فيما بدأت ملامح مفاوضات الكتل السياسية العراقية لتشكيل الحكومة الجديدة وتوجهات المكلف بها العبادي تتبلور، أعلن تحالف القوى السنية عن اختياره لرئيس البرلمان سليم الجبوري لقيادة مفاوضات التحالف معلنًا أن مطالب المحافظات المنتفضة ستتصدر مفاوضاته، بينما دعا العبادي العراقيين إلى ارسال مقترحاتهم حول طبيعة التشكيلة المنتظرة التي يتطلعون اليها.


لندن: علمت "إيلاف" أن تحالف القوى الوطنية (السنية) قد اختار رئيس البرلمان سليم الجبوري لقيادة مفاوضات التحالف وتوجهاته لتشكيل الحكومة الجديدة وخاصة ما يتعلق منها بمطالب المحافظات السنية الست المنتفضة في غرب وشمال البلاد. ويؤكد التحالف أنه لا يسعى إلى حكومة شراكة جديدة وانما مشاركة في الدرجة الاولى في قراراتها وبرامجها.

وانسجامًا مع هذه الرؤى فقد اعد التحالف ورقة عمل تفاوضية تضم 17 بندًا تدعو إلى إلغاء تشكيلات أمنية غير دستورية، ومنها قيادات العمليات ومكافحة الإرهاب المرتبطة بمكتب رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي مباشرة.. وكذلك تحقيق التوازن في المؤسسات الحكومية واصدار عفو عام وتعديل قانون المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث وحقيبة إحدى الوزارات الأمنية وهي الدفاع.

وكان نواب المكون السني في البرلمان قد اكدوا مؤخراً اصرارهم على شراكة حقيقية وليس شراكة فقط في الحكومة الجديدة وعبروا عن ارتياحهم لتكليف العبادي بتشكيلها وتطلعهم إلى وضع مصلحة البلاد فوق كل المصالح الحزبية والطائفية.

مفاوضات بين الحكيم والجبوري والجعفري والمطلك

وفي الاطار نفسه، فقد اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم اهمية فتح صفحة جديدة من التعاون الحقيقي بين العراقيين في الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد. وقال خلال اجتماع مع سليم الجبوري إن الجميع في اللجان التفاوضية اكد ضرورة أن تكون هناك مرونة حقيقية لتشكيل حكومة خدومة بفريق منسجم ورؤية واضحة لإدارة البلد. وأشار إلى أنّ الثقة المتبادلة والعميقة بين الاطراف السياسية العراقية فضلاً عن التسامح وتكامل الادوار تمثل اساسًا مهماً لتشكيل الحكومة المقبلة ضمن المدة الدستورية المقررة.

وأوضح الحكيم "أن جميع القوى العراقية تقف اليوم لدعم رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي واسناده ومساعدته في تشكيل الحكومة من خلال ترشيح الاسماء الكفوءة والنزيهة ذات الخبرة والتجربة"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف". من جهته، اعرب الجبوري عن امله في انتهاء مفاوضات تشكيل الحكومة خلال المدة الدستورية، والتي تنتهي في التاسع من الشهر المقبل.

كما ناقش رئيس التحالف الوطنيِّ الشيعي إبراهيم الجعفريّ ووفد من القائمة العربيّة برئاسة صالح المطلك أبرز القضايا المطروحة على الساحة السياسيّة والأمنيّة وملفّ النازحين والجهود المبذولة لتوفير المُستلزَمات الضروريّة لهم.

وبحث الجانبان المُشاوَرات الجارية بين الكتل السياسيّة لتشكيل الحكومة والتأكيد على ضرورة الاتفاق على برنامج حكوميٍّ واقعيٍّ يُلبِّي طموحات المُواطِن وأن يكون الهمُّ الوطنيُّ مُقدَّماً في المُباحَثات؛ للخروج بتشكيلة وزاريّة كفوءة، ومُخلِصة تُساهِم في رفع الحيف والظلم الذي يُعاني منه المُواطِن العراقيّ، كما قال بيان صحافي عقب الاجتماع تسلمت "إيلاف" نسخة منه الثلاثاء.

العبادي يسأل العراقيين عمّا يريدونه من تشكيلته الوزارية&

في بادرة هي الاولى من نوعها في تشكيل الحكومات العراقية، فقد اطلق المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة حيدر العبادي على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" دعوة إلى العراقيين لتقديم مقترحاتهم ورغباتهم حول تشكيلته الحكومية.

وأشار الموقع الرسمي لرئيس الوزراء المكلف إلى أنّ المكتب الإعلامي للعبادي سيدرس المقترحات ويقوم بتصوير فيديو للعبادي وهو يرد عليها حول طبيعة الحكومة الجديدة،&ومن المنتظر أن تفتح هذه المبادرة المجال امام المواطنين للتعبير عن آرائهم ورغباتهم في تشكيلته المنتظرة، والتي قد تختلف عن مطالب القوى السياسية المهيمنة على النظام العراقي الحالي الذي يتصف بالمحاصصة الطائفية والقومية بعيدًا عن&الكفوئين والنزيهين في الاختيار للحقائب الوزارية.

وكتب العبادي على صفحته "أن الطريق "لن يكون سهلاً ولا معبدًا بالورود". وأضاف أن "التحديات التي امامنا كبيرة وخطرة ولكن يمكننا تجاوزها بوحدتنا وتكاتفنا وتعاوننا وأن نضع ايدينا بأيدي بعض". واكد قائلاً "لن اقدم لكم وعودًا غير واقعية ولكنني اعدكم باني سأبذل قصارى جهدي لخدمة شعبنا ووطننا وأن ابذل حياتي دفاعًا عنه وسأبقى وفياً للقيم التي ضحينا من اجلها وأقف مع المظلوم ضد الظالم وأكون عونًا للضعيف والملهوف".

صحف بغداد تتحدث عن ملامح التشكيلة الحكومية الجديدة

واليوم، تناولت الصحف الصادرة في بغداد ملامح الحكومة الجديدة التي يعكف على تشكيلها حيدر العبادي، فنقلت صحيفة& "الزوراء" التي تصدر عن نقابة الصحافيين العراقيين عن النائب عن التحالف الكردستاني عبد العزيز حسن قوله إن التحالف وضع المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم اساسًا للتفاوض لتشكيل الحكومة.

وأوضح أن النقاط الخلافية بين الطرفين تتمثل بقانون النفط والغاز واجراء التعداد السكاني للبلاد، لكون الميزانية حاليًا توزع على المحافظات على اساس تقديري وليس واقعيًا، إضافة إلى ضرورة تطبيق مبدأ الشراكة الحقيقية في ادارة الحكومة.

وعن طبيعة الحكومة المقبلة وشكلها، قالت صحيفة& "المشرق" إن الحكومة ستتكوّن من 20 وزارة بعد أن كانت 31 وزارة في حكومة المالكي السابقة ونقلت عن مصدر قريب من اللجنة التفاوضية لحكومة العبادي قوله إن تركيبة الحكومة الجديدة ستكون على النحو التالي: دمج وزارة التربية والتعليم العالي بوزارة واحدة، ودمج الزراعة والموارد المائية بوزارة واحدة، والاتصالات والاعلام أيضًا، وإلغاء وزارة الصحة والبلديات وتوزيع صلاحياتها على المحافظات، وإلغاء وزارة الأمن الوطني وتحويلها إلى مديرية تابعة لوزارة الداخلية، وإلغاء وزارة الدولة لشؤون المحافظات ووزارة الدولة لشؤون العشائر".

وأشارالمصدر إلى أنّ توزيع المناصب سيكون حسب النقاط وسيتولى التحالف الشيعي (12) وزارة، بينما الكرد (4) والسنة (4) وتكون الحكومة من (20) وزارة فقط مع تغيير جميع وكلاء الوزارات والمديرين العامين.

أما صحيفة& "الصباح الجديد"، فقد أشارت إلى أنّ زعماء الكتل السياسية وبالتزامن مع تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة المقبلة يتجهون إلى استحداث عدد من المجالس العليا يجري التشاور فيها لصياغة القرارات المهمة التي تتعلق بالأمن والسياسة.

وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم قد كلف في الحادي عشر من الشهر الحالي مرشح التحالف الشيعي حيدر العبادي بتشكيل الحكومة المقبلة. ولاقى تكليف العبادي ترحيباً محلياً ودولياً، في حين&قال الرئيس الأميركي باراك اوباما إن العراق اتخذ خطوة واعدة بتكليف العبادي&وتعهد بدعم الحكومة العراقية الجديدة، فيما أعلن ممثل المرشد الايراني علي شمخاني أن بلاده تدعم المسيرة القانونية التي افضت لاختيار رئيس الوزراء العراقي الجديد، كما رحبت السعودية وعدة دول أخرى بهذا التكليف.