انطلقت في بغداد اليوم دعوات لجلسة برلمانية طارئة لبحث تواصل العمليات العسكرية في الفلوجة بالترافق مع تحذيرات من تكرار السيناريو السوري في العراق.. بينما حوّلت قوى سياسية مقراتها لاغاثة المواطنين وسط تقديرات بمقتل 4 آلاف شخص هناك منذ بداية العام الحالي.


لندن: قال ائتلاف "متحدون للاصلاح"، بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، "في هذا اليوم المترع بالحزن على أهلنا في الفلوجة وعلى جنودنا الذين زجوا في حرب لا مسوغ لها نؤكد للذين في قلوبهم مرض بأننا ضد الإرهاب بل ندعو إلى تحشيد كل الجهد الوطني من اجل القضاء عليه، ونؤكد لهم أيضاً بأننا لن نكون الا مع شعبنا الا مع المظلوم الذي يعاني من بطش الإرهاب وبطش القطعات العسكرية وقصفها العشوائي الذي لا يفرق بين بيت آمن وبين ملجأ عسكري".

وأضاف أنّ ما يجري اليوم في مدينة الفلوجة وضواحيها من قصف عشوائي ودمار وقتل واستهداف للمدنيين الأبرياء، بل وصل الامر إلى استهداف للعائلات الهاربة من نار الحرب، وإلى استخدام أسلحة غير تقليدية كالبراميل المتفجرة التي تذكر بقصف النظام السوري لمناطق واسعة في سوريا كل ذلك يشير إلى الحقائق الآتية:

١: الفشل التام للجهد الحكومي وعجز المسؤولين عن إدارة ملف أزمة.
٢: الانفراد في مواجهة أزمة تتطلب جهدًا وطنيًا مشتركًا ما أدى إلى الإخفاق والفشل.
٣: غياب الحلول السياسية واللجوء إلى الحل العسكري يدل على استهانة بالدم العراقي سواء من أبناء قواتنا المسلحة أو مواطنينا الواقعين بين نار الإرهاب ونار الجيش.
٤: عدم التفريق بين المواطن البريء والإرهابي الذي ينبغي أن يلاحق.
٥: غياب الرؤية الوطنية في التعامل مع الأزمات أوقع البلد بأسره في دوامة من العجز وعدم الثقة بإجراءات الحكومة.

وشدد الائتلاف على ضرورة لتغليب منهج العقل والابتعاد عن الحلول العسكرية القاصرة عن فهم ما يجري على الارض.. وقال: "كنا نتوقع أن نهاية الانتخابات وتجربتها بكل ما تحمله من معانٍ ستكون مساعدة في التوصل إلى حلول تحقن دماء المواطنين والقوات المسلحة وتوحد جهدهم في مواجهة الإرهاب لكن الامر تطور بشكل غير مدروس أو معالج تحت الخيمة الوطنية تطور إلى مزيد من الدم عبر إجراءات عسكرية ضحيتها الاولى المواطن البريء والجندي المغلوب على أمره والعراق الجريح".

واوضح ائتلاف متحدون أنه يواصل اجراء اتصالات كثيرة مع الأطراف السياسية والمعنية بأزمة الأنبار من اجل الوصول إلى رؤية موحدة لحل جذري شامل يحيط بجوانب الأزمة ويطفىء شرارتها الملتهبة وتشهد تطوراً كي لا يندفع البلد باتجاه السيناريو السوري "الذي نحذر منه ومن تداعياته الكارثية".

وحمل الائتلاف الحكومة المسؤولية المباشرة عن حماية المواطنين جميعاً.. وقال "الا أن الأساليب المستخدمة في محافظة الأنبار وفي مدينة الفلوجة تحديدًا لا تترك خيارات امام المواطنين، بل أنها تعمل على إدامة موجات النزوح موجة بعد اخرى أو دفع ابنائها إلى أتون حرب لا منتصر فيها والخسارة فيها للجميع".

وأكد أن الحرب على الإرهاب لا تتم بالطرق التقليدية وانما تتطلب عزل الإرهابيين وكسب الأطراف الاخرى لإنجاح المعركة والمحافظة على اللحمة الوطنية. وقال الائتلاف إن أهل الفلوجة يشيرون في استنجادهم إلى مشاركة ميليشيات تقاتل إلى جانب بعض القطعات العسكرية، فإذا ما صح الامر فإنه بداية لفتنة ليس من السهل التنبؤ بنتائجها.

وأشار إلى أنّه يجري اتصالات مع الأطراف السياسية لعقد جلسة طارئة لمجلس النواب لمناقشة الأزمة وامتداداتها من اجل تطويق تداعياتها السلبية.. ودعا منظمات الامم المتحدة ووزارة الهجرة والمهجرين والهلال الأحمر وكل المنظمات الانسانية إلى تقديم إغاثة عاجلة لأهل الفلوجة مطالباً القوات المسلحة بفتح ممرات آمنة لإيصال هذه المساعدات.

تواصل معارك الفلوجة وترجيحات بمقتل 4 آلاف شخص

وفيما تتواصل المعارك في مدينة الفلوجة لليوم الرابع حيث يهاجم حوالي 18 الفًا من عناصر القوات العراقية المسلحين بداخلها من ثلاثة محاور، فقد اعلن مستشفى الفلوجة أنه استقبل امس ثلاثة عشر قتيلاً واثنين وثلاثين جريحًا غالبيتهم نساء واطفال جراء القصف العشوائي الذي تتعرض له المدينة.

وقد اعلنت قيادة العمليات المشتركة عن مقتل واصابة 60 مسلحًا من تنظيم داعش في الفلوجة، وقال مصدر إن قوات فرقة التدخل السريع الاولى تمكنت من قتل 5 واصابة 10 مسلحين من داعش قرب جسر الموظفين والصقلاوية وتدمير منزل يأوي ارهابيين خلف معرض الفلوجة.

وأضاف أنّ قوات قيادة الفرقة الثامنة تمكنت ضمن المحور الاول في منطقة الصبيحات والفلاحات من قتل 35 ارهابيًا من داعش، وايضًا قتل 3 قناصين وحرق 3 عجلات وتفكيك 3 عبوات ناسفة.. اما في& المحور الثاني ، منطقة عامرية الفلوجة فتمكنت قوات القيادة ذاتها من تدمير 5 اوكار للارهابيين وقتل 7 ارهابيين وتدمير قناصتين ورشاشتين احادية وحرق عجلة حمل.

وأعلن مصدر عسكري أن العمليات العسكرية حققت نجاحًا كبيرًا في مدينة الرمادي بعد تطهير أغلب مناطقها من تنظيم داعش ، مؤكدًا توسع تلك العمليات في الفلوجة لاقتحامها واعادة الأمن والإستقرار فيها.
ومن جهتهم، أكد ناشطون مدنيون أن 10 مساجد في مدينة الفلوجة تعرضت& خلال الساعات الماضية إلى القصف الجوي وقذائف المدفعية والهاونات مما تسبب بهدم عدد منها وتضرر عدد آخر، ومن هذه المساجد وهي : الخلفاء وسط المدينة والحضرة المحمدية في مركز المدينة والمهاجرين في حي الضباط وسط المدينة

والحسين في الحي العسكري شرق الفلوجة والصديق في السوق القديم غربها والتوفيق في حي الشرطة شمالها وجامع ابى ايوب الانصاري وجامع المعاضيدي في حي الجولان غرب المدينة والفردوس في حي الشهداء جنوبها والشمري في حي الشهداء ايضًا. وأشار الناشطون إلى أنّ هذه المساجد كانت خالية من أية مظاهر مسلحة قبل استهدافها.&

كما سقطت قذيفتا هاون على احد المدارس في منطقة النساف الحلابسة غرب الفلوجة التي تسكنها عوائل نازحة تسببت بوقوع 7 اشخاص بين قتيل وجريح، بحسب مصدر من داخل المنطقة.

وحول نتائج العمليات العسكرية في محافظة الانبار الغربية، فقد رجحت مصادر أميركية شهيرة مقتل اربعة آلاف شخص ثلثهم من الأطفال في مدينة الفلوجة منذ بداية المعركة فيها، ما ادى الى أزمة إنسانية كبيرة.

وقالت مجلة نيوزويك في تقرير لمراسلتها الحربية جينين جيوفاني إن "عدد القتلى منذ بداية معارك الفلوجة حين شنت القوات العراقية هجوماً على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في الثاني من كانون الثاني (يناير) الماضي يقدر بنحو أربعة آلاف شخص أي بمعدل ألف شهرياً. وأضافت أن "باحثين مطلعين على الأوضاع هناك يؤكدون أن ما يتراوح بين 20 إلى 30 بالمئة من أولئك القتلى هم أطفال.

ونقلت المجلة عن مندوبة منظمة هيومن رايتس ووتش في بغداد ايرين ايفيرس إن "الاقتتال في الفلوجة قاد إلى أزمة إنسانية كبيرة"، مشيرة إلى أنّ المنظمة ذكرت في تقريرها أن المجاميع المسلحة المتمثلة بمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، قد شنت هجمات شنيعة على المدنيين ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، وأن القوات الحكومية ترد في الوقت نفسه&على تلك الهجمات بقوة مفرطة ينجم عنها خسائر بين المدنيين.

وأشارت ايفيرس إلى أن هناك "تعتيماً إعلامياً عمّا يجري في الأنبار، وأن المستشفيات بالمحافظة تعد المصدر الرئيس للمعلومات"، مؤكدة أن "الكثير من الأهالي يرفضون الذهاب للعلاج في تلك المستشفيات خشية اعتقالهم لأنها تدار من قبل الجيش الحكومي".