ممارسات الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في مدينة الرقة السورية تجاوزت كل حدّ. لذلك تنتفض المدينة على العصابات المتشددة وتسعى لطردهم بكل السبل.


لميس فرحات من بيروت: في مدينة الرقة شمال سوريا، يدعو النشطاء للإضراب على مستوى المدينة احتجاجاً على الضرائب التي تفرضها الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

ويقول هؤلاء النشطاء أن "داعش" لا تريد الديمقراطية والعدالة بل تهدف إلى قمع واستعباد الناس، وهذا هو سبب قيام الثورة في الأساس.

ضرائب للحماية

تطالب جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، بدفع ضرائب مقابل الكهرباء والماء وتنظيف الشوارع والحماية، الأمر الذي يثير غضب السكان واصحاب المتاجر.

لكن على الرغم من استنكارهم لفرض "ضريبة الحماية"، يخشى التجار الالتزام بالدعوات للإضراب خوفاً من انتقام داعش من هذا التحدي.

الإضراب

هذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها نشطاء المعارضة إلى إضراب في الرقة. قبل ثلاث سنوات، عمل أصحاب الأعمال على إغلاق متاجرهم احتجاجاً ضد حكومة الرئيس بشار الأسد خلال الأشهر الأولى من الانتفاضة السورية.

لكن الاحتجاج هذه المرة ضد داعش التي يعتبر السكان أنها استولت على المدينة ولا بد من تحرير الناس من أيديها.

"الأمر وكأننا عدنا إلى بداية الثورة، داعش تحتل المدينة تماماً كما كان يفعل النظام. سنقاتل كل من يقف في طريق حريتنا"، قال أبو إبراهيم أحد النشطاء في الرقة.

معقل للتنظيم

الإضراب جزء من حملة "الرقة تُذبح بصمت" التي انطلقت في منتصف ابريل/نيسان للفت الانتباه إلى سلوكيات داعش التي تهدف إلى خلق معقل لها في سوريا عن طريق قمع واستغلال السكان.

ويقول النشطاء إن الحملة تسعى إلى إعادة الرقة لحركة المعارضة الأوسع التي انتفضت ضد حكومة الأسد، وتخليصها من براثن الإسلاميين المتشددين.

قمعها الأسد ثم داعش

وتدعو الحملة عبر فايسبوك إلى احتجاجات وجيزة وإضرابات شبيهة بالمسار الذي اتخذه نشطاء المعارضة عندما بدأت الانتفاضة السورية في آذار/مارس 2011.

لكن تماماً كما حكومة الأسد، أظهرت داعش عدم تسامح مخيف مع المعارضة، إذ يقول النشطاء أنهم يخضعون لحملات تهديد وترهيب.

إعدامات وصلب

الاسبوع الماضي في ساحة المدينة، أعدمت داعش سبعة أشخاص متهمين بزرع القنابل، وصلبت اثنين منهم وتركت جثثهما معلقة لمدة ثلاثة أيام.

"شعرنا وكأن الصلب كان تهديداً مباشراً لنا"، قال أبو إبراهيم الذي يصر على ان الذين أعدموا كانوا ابرياء من كل التهم التي وجهت إليهم.

ترويع النشطاء

وفي محاولة منها لتحذير النشطاء بعدم تحديها، أوكلت داعش عدداً من علمائها الدينيين بالحديث في خطب صلاة الجمعة عن النشطاء ووصفهم بـ "المرتدين الذين يريدون العلمانية"، وهددت بقتلهم.

ويوم الجمعة، عندما كان النشطاء يدعون للإضراب، نظمت الجماعة المتشددة مسيرة لقافلة عسكرية تتألف من عشرات الشاحنات المزودة بالرشاشات، وتجولت في جميع أنحاء المدينة في تهديد واضح للتجار الذين ينوون إقفال متاجرهم.

من جهته، قال سرمد جيلاني، أحد النشطاء في المدينة: "هؤلاء لم يأتوا الى هنا بحثاً عن الدين أو الثورة أو لنصرة الشعب المظلوم. بعد أن سيطروا على المدينة، لم نشهد سوى القهر والاستعباد، وهذا ما ثرنا ضده في البداية".

كر وفر

حتى الآن، نظمت الحملة ثلاثة احتجاجات وجيزة، بما في ذلك واحدة تتكون من 10 رجال استمرت خمس دقائق قبل وصول مقاتلي داعش الذين أرغموهم على الفرار.

وعقدت حلقتا احتجاج نسائية في المدينة أيضاً مطالبة بإطلاق سراح أزواجهن وأبنائهن المعتقلين لدى الاسلاميين.
ويقدر النشطاء أن داعش تحتجز أكثر 1,200 من الرجال والنساء.