بثت (الدولة الاسلامية) وهي النسخة الجديدة من تنظيم (داعش) المتطرّف، صورا لاستعراض عسكري ضخم أقامه المسلحون أمس الاثنين في مدينة الرقة السورية، والمفاجأة الأبرز في استعراض القوة هذا، هو حصول التنظيم على صواريخ سكود وبطاريات إطلاقه.


إسماعيل دبارة: يشير مقطع فيديو نشره تنظيم (الدولة الاسلامية) إلى حصوله على صواريخ من طراز سكود المتطورة.

وبث المقطع عصر الاثنين بعد أن اقام تنظيم (الدولة الاسلامية) - داعش سابقا- استعراضا عسكريا ضخما في مدينة الرقة السورية، ابتهاجا بإعلان الدولة "الخلافة الاسلامية" وانهيار الحدود بين كل من سوريا والعراق.

و"سكود" تسمية تطلق على سلسلة من الصواريخ البالستية التكتيكية التي طورت من قبل الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، وصدّرت بشكل واسع إلى دول أخرى.

ويسمي حلف الناتو هذا الصاروخ بـ(إس إس 1 سكود)، أما الاسم الروسي للصاروخ في نسخته الأولى فهو (آر-11)، أما النسخ المتطورة فقد سميت (آر-300 إلبرس).

ويستخدم مصطلح سكود في الإعلام للإشارة إلى الصواريخ التي طورت بناءً على التصميم السوفياتي للصاروخ.

ويقول خبراء عسكريون إنّ مدى النسخ الحديثة من صواريخ سكود تبلغ قرابة، 850 كيلومترا، وأن وزن الرأس الحربي يبلغ 1350 كيلوغراما، أما طول الصاروخ ككل فهو 11 مترا ونصف المتر، بنسبة خطأ تقدر ب 50 مترا، وقطر للتدمير ب1000 متر. مع قدرة على التشويش لمقاومة الصواريخ المضادة على النسخ المتطورة منه.

وذكرت شبكة "سوريا مباشر" أن تنظيم الدولة الإسلامية نفذ عصر الاثنين عرضاً عسكرياً لأسلحته وآلياته التي أحضرها من العراق، في مدينة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم.

وبث ناشطون على شبكة الإنترنت صوراً لرتل كبير يتألف من دبابات ومصفحات وعربات أميركية الصنع، تعود للجيش العراقي بعد أن استولى عليها التنظيم ونقلها إلى الأراضي السورية، وكان اللافت وجود صاروخ يشبه من حيث الحجم والشكل صواريخ "سكود" روسية الصنع.

وضم الرتل دبابات ومصفحات وشاحنات عسكرية ومدافع ثقيلة، إضافة إلى عدد من الرشاشات بعيارات مختلفة وعربات من نوع "همر" أميركية الصنع، ودخل الرتل من جسر الرشيد في مدينة الرقة وتجول في شوارع المدينة.

ورغم أنّ غالبية المحللين ذهبوا إلى اعتبار الصواريخ والاسلحة التي عرضها التنظيم في الرقة، بمثابة (غنائم حرب) من العراق، إلا أن آخرين أكدوا ان التنظيم حصل على صواريخ سكود والبطاريات اللازمة لاطلاقه، من المخازن التي استولى عليها بعد معاركه مع الجيش السوري النظامي، في دير الزور والرقة.

وأحكم تنظيم "الدولة الاسلامية" سيطرته الثلاثاء على مدينة البوكمال في شرق سوريا على الحدود مع العراق، وذلك بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة ايام مع مقاتلين معارضين بينهم عناصر من جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وكانت "الدولة الاسلامية" عززت وجودها في المدينة الاسبوع الماضي، اثر مبايعة فصيل تابع لجبهة النصرة في المدينة لها. لكن مقاتلين معارضين بينهم عناصر من النصرة، رفضوا الخطوة وشنوا فجر السبت هجوما مضادا لاستعادة السيطرة، الا ان "الدولة الاسلامية" تمكنت من صد الهجوم.

وأعلن التنظيم الجهادي الاحد الماضي، اقامة "الخلافة الاسلامية"، وتسمية زعيمه أبو بكر البغدادي "خليفة للمؤمنين".

ويقول خبراء وناشطون ان التنظيم ذا الجذور العراقية والذي ظهر في سوريا في ربيع العام 2013، يسعى الى اقامة "دولة اسلامية"، وربط المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.

وتعد مدينة الرقة (شمال) المعقل الاساسي للتنظيم الذي يسيطر ايضا على مناطق في ريف حلب وجنوب الحكسة (شمال شرق سوريا) ودير الزور.

وتخوض تشكيلات من المعارضة المسلحة معارك عنيفة مع "الدولة الاسلامية" منذ مطلع العام 2014، ادت الى مقتل نحو ستة آلاف شخص.