اتهمت منظمة حقوقية تمثل جنودًا أميركيين سابقين ومواطنين عراقيين الولايات المتحدة بالمسؤولية عن quot;تسميم العراق بيئيًاquot; خلال الحرب، وطالبت واشنطن بتعويض ضحايا هذا التسميم.


لندن:تقول منظمة quot;الحق في الشفاءquot; إن آلاف المدنيين العراقيين وجنودًا أميركيين أيضًا ما زالوا يعانون آثار ما يُسمى quot;حُفرات الحرقquot; التي كانت تُستخدم للتخلص من النفايات العسكرية في العراق، وان العراقيين يتعرضون لمشاكل صحية كل يوم بسبب هذه الاثار. وكان الكونغرس منع quot;حفرات الحرقquot; كطريقة للتخلص من النفايات منذ اربع سنوات.
وعُقدت جلسة استماع في مجلس النواب الأميركي يوم الأربعاء تحدث فيها شهود من منظمة quot;الحق في الشفاءquot;. واعترف عضو المجلس عن الحزب الديمقراطي جيم ماكديرمونت بأن quot;الوضع أسوأ اليوم ألف مرةquot;.
وبعد ساعات على جلسة الاستماع في الكونغرس، عقدت منظمة quot;الحق في الشفاءquot; جلسة quot;شعبيةquot; استمعت خلالها إلى شهادة الباحث في معهد ماسيشوسيتس للتكنولوجيا جون تيرمان، الذي قال إن المسؤولين الأميركيين بتقليلهم من شأن الآثار الصحية للحرب quot;خانوا الأمانة التي أودعناها اياهم متمثلة في محاسبتهم امامنا حتى في أشد أوقات الحرب قسوةquot;.
وتحدث شهود آخرون عن مدنيين عراقيين وجنود اميركيين ماتوا بالسرطان من جراء وجودهم قرب محارق النفايات العسكرية.
وتطالب منظمة quot;الحق بالشفاءquot; حكومة الولايات المتحدة بتنفيذ عملية تنظيف واسعة في العراق وتعويض العراقيين الذين كانوا يعيشون قرب هذه المحارق السامة، مستنشقين الأبخرة المنبعثة من حرق الأصباغ والمنتجات البلاستيكية والعلب المعدنية والاطارات المطاطية والأعتدة والمواد الكيمياوية.
واعترف معهد الطب عضو اتحاد الأكاديميات الوطنية الأميركية بأن خمس مواد كيميائية أو اكثر عُثر عليها في محرقة القاعدة الأميركية في مدينة بلد شمالي بغداد تسبب السرطان وفقر الدم ومشاكل في الكبد والكلية والقلب والجهاز التنفسي. كما يمكن أن تصيب هذه المواد الدماغ والجهاز التناسلي بالتلف.
وكان فريقان من الخبراء أُرسلا إلى العراق، واحد إلى مدينة البصرة في الجنوب وآخر إلى مدينة الفلوجة غربي بغداد، لدراسة آثار التلوث الناجم عن الأسلحة الأميركية خلال احتلال العراق. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن العالمة الأميركية المختصة بدراسة السموم موجقان سوابي اصفهان، أن الدراسة وجدت معدلات الإصابة بتشوهات خلقية ومشاكل القلب وأمراض سرطانية مختلفة أعلى في هاتين المدينتين منهما في مناطق العراق الأخرى.
وحذر خبراء من أن العواصف الترابية القوية التي تهب على العراق تحمل معها مواد سامة أُطلقت خلال الحرب.
وقالت القانونية في مركز الحقوق الدستورية باميلا سبيس، إن التوصل إلى إجابات بشأن ما أصاب العراقيون من صدمات وأمراض ومآسٍ سيكون نافعًا في فهم ما يحدث لجنود أميركيين أُرسلوا للقتال في العراق.