ما زال لغز الطائرة الماليزية المفقودة محيرًا، على الرغم من تقدم حققه فريق تحقيق أميركي، وسّع نطاق البحث عن الطائرة إلى المحيط الهندي.


بيروت: قدّم الفريق الأميركي المشارك في البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة فرضية تبدو الأقرب إلى الواقع، وهي أنها تعرضت لتدخل يدوي منهجي بأجهزتها، أدى إلى موت كل من كان في الرحلة 370 ، وإلى عرقلة البحث عنها بشكل متعمد أيضًا، لأنه سمح لها بالتحليق بعيدًا عن خط سيرها من دون أن يلحظها أحد، فتختفي في مكان يصعب فيه العثور عليها.
فرضية أميركية
وحدد مسؤولان أميركيان الخميس الاختراق المعلوماتي بأنه قد تم وقف نظامين للاتصال والبيانات في الطائرة عن العمل يدويًا وبصورة منهجية أثناء الرحلة. وبذلك، ما حدث للطائرة الماليزية لم ينتج من عطل طارئ أدى إلى اختفائها عن شاشات الرادار، ولا لعملية خطف.
فقد أوقف نظام إعداد البيانات في الطائرة يدويًا في الساعة الواحدة و7 دقائق فجر السبت الماضي بتوقيت ماليزيا، ثم تم وقف نظام المستجيب في الواحدة و21 دقيقة، يدويًا أيضًا، لوقف تدفق بيانات موقع الطائرة وارتفاعها.
ووفق هذه الفرضية، ولدت مؤشرات قادت فريق التحقيق الأميركي إلى الاعتقاد بأن الطائرة الماليزية ربما سقطت في المحيط الهندي، بين الهند ومدغشقر، فتم إعطاء الأوامر للمدمرة الأميركية يو أس أس كيد لتبحث هناك.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي الخميس قوله إن المدمرة الأميركية تعبر مضيق ملقة، في طريقها الى المحيط الهندي، في اشارة إلى إحدى مدمرتين تشاركان في عمليات البحث، إلى جانب يو أس أس بينكني. وكانت المدمرتان حتى الان في خليج تايلاند. وهذا ما اكده المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني، الذي قال: quot;استنادًا الى معلومات جديدة، قد لا تكون حاسمة، اتسعت منطقة البحث لتشمل المحيط الهنديquot;.
أمر مستبعد
مع التوسع نحو المحيط الهندي، المحيط الثالث في العالم من حيث المساحة والذي يبلغ معدل عمقه 3900 متر فان منطقة البحث باتت هائلة. وقال الكومندان وليام ماركس، من الاسطول الاميركي السابع: quot;الأمر أشبه بالانتقال من طاولة شطرنج إلى ملعب كرة قدمquot;.
وصرح مسؤول عن العمليات لوكالة الصحافة الفرنسية أن الحكومة الماليزية اطلعت على معلومات البيت الابيض ووسائل الاعلام الاميركية، وتقوم بتحليلها من دون إعطاء تفاصيل أخرى.
وإذا واصلت الطائرة التحليق لمدة أربع ساعات، كما يفترض الأميركيون، فإنها ستكون اجتازت 2200 ميل إضافي، وبلغت المحيط الهندي أو باكستان أو حتى بحر العرب. إلا أن غيري سوجاتمان، المحلل في قطاع الملاحة البحرية، يشكك في أن تحلق الطائرة فوق المحيط الهندي كل هذه الفترة الطويلة من دون أن تظهر على شاشات الرادار، نظرًا إلى عدد الرادارات العسكرية التي تنشرها ماليزيا والهند وتايلاند واندونيسيا في هذه المنطقة.
قال سوجاتمان: quot;إذا كان ذلك صحيحًا، فكم عسكريا سيتم فصله من عمله؟quot;.
واستبعد سوجاتمان التوقيف اليدوي لأجهزة الطائرة بفارق زمني، وقال: quot;هناك حالات حرائق داخل قمرة القيادة توقفت فيها الاجهزة الواحد بعد الاخر، ووجود فارق زمني ليس معناه أن الأمر كان طوعيًاquot;.
انتحار الطيار وفرضيات أخرى
الأميركيون متمسكون بفرضيتهم، إذ قال مسؤول في الإدارة الأميركية إن الطائرة بقيت تبث أزيزًا بعد اختفائها عن رادار مطار كوالالمبور، ويصدر هذا الأزيز مرة كل ساعة عن نظام الاتصالات في كل طائرة من نوع بوينغ 777، يسمونه نظام إدارة سلامة الطائرة، صدرت عنه 4 موجات أزيز، ما يؤكد تحليق الطائرة 5 ساعات بعد اختفائها عن الرادار.
وهذا ما قاد البحث إلى المحيط الهندي، وإلى قرار الهند بالمشاركة في البحث، ونشر ثلاث بوارج وثلاث طائرات في منطقتي جزر أندامان ونيكوبار.
وكانت التقارير نقلت عن جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية، قوله الثلاثاء الماضي، إنه إذا تم العثور على حطام الطائرة في المحيط الهندي فعندها يتوقع أن يكون الطيار زهاري أحمد شاع، أو ربما مساعده فريق عبدالحميد، قد انتحر، فهما القادران فقط على إقفال قمرة القيادة من الداخل، بعد السيطرة على الآخر، ثم تحطيم الطائرة بعيدًا عن عيون الرادارت.
أما إذا لم تجد فرق البحث اثرًا للطائرة في المحيط الهندي، فربما يعود الجميع إلى البحث في فرضيات اخرى، أغربها فرضية ارتطام كويكب، كان هابطًا على الأرض بسرعة هائلة، بالطائرة وتحويلها إلى غبار. ومن الفرضيات الأخرى ما قيل إن روسيا خطفتها لخطف الأضواء عن أزمة أوكرانيا، وما قيل عن هبوطها في كوريا الشمالية.