الشيعية يشبه داعش أو حتى أسوأ من داعش. إن لديهم خبرة في القتل والحرق والنهب، حيث عبثوا بمدينة السعدية بنسبة 90 بالمئة، ونهبوا وحرقوا مرافقها جميعًا... وهدفهم هو بسط السلطة ونفوذهم... إنهم لا يستخدمون العلم العراقي كثيرًا، ويرفعون راية تحمل شعار الثورة الإسلامية الإيرانية... إنهم بدأوا بتصفية جميع السنة، ويقتلون الناس أينما وجدوهم... وتفجر هذه القوات منازل الناس بذريعة عملية تفكيك عبوات ناسفة والمتفجرات".

يذكر أن قناة "المنار" الناطقة باسم حزب الله اللبناني الحليف لإيران قالت في تقرير لها في 28 من الشهر الماضي إن قائد "فيلق القدس" الإيراني اللواء قاسم سليماني قاد شخصيًا معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" برفقة خبراء عسكريين إيرانيين ولبنانيين. وأضافت القناة في تقرير عنوانه "بغداد... يوم حطت طائرة سليماني"، أن الجنرال الإيراني الذي نادرًا ما يظهر في العلن وصل إلى بغداد في طائرة خاصة بعد ساعات قليلة من سقوط مدينة الموصل في أيدي تنظيم "داعش" في العاشر من حزيران (يونيو).

وأوضحت أن سليماني كان برفقة "خبراء عسكريين إيرانيين إضافة إلى خبراء لبنانيين". وأشارت إلى أن سليماني وضع مع مسؤولين عراقيين خطة لمواجهة خطر تنظيم "داعش"، تقضي أولًا بتأمين بغداد و"تثبيت" حزامها، خشية أن يعمد مقاتلو التنظيم الذي سيطر إثر هجومه الساحق على مساحات واسعة من شمال العراق إلى التقدم نحو العاصمة.

من جهتها أقرّت طهران بإرسال أسلحة ومستشارين عسكريين إلى العراق لمساعدة القوات الحكومية والمقاتلين الأكراد العراقيين منذ بداية هجوم الدولة الإسلامية في مطلع حزيران (يونيو) الماضي.

وبحسب التفاصيل النادرة عن سيرته فإن سليماني انضم إلى الجيش الإيراني في عام 1980 في بداية الحرب مع العراق، التي أوقعت ما بين مليون و1.5 مليون قتيل من الجانبين على مدى ثمانية أعوام، ثم أرسل إلى الحدود الأفغانية لمكافحة تهريب المخدرات.

وفي عام 1998 عيّن قائدًا لـ"فيلق القدس"، وهي وحدة النخبة المكلفة عمليات سرية في الخارج والتابعة للحرس الثوري الإيراني. واتهمت الولايات المتحدة سليماني في عام 2008 بتدريب الميليشيات الموالية لإيران لمحاربة قوات التحالف الدولي في العراق.

&