أطلقت عُمان عامًا كاملًا من الفعاليات والأنشطة بمناسبة إعلان مدينة نزوى عاصمةً للثقافة الإسلامية للعام 2015، ستجعل من هذه المدينة محط أنظار العالم.

مسقط: تستعد سلطنة عُمان لإطلاق فعاليات وأنشطة ثقافية تستمر عامًا كاملًا، احتفاءً باختيار مدينة نزوى لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية 2015، بعد أن اختارتها المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (ايسيسكو) لتحمل هذا اللقب المشرف، ولتكون محط أنظار العالمين العربي والإسلامي، ولتقدم إرثها الغني الذي يمتد اثني عشر قرنًا من الزمن.
&
فعاليات وأنشطة
&
استهلت وزارة التراث والثقافة العمانية الحدث السنوي بمؤتمر صحفي، حضره الشيخ حمد بن هلال المعمري، وكيل الوزارة للشؤون الثقافية ورئيس اللجنة الرئيسية للاحتفاء بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية، كشف من خلاله عن برنامج الفعاليات والأنشطة المرافقة للحدث، التي تنوعت بين المعارض والندوات والأمسيات والمحاضرات الثقافية والبحوث والدراسات والأنشطة الإعلامية، إضافة إلى استضافة مجموعة من الأيام والأسابيع الثقافية التي ستجعل من نزوى خلال الفترة المقبلة محط أنظار العالم.
&
وفي حديثه عن أسباب اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، أشار المعمري إلى الأثر الحضاري الكبير للمدينة على مر العصور، يتبدى في معالمها الأثرية الشامخة وقلاعها المنيفة كقلعة نزوى المستديرة، وحصنها الأثري المجاور لها، حيث يعد هذان الصَّرحان من أهم آثار العمارة الحربية في نزوى، بل أن قلعتها التي وصفت بــ "الشهباء" فريدة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، إذ شيدت في عهد الإمام سلطان بن سيف اليعربي، خلال النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي، واستغرق بناؤها 12 عامًا. ويبلغ ارتفاعها 24 مترًا، فيما يبلغ قطرها الخارجي 43 مترًا. أما حصنها الشهير فقد شيد في عهد الإمام الصلت بن مالك الخروصي في "القرن الثالث الهجري" ويعد تحفة معمارية أصيلة ونموذجًا للعمارة العمانية التقليدية.
&
فقهاء من نزوى
&
إلى جانب هذين المعلمين، في مدينة نزوى الكثير من الحارات القديمة ذات البوابات والأسوار والأبراج، أشهرها حارة العقر المجاورة لقلعة نزوى من جهة الجنوب، والتي تتحدث عنها كتب التاريخ بأنها المكان الذي خرج منه الكثير من الفقهاء و العلماء ذوي الشأن في التاريخ الإسلامي، مثل الشيخ أحمد بن عبدالله بن موسى الكندي (557هـ) صاحب كتاب "المصنف"، الذي طُبع في 41 جزءًا، وكذلك الشيخ محمد بن إبراهيم الكندي (580هـ) صاحب موسوعة "بيان الشرع"، التي طُبعت في 72 جزءًا، إلى جانب العديد من الأسماء الكبيرة التي برزت أعلامًا ثقافية، وتركت خلفها العديد من المؤلفات التي ما زالت حتى يومنا هذا من أهم المراجع الثقافية والعلمية على مستوى العالم الإسلامي.
&
كما كُشف خلال المؤتمر عن شعار المناسبة الذي دمج بتناغم تام بين أهم معلمين للمدينة، وهما قبة جامع السلطان قابوس وبرج القلعة تحت كلمة نزوى، التي تأتي مظلة للمعلمين، بينما كتبت جملة "عاصمة الثقافة الإسلامية" بخط الثلث في أسفل الشعار.
&
مركز ثقافي
&
على هامش هذه الاحتفالات، تستعد المدينة لتدشين المركز الثقافي الجديد منتصف هذا العام، والذي يتكون من مسرح ومكتبة عامة، ومكتبة للأطفال ونادٍ علمي ومسرح خارجي ومعرض للأعمال الفنية، ونادٍ للموسيقى، وقاعة متعددة الأغراض، ومخزن للآثار وغيرها من المرافق الخدمية الأخرى داخل المركز، الذي يمتد على مساحة تقارب عشرة آلاف متر مربع.
&
ويشار إلى أن احتفائية نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام تأتي على مستوى دول الوطن العربي، وتتشارك معها الحدث كلٍ من مدينة "ألماتي" بكازاخستان على مستوى الدول الآسيوية، ومدينة "كوتونو" على مستوى الدول الأفريقية.
&