طالب ذوو ضحايا قاعدة سبايكر الجوية في تكريت الذين فقدوا 1700 من ابنائهم بإحالة القادة الأمنيين على محاكمات عسكرية واتهموهم بالخيانة فيما أعلن وزير الدفاع أن هناك 11 ألف عسكري مفقود يتم البحث عن مصيرهم اثر انسحاب 20 ألف عسكري من مجموع 40 ألفا في مناطق محافظتي الموصل وصلاح الدين أمام تقدم الدولة الاسلامية فيما تم رفع الجلسة اثر مهاجمة ذوي الضحايا للقادة العسكريين واتهامهم بالخيانة.


لندن: خلال جلسة استثنائية علنية لمجلس النواب العراقي في بغداد اليوم دعا ذوو ضحايا سبايكر إلى محاكمة القادة الأمنيين أمام محاكم عسكرية واتهموهم بالخيانة والتواطؤ.. وأشاروا في بيان تلي خلال الجلسة إلى أنّه بعد 80 يوما من ارتكاب الجريمة لم يقدم القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي ووزير الدفاع وكالة سعودن الدليمي ايضاحات حول حقيقة الامر. كما اتهموا بعض عشائر تكريت بالمشاركة مع تنظيم الدولة الاسلامية في اعدام ابنائهم ودعوها إلى اطلاق من تأسرهم من جنود القاعدة.

العراق يمر بكارثة

ومن جهته أشار وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي إلى أنّه جرح ثلاث في معارك الانبار وأقر بانكسار الجيش العراقي في بداية المواجهات مع تنظيم الدولة الاسلامية.. ورفض اقاويل أشارت إلى اصداره اوامر بالانسحاب من قاعدة سبايكر مؤكدا أن الاوامر كانت بالصمود والقتال لكن القاعدة كبيرة ومساحتها 49 كيلومترا مربعا ولم يكن من الممكن السيطرة على الجنود فيها.

وأكد أنّ هناك 5 من كبار الضباط يحاكمون الان أمام محاكم عسكرية وسينالون اقسى العقوبات لتقصيرهم بواجباتهم. وشدد الدليمي بالقول ان القوات العراقية تمر حاليا بكارثة والقتل لم يكن طائفيا فقد راح كثيرون من الضحايا في محافظات الموصل وصلاح الدين وغيرها من المناطق السنية.

وأعلن وزير الدفاع تشكيل لجنة تحقيق مختصة مكونة من وزارة الدفاع والداخلية والأمن الوطني والاستخبارات العسكرية للتحقيق ومعرفة العشائر المتورطة بحادثة سبايكر. وقال ان العراق يعيش في حالة من الانذار بسبب هجمة عصابات داعش الارهابية وسيطرتها على مناطق متفرقة من البلاد.

وأضاف أنّ العالم بأسره اصبح بحالة انذار حقيقي وأن الجيش العراقي تلقى صدمة كبيرة بعد سقوط الموصل ما تسبب بإشاعة الروح الانهزامية ووصولها إلى محافظة صلاح الدين وأشار إلى أنّ العراق يمر بكارثة حقيقية لم تستثن ايا من مكوناته.

البحث عن 11 ألف عسكري مفقود

ومن جهته قال ألفريق الركن رعد هاشم كاظم معاون رئيس اركان الجيش للادارة ان 20 ألف عسكري من مجموع 40 ألفا في مناطق القتال مع الدولة الاسلامية قد انسحبوا من مواقعهم وأشار إلى أنّ هناك 11 ألفا منهم لايعرف مصيرهم بين القتل والاختطاف او الهروب.

اما ألفريق قاسم عطا المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة ان هناك معلومات عن مقابر جماعية للضحايا في منطقة القصور الرئاسية في تكريت وأشار إلى أنّ تنظيم الدولة الاسلامية قتل الالاف من الجنود في مختلف المناطق التي سيطر عليها.

وأضاف أنّ القوات الأمنية حاولت الدخول إلى تكريت للوقوف على حقائق ما جرى في سبايكر ولكن لم نوفق مشيراً إلى أن حصر أعداد الضحايا يحتاج إلى وقت. وأوضح أن أسماء المتورطين في المجزرة أصبحت لدى الأجهزة الأمنية العراقية.&&

اما قائد قوات صلاح الدين ألفريق الركن الاول علي ألفريجي فقد أشار إلى أنّ الكثير من القوات قاتلت ببسالة ضد الدولة الاسلامية لكنه اقر بترك ضباط كبار لمواقعهم وتوجههم إلى مناطق مجهولة مؤكدا أنه لم يصدر اي اوامر بانسحاب اي قطعات عسكرية من مواقعها لكنه أشار إلى أنّ الاعلام والاشاعات قد اثرت بشكل سلبي كبير&في نفسيات الجنود.

وتساءل ألفريجي قائلا "هل من المعقول أن يرسل قائد العمليات الجنود ويبقى هو؟" مبينا أنه "لمدة 70 يوماً وقيادة سبايكر تقاتل بعتاد قليل" وأشار إلى أنّ& 440 جندياً و69 ضابطاً صمدوا بالقاعدة مؤكدا أنه "لم يصدر أي أمر بالانسحاب من سبايكر".

رفع الجلسة اثر مهاجمة ذوي الضحايا للقادة الأمنيين

وقد اضطر رئيس البرلمان إلى قطع الجلسة والذهاب إلى استراحة مدتها نصف ساعة اثر مهاجمة ذوي الضحايا القادة الأمنيين المشاركين في الجلسة وانهالوا عليهم بالشتائم وحمّلوهم& مسؤولية فقدان ابنائهم& ما أدى إلى حدوث ارباك في الجلسة وقد خرج القادة الأمنيون من قاعة الجلسة لمنع اي احتكاك مع ذوي الضحايا".

وفي وقت سابق اليوم توعد رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي بالقصاص للضحايا ومحاسبة المقصرين في منع حدوثها وأكد أنّه سيتم الكشف قريبا عن المقصرين الذين لم يتخذوا اجراءات لتجنب هذه الجريمة وذلك لمعاقبتهم. كما أكد رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي اليوم ايضا إنه تم التعرف إلى هوية بعض ممن شاركوا في ارتكاب ما وصفها بـ”مذبحة” قاعدة سبايكر.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الذي استولى على تكريت بعد يوم من استيلائه على مدينة الموصل وبمساعدة مسلحين من اقارب بعض رموز النظام السابق قد تمكن من اسر 1700 جندي بعد ان غادروا قاعدة سبايكر بلباس مدني بأمر من قادتهم. وعرض التنظيم فيلما يوثق عملية اعدامات جماعية لهؤلاء الشباب ورميهم في النهر واخرى عمليات اعدام جماعي في منطقة صحراوية.