حددت المفوضية العليا للانتخابات الليبية يوم 25 يونيو (حزيران) المقبل موعدا لانتخاب مجلس النواب. ونأت واشنطن بنفسها عن تأييد اللواء خليفة حفتر، بينما أعلن رئيس الوزراء السابق علي زيدان دعمه له.
نصر المجالي: يأتي تحديد موعد الانتخابات وسط أزمة هي الأسوأ من نوعها في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في أغسطس (آب) من عام 2011، حيث أعلن اللواء خليفة حفتر إطلاق حملة عسكرية ضد من يصفهم بالإرهابيين والتكفيريين، في إشارة إلى مجموعات إسلامية مسلحة، بعضها يتحالف مع الحكومة المؤقتة في طرابلس.
وتتهم القوات الموالية لحفتر المؤتمر الوطني بدعم جماعات "إرهابية"، بينما يرد أعضاء في المؤتمر ومسؤولون في الحكومة باتهام قوات حفتر بالانقلاب على الثورة التي أطاحت بنظام القذافي.
وتتهم القوات الموالية لحفتر المؤتمر الوطني بدعم جماعات "إرهابية"، بينما يرد أعضاء في المؤتمر ومسؤولون في الحكومة باتهام قوات حفتر بالانقلاب على الثورة التي أطاحت بنظام القذافي.
لجنة الستين
وكانت القوات الموالية للواء حفتر اقتحمت الأحد مقر المؤتمر الوطني قبل أن تعلن تجميد عمله ونقل سلطاته إلى لجنة صياغة الدستور (لجنة الستين)، بينما اقترحت الحكومة تجميد عمل المؤتمر لحين إجراء انتخابات برلمانية جديدة.
ولم يرد مسؤولو المؤتمر الوطني بعد على مقترح الحكومة، وسط تقارير غير مؤكدة عن أن المؤتمر يعقد جلسة حاليا في أحد الفنادق بوسط العاصمة طرابلس، وذلك لبحث منح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة أحمد معيتيق، وكذلك بدء مناقشة الميزانية المقبلة.
ويشار إلى أن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) كان قال في فبراير (شباط) إنه سيدعو إلى انتخابات مبكرة مذعنا لضغوط من كثير من الليبيين المحبطين من الفوضى التي شابت عملية الإنتقال الديمقراطي في البلاد منذ الإنتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي في 2011.
موقف واشنطن
وفي واشنطن، نأت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، عن العملية العسكرية التي يقودها اللواء حفتر، وقالت إنها لا تؤيد أو تقبل أو تساعد في الأفعال التي قامت بها مؤخرا قوات موالية اللواء الليبي خليفة حفتر ومنها هجوم على البرلمان.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي للصحافيين "لم نجر اتصالا معه في الآونة الأخيرة. لا نقبل الأفعال على الأرض أو نؤيدها ولم نساعد في تلك الافعال."
وأضافت "نواصل دعوة كافة الأطراف للاحجام عن العنف والسعي لحل عبر وسائل سلمية."
زيدان يؤيد حفتر
إلى ذلك، وصف رئيس الحكومة السابق علي زيدان المؤتمر الوطني العام بـ"الجسم العاجز"، موضحًا أنه لا يصلح حال ليبيا إلا بإزالته. ودعا زيدان في مداخلة عبر قناة "ليبيا لكل الأحرار" الضباط كافة إلى الانضمام لزملائهم في معركة الكرامة.
ودعا زيدان في الوقت نفسه الشعب الليبي إلى الالتحام مع الجيش ببنغازي في حربه على الإرهاب. وأكّد زيدان إجراء اتصالات مع المجتمع الدولي وطلب الدعم من أجل استعادة الدولة في ليبيا.
وأشار رئيس الحكومة السابق إلى أن العالم لن يقف موقف المتفرج، وصرح أنه يدعم قائد القوات البرية السابق اللواء خليفة حفتر، ويساند آمر القوات الخاصة ونيس بوخمادة في محاربتهما للإرهاب.
وحدات تنضم لحفتر
على صعيد متصل، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الليبية بأن مزيدا من وحدات الجيش وقوات الأمن أعلنت الثلاثاء انضمامها للقوات الموالية لخليفة حفتر.
وقالت الوكالة إن كتيبة للدفاع الجوي في مدينة بنغازي أكدت انضمامها لقوات حفتر، وذلك جنبا إلى جنب مع عناصر من الجيش والشرطة والاستخبارات في مناطق طرابلس والرحيبات والأبيار والأصابعة.
وكانت القوات الخاصة بمدينة بنغازي ووحدات في مدينة طبرق قد أعلنت الاثنين انضمامها لقوات حفتر التي تقول إنها تشن عملية عسكرية ضد من تصفهم بالإرهابيين.
وأدى ذلك لاندلاع اشتباكات في مدينة بنغازي يوم الجمعة الماضي خلفت أكثر من سبعين قتيلا وما يزيد على مئة وأربعين جريحا.
في المقابل، أعلنت مجموعات في مدينتي مصراته وسرت دعمها للمؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة في طرابلس.
في الوقت نفسه، قالت الوكالة الليبية الرسمية إن رئيس الأركان اللواء عبد السلام العبيدي لم يغادر البلاد باتجاه تونس، وأشارت إلى أن العبيدي لا يزال يؤدي مهام عمله.
التعليقات