يحمل السوريون في أذهانهم صورة سيئة ومقيتة عن هلال ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد الذي قتل مؤخراً، وكان يعمل قائداً (للدفاع الوطني) في اللاذقية.


قتل قائد quot;الدفاع الوطنيquot; في rlm;اللاذقية هلال الأسد خلال اشتباكات دارت في مدينة كسب بريف اللاذقية.
أفاد ناشطون سوريون أن شخصاً آخر من عائلة الأسد يدعى ضياء الأسد قتل أيضًا إلا أنه لم تقم وسائل الاعلام السورية باعلان خبر مقتله، كما لم ترد معلومات عن كيفية مقتله أو المكان، ولكن قالت مصادر لـquot;ايلافquot; أنه قتل مع هلال الأسد .
ويعرف عن ضياء الملقب بأبو الحارث وحشيته وتعذيبه للمعتقلين، بحسب ما ورد من فيديوهات مسربة .
وقال العميد عبد الاله البشير، رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر في تصريح لـquot;ايلافquot; أن لمقتل هلال الأسد أهمية كبرى في دعم المعارضة خلال حربها ضد الأسد.
وأشار إلى أن quot;مقتل هلال الأسد مكسب للسوريين حيث هيمن طويلاً على اللاذقية وعلى رقاب الناس، ولم يتمكن أحد من ردعه إلا أن قضى أمسquot;.
عمار الأسد عضو مجلس الشعب، قال في اتصال هاتفي مع التلفزيون السوري: quot;أبارك لنفسي وللعائلة وللشعب السوري خبر استشهاد البطل هلال الاسدquot;، وناشد quot;جميع الاخوة الهدوء لأننا في معركة مع الارهابيين ولدينا الكثير ممن هم جاهزون للشهادة من أجل الوطن، جيشنا وقوات الدفاع الوطني يقود أضخم المعارك ضد هؤلاء الارهابيينquot;.
هذا وأكدت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، إن quot;rlm;قائد الدفاع الوطني في rlm;اللاذقية هلال الأسد قتل خلال اشتباكات كسبquot;.
من جانبه، قال quot;جيش الإسلامquot; التابع لـquot;الجبهة الإسلاميةquot; في بيان نشره على موقعه الالكتروني، إنه quot;كانت قد وصلت أنباء عن وجود اجتماع لقيادات الدفاع الوطني في مقر كائن في ساحة 8 آذار إلى جانب مقر قيادة الشرطة في اللاذقيةquot;.
وأكد البيان أن quot;الاجتماع كان في الساعة السادسة مساء، وتم إطلاق أول صاروخ غراد في تمام الساعة السابعة والربع، وتم إطلاق الثاني بعد ذلك بخمس دقائقquot;.
وكانت معلومات متطابقة من مصادر عدة، أفادت في وقت سابق من الأحد، أن قذيفة سقطت بالقرب من مبنى قيادة الشرطة في اللاذقية، كما سقطت أخرى في ساحة الشيخ ضاهر، في حين أفادت قناة quot;الإخباريةquot; عن سقوط قذيفة في محيط شارع البريد والعقارية والأنباء الأولية تحدثت عن سقوط جرحى.
ولأغلب عائلة الأسد في الساحل السوري بشكل عام صيت سيئ قبل الاحداث وبعدها في التشبيح والقتل والخطف وتجارة السلاح والممنوعات والتهريب، ولكن لهلال الأسد سيرة ذاتية خاصة حيث اشتهر في سوريا كلها عامة واللاذقية خاصة، بأعماله التشبيحية المبالغ بوحشيتها، حيث يعمل تحت إمرته أكثر الشبيحة شراسة في الساحل السوري، ولطالما اعتبر ذلك وقوفًا مع عائلة الأسد من اجل بقائها في الحكم .
شغل هلال الاسد سابقًا مدير مؤسسة الإسكان العسكري، فيما ترأس بعدها ما يسمى quot;الدفاع الوطنيquot; في اللاذقية، والذي يعتبر قوات رديفة للجيش النظامي في قتاله ضد المعارضة.
وهلال الأسد هو ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، وكان رئيس الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة سابقاً، حسب توصيف النظام السوري له.
الهيئة العامة للثورة السورية نشرت أن هلال الاسد هو من أطلق النار على الطفلة علا جبلاوي، ابنة السنتين في حضن والدها، وهز استشهادها المدينة، ولاتزال مشاهد إصابتها بطلق ناري في عينها تملأ الشاشات، وصورها معلقة في المنازل.
و أطلق عليه شبيحته، ألقابًا كثيرة منهاquot; الرئيسquot; و quot;رئيس الدولة العلويةquot;، وهذا الاسم راج كثيراً، وصار يتردد على لسان الموالين للنظام، بإيعاز من ابنه سليمان هلال الأسد، وهو أيضاً شبيح يفوق والده اجراماً، بحسب أهالي اللاذقية.
واستذكرت صفحة الهيئة العامة للثورة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي، quot;أنه في شتاء عام 1991، وأمام فندق (الريفيرا) في مدينة اللاذقية، وقف ثلاثة شبان، إلى جانب دراجة نارية كبيرة، كانت تعرف باسم quot;البطحquot;، كان واضحاً عليهم حالة السكر، ركب أحدهم الدراجة، ورفع عجلتها الأمامية، وانطلق بسرعة جنونية، غير آبه بكل السيارات والمشاة من حوله.. قال الاثنان المتبقيان لزميلهما الذي ركب الدراجة: quot;روح الله يحميك يا حبيبquot;، وأجابه الثاني مشككاً بقدرة الله عليه: quot;ليش.... بيقدر عليه؟quot;.!
سائق الدراجة هو هلال الأسد، والاثنان من شبيحته، وكانوا جميعاً يعملون بتهريب الدخان والمخدرات، وعرف عنهم ولعهم باقتناء أحدث السيارات والدراجاتquot;.
وأوضح المكتب الاعلامي للهيئة أن quot;أغلب شباب آل الأسد وأقرباءهم يقودون عصابات التهريب، وتجارة الممنوعات، ومنهم هلال سليمان الأسد، أحد أقارب بشار..لا يمكنه النطق بشكل جيد، ..من مواليد عام 1970، عرف عنه هوسه بالأسلحة والسيارات، وكان يضع رشاشاً وقنابل ومسدسات في سيارته، منذ كان في الخامسة عشرة من عمره ويرافقه خلال جولاته الاستعراضية في المدينة، عدد كبير من الشبيحة، يركبون السيارات الفارهة المكشوفة، والدراجات quot;البطحquot;، يرتكبون أقذر الأعمال بحق الناس، كالخطف والاغتصاب، والسرقة العلنية في وضح النهار، يحفظ أبناء المدينة الكثير منهاquot;..
وأورد المكتب الاعلامي للهيئة شهادة أحد المواطنين السوريين quot;أجبر هذا المجرم ابنة أخي، طالبة في الثالث الثانوي، على ركوب سيارته، عند خروجها من باب مدرسة الكرامة، ليعيدها إلى أهلها بعد أسبوع، وقد اختلت عقلياًquot;، عمّ الفتاة، روى هذا، ولم يستطع إخفاء دموعه، رغم مرور أكثر من عشرين عاماً على الحادثة، وأضاف quot;كانت في أول عمرها، متفتحة كزهرة، قضى عليها، ولا شيء ينسينا ذلكquot;.
بنصيحة من باسل الأسد حينها، أصدر الأسد الأب مرسوم الاستثمار الرقم 10 في مطلع تسعينيات القرن الماضي، لقوننة أعمال التشبيح، فوظف الشبيحة أموالهم الطائلة في تجارة السيارات عبر الوكالات الحصرية، وإقامة معامل العلكة والمناديل الورقية والمنظفات.
وتولى هلال إدارة مؤسسة الإسكان العسكرية في مدينة اللاذقية، وهي أكبر مؤسسات الدولة ميزانية، ومعروف بأن قيادتها محصورة بالمقربين من آل الأسد، ولاتزال قصة مديرها العام في ثمانينات القرن الماضي خليل بهلول، وسرقته للمليارات، بالتعاون مع رفعت الأسد، ماثلة في ذاكرة السوريين.
ووظف هلال الأسد شباب طائفته وبناتها في الشركة، وسرّح ما عداهم، أوقف كل المشاريع، وquot;حوّل ميزانياتها لحسابه في البنوك الأوروبية، حتى فقدنا القدرة على دفع الرواتبquot;، كما سرب أحد محاسبي الشركة، لصفحات الثورة السورية، والذي اختفى عقب ذلك.
ومع بداية الثورة عام 2011، تمت تسميته دون مقدمات عقيداً في الجيش، تولى قيادة الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة، ومن ثم تم تكليفه بتشكيل جيش الدفاع الوطني quot;الشبيحةquot;، ليمارس القتل والخطف، والاعتقال على هواه، دون أية ضوابط، حيث اتخذ من المدينة الرياضية معتقلاً، يمارس فيه أكثر أنواع التعذيب عنفاً، بحق المعارضين والمتظاهرين، بحسب الهيئة العامة للثورة.
كلف بالقضاء على ثورة اللاذقية، وتحت هذا المسمى، quot;أذل الناس، واغتصب النساء واعتقل الشباب، واقتحم البيوت، وسرق ما فيها، وأحرق الكثير منهاquot;، بحسب إفادة أحد الفارين من قبضته، من سكان الرمل الجنوبي.
هذا وبدأت الاشتباكات في كسب منذ يوم السبت الماضي، وذلك بعد أن شنت المعارضة السورية هجومًا عليها، استطاعوا إثره السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة ومعبرها مع تركيا، والذي يعد الأخير الذي كان يخضع لسيطرة القوات النظامية.