أكد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن الاقليم لن يدخل حربًا طائفية تحت مسمى محاربة الإرهاب وشدد على ضرورة تغيير شكل الحكم في بغداد.. فيما أعلنت السلطات العراقية عن إجراءات تقيد اداء الإعلام العراقي وتمنع اجراء مقابلات مع معارضين او بث أي رسائل أو أخبار عاجلة أو معلومات قد تستهدف القوات الأمنية أو تكشف موقعها أو تحدد مناطق انتشارها.


لندن: قال رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في رسالة إلى الرأي العام حول الأوضاع السياسية والأمنية في العراق وإقليم كردستان إن إلاقليم مستعد أكثر من أي وقت مضى للدفاع عن مصالح وحياة مواطنيه ضد أي اعتداء.. "ونحن نفرق على نحو كامل بين الاعمال الإرهابية والمطالب المشروعة للاخوة السنة ونحن مع الاخوة الشيعة والسنة مستعدون لمواجهة الإرهابيين ولكن لن ندخل في حرب طائفية تحت غطاء الحرب ضد الإرهاب يجب معالجة الاسباب وان تسلك العملية السياسية مسارها الصحيح وعند ذلك سيكون دحر الإرهابيين أكثر سهولة".

وأضاف ان محاولات "الذين يدفعون ضريبة اخطائهم ويريدون القاء اللوم على الأكراد يسعون عن طريقها إلى صنع ثغرة بين الأكراد والشيعة التي هي بالتأكيد ستنتهي بخسارة كبيرة للجانبين ولن تنفع هؤلاء الفاشلين ونحن نعد التحالف بين الأكراد والشيعة أكبر من تصرفات بعض الاشخاص المسوؤلين الذين قبل أن يضروا الأكراد سيضرون الشيعة".

وقال "الآن قد استجدت مرحلة جديدة تتطلب منا ايجاد حلول جذرية للمشاكل وهذا على ضوء المتغيرات التي حدثت ويجب تغيير شكل الحكم والاوضاع السياسية السابقة".

وأوضح بارزاني قائلا "في هذه المدة كنا على اتصالات مستمرة مع الجهات ذات العلاقة بالأحداث الأخيرة التي شهدها العراق والكثير من الأشخاص والأطراف تشهد بأنني حذرت قبل مدة طويلة بأن الأوضاع في العراق تتجه نحو الهاوية بسبب السياسات الخاطئة والفردية للذين يملكون السلطة في بغداد، والآن هم المسؤولون بصورة مباشرة عن المستجدات والأحداث الأخيرة".

وأضاف بارزاني قائلا " نؤكد للاخوة الشيعة بأن الذين تسببوا في حدوث هذه الاوضاع يريدون التغطية على فشلهم عن طريق الاشاعات المغرضة وهم منذ سنوات يخفون الحقيقة على الشعب". وقال "سنكون عامل خير وندعم أية جهود خيرة لكن يجب على جميع الأطراف أن تعلم بأن اليوم هناك اوضاع ومستجدات جديدة ويجب التعامل معها بواقعية".

وأوضح "حاولنا كثيراً ايجاد حلول جذرية للمشاكل وقدمنا الكثير من المقترحات لكن كان جواب المسؤولين هو اهمال هذه المقترحات ومنذ عام 2003 نحن في كردستان وقفنا بالضد من الحرب الطائفية والمذهبية ولم نصبح عاملاً سلبياً في هذا الصراع بل لعبنا دوراً ايجابياً بقدر الامكان. نحن وقفنا مع الشيعة عند تعرضهم للظلم، وبعد العام 2003 وقفنا ضد تهميش السنة لان اخلاق الأكراد وعلى مر التاريخ، هي الوقوف مع المظلوم".

&ومن جهته قال رئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني لدى تصويت البرلمان على حكومته الجديدة اليوم انه سيسعى إلى تأسيس حكومة فعالة وشفافة تهدف لمواجهة الفساد وإجراء الإصلاحات وترسيخ القانون في الإقليم وإتباع سياسة سلمية مع بغداد في معالجة المسائل العالقة والمناطق المتنازعة والعمل على تأسيس مجلس خاص بالمفاوضات.

وقال سيعمل على تأسيس حكومة فعالة وشفافة تعمل من أجل ترسيخ السلم والعدالة الإجتماعية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل وحماية الحريات الصحافية والحفاظ على البيئة وكذلك مواجهة الفساد وتطبيق الإصلاحات وترسيخ القانون وفصل السلطات وإبعاد الحكومة عن التأثيرات الحزبية وتأسيس حكومة المواطن.

وأضاف ان حكومة الاقليم ستتبع سياسة سلمية مع بغداد في معالجة المسائل العالقة وخصوصا المتعلقة بالمناطق المتنازعة المشمولة بالمادة 140 معلنا عن خطوات لتأسيس مجلس خاص بالمفاوضات" بين بغداد واربيل حول الملفات العالقة بينهما.

وفي وقت سابق اليوم صوت برلمان إقليم كردستان على التشكيلة الجديدة لحكومة الإقليم برئاسة نيجرفان بارزاني ونائبه قباد طالباني نجل الرئيس العراقي جلال طالباني وتضم 22 وزيراً يمثلون الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية والمكون التركماني والمسيحي.

بغداد تتخذ اجراءات لتقييد حرية الإعلام العراقي

إلى ذلك، أعلنت السلطات العراقية عن سلسلة اجراءات تقيد اداء الإعلام العراقي وتمنع اجراء مقابلات مع معارضين او بث أي رسائل أو أخبار عاجلة أو معلومات قد تسفر عن استهداف القوات الأمنية أو تكشف موقعها أو تحدد مناطق انتشارها.

ودعا رئيس الجهاز التنفيذي لهيئة الاتصالات والإعلام العراقية صفاء الدين ربيع خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم وسائل الإعلام إلى الابتعاد عن بث الاخبار التي تحمل تأويلاً وطعناً بحق القوات الامنية او اجراء لقاءات مع شخصيات مطلوبة للقضاء والقانون.

وأضاف أن التحولات الأمنية واستعادة الدولة العراقية لزمام المبادرة في ضرب أوكار الإرهاب الشر وتجفيف منابع التهديد الأمني أشرت إلى سلوك إعلامي غير متزن.

وأشار إلى أنّ الهيئة اصدرت توجيهات وإرشادات لإدارة الملف الإعلامي في العراق خلال حربه على الإرهاب حيث تضمنت التقيد بأعلى درجات المهنية والحياد والنزاهة في تغطية الأحداث الأمنية في البلاد. وطالب الإعلام بالتركيز على المنجزات الأمنية للقوات المسلحة وتكرارها خلال ساعات البث.

وأكد المسؤول العراقي ضرورة التركيز على ما اسماها بالفتوى التاريخية الشجاعة لسماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني وإعطائها طابعا وطنينا والتوأمة بينها وبين الفتاوى المماثلة التي صدرت من علماء الطائفة السنية الأفاضل، كفتوى الشيخ الكبيسي وغيره من العلماء الأجلاء. وأكد المنع وتحت أي ظرف كان ولو عن غير قصد بث رسائل الجماعات المسلحة او تمرير أعمالها أو إجراء لقاءات أو مقابلات معهم او استخدام أشرطة او مواد تشترى من وكالات عالمية تحتوي على المضمون ذاته وعدم التورط بالبحث عن سبق على حساب مصلحة البلاد وتعكير الأمن".

ومنعت الاجراءات منعا باتا بث أي رسائل أو أخبار عاجلة أو معلومات قد تسفر عن استهداف القوات الأمنية أو تكشف موقعها أو تحدد مناطق انتشارها.. وكذلك منع إجراء مقابلات مباشرة عبر الأقمار الصناعية او مسجلة مع شخصيات مطلوبة للقضاء او تتزعم جماعات مسلحة او تدعم خطابا تحريضيا او تصعيديا وتمس الأمن الوطني أو تفشي أسرار عسكرية او أمنية. وايضا حظرت الاجراءات بث معادلات صورية أو فيدوية أو إعلانات أو توصيفات من شانها ان تخلف جوا عدائيا بين المكونات العراقية.