لاغوس: وعد الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الخميس النازحين من باغا الى ميدوغوري، حيث تتركز اعمال العنف التي ترتكبها جماعة بوكو حرام، بالعودة الى ديارهم قريبا، وذلك خلال زيارة مفاجئة الى شمال شرق البلاد هي الاولى له منذ عامين تقريبا.

ووصل جوناثان في خضم حملته الانتخابية الى ميدوغوري كبرى مدن ولاية بورنو، والمعقل التاريخي لبوكو حرام، قبيل الساعة 15,00 (14,00 ت غ) برفقة رئيس اركان الجيوش اليكس باده وحوالى 200 جندي بحسب مراسل فرانس برس في المكان. وتاتي الزيارة بعد هجوم على مدينة باغا في شمال ولاية بورنو على ضفاف بحيرة تشاد في مطلع كانون الثاني/يناير، هو الاكثر دموية على الاطلاق.

والتقى جوناثان في مخيم لاجئين في ميدوغوري يحوي حاليا حوالى 5000 من الناجين من الهجوم على باغا ومحيطها بحسب اطباء بلا حدود، مصرحا "اريد ان اطمئنكم بانكم ستعودون الى دياركم قريبا". واضاف "جميع المناطق الخاضعة لبوكو حرام ستجري استعادتها قريبا". ونظمت الزيارة في سرية تامة وهي الاولى للرئيس الى شمال شرق البلاد منذ زيارته الى ميدوغوري وداماتورو، كبرى مدن ولاية يوبي المجاورة في اذار/مارس 2013.

وجوناثان الذي تعرض لانتقادات حادة لفشله في وقف تمرد الاسلاميين المتطرفين، الذين اتسعت سيطرتهم بشكل غير مسبوق في اثناء ولايته مرشح لولاية رئاسية ثانية في 14 شباط/فبراير. واعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان "المجزرة الاخيرة (لبوكو حرام) هي جريمة ضد الانسانية ولا شيء اخر. انها مجزرة وحشية لابرياء".

وافادت منظمة العفو الدولية ان مئات الاشخاص "وربما اكثر" قتلوا في هذا الهجوم الذي بدأ في 3 كانون الثاني/يناير. ونقلت المنظمة التي تدافع عن حقوق الانسان هذا الخبر الخميس عن شاهد عيان للهجوم الذي تعرّضت له مدينة باغا على ضفاف بحيرة تشاد. وقال الشاهد الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان امرأة حاملا قتلت، وهي تلد اضافة الى عدد من الاطفال.

واوضح هذا الشاهد ان "نصف الجنين كان قد خرج من بطن امه التي توفيت بهذه الوضعية". وقالت المنظمة ان مئات الاشخاص ان لم يكن اكثر قد قتلوا في هذا الهجوم الذي شنته بوكو حرام في الثالث من كانون الثاني/يناير، والذي يبدو انه كان يستهدف ميليشيات الدفاع الذاتي المدنية التي تساند الجيش ضد جماعة بوكو حرام.

ونقلت المنظمة عن شخص اخر قوله "لقد قتلوا الكثير من الناس. رأيت مئة قتيل في باغا". واضافت امرأة اخرى "كانت الجثث منتشرة في كل مكان". وقال مسؤولون محليون ان اعدادا كبيرة من الناس قتلوا، وتحدث شهود عيان لوكالة فرانس برس عن الجثث المتعفنة التي كانت تملأ الشوارع.& وقال رجل فر من باغا بعدما اختبأ ثلاثة ايام انه كان "يدوس على الجثث" لمسافة خمسة كيلومترات اثناء هروبه باتجاه الغابة.

وذكر الجيش النيجيري الذي غالبا ما يقلل من اعداد القتلى، هذا الاسبوع ان 150 شخصا قتلوا في باغا، نافيا المزاعم "المبالغ فيها" التي تحدثت عن مقتل الفي شخص في المدينة. وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش ان عدد القتلى غير معروف. وفي بيان نشرته الخميس نقلت عن احد السكان قوله "لم يبق احد في المدينة ليحصي عدد القتلى".
واضاف "كنا جميعا نفر مسرعين لمغادرة البلدة قبل ان ياتي مقاتلو بوكو حرام الذين استولوا على المنطقة".

ونشرت كل من منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش صورا التقطت بالاقمار الاصطناعية لمدينة باغا ودورون باغا التي تبعد 2,5 كلم عنها، قالت انها تظهر حجم الدمار فيهما. وعرضت صور جوية للبلدتين اللتين تضررتا في السابق بسبب القتال، قبل يوم من هجوم الاسلاميين المتطرفين وخلال الايام الاربعة التالية بعد الهجوم بعدما دمر مسلحو الحركة المنازل والمتاجر فيهما.

وقالت منظمة العفو الدولية ان الصور اظهرت "الدمار الهائل" حيث تضرر او دمر تمامًا اكثر من 3700 مبنى - 260 في باغا و3100 في دورون باغا. وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش ان 11% من باغا و57% من دورون باغا دمرت على الارجح حرقا، وقالت ان الاضرار الاكبر التي لحقت بدورون باغا ربما يكون سببها انها تضم قاعدة عسكرية.

وتشارك قوة مشتركة من نيجيريا والنيجر وتشاد في عمليات مكافحة تمرد بوكو حرام. واحرقت 16 قرية محيطة بباغا ودمرت تماما وفر 20 الف شخص على الاقل، طبقا لمسؤولين محليين. وقالت منظمة "اطباء بلا حدود" الخيرية الثلاثاء ان فريقها في مدينة ميدوغوري عاصمة ولاية بورنو يقدم المساعدات لنحو 5000 ناج من الهجمات.

وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان اكثر من 11300 لاجئ نيجيري فروا الى تشاد المجاورة. وقالت منظمة العفو الدولية ان شهادات شهود العيان والمسؤولين والصور عززت الراي بان هذا الهجوم هو "الاكبر والاشرس" الذي نفذته بوكو حرام في القتال الذي تشنه لاقامة دولة اسلامية في شمال شرق نيجيريا. واضافت ان "القتل المتعمد للمدنيين وتدمير ممتلكاتهم على ايدي بوكو حرام هي جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، ويجب التحقيق فيها بالشكل المناسب".

وقال شهود عيان لمنظمة العفو الدولية ان مسلحي بوكو حرام جمعوا نحو 300 امرأة، واحتجزوهن في مدرسة وتم اطلاق سراح المسنات والامهات والاطفال بعد اربعة ايام، الا ان المسلحين احتفظوا بالشابات. وادى التمرد الاسلامي الى مقتل اكثر من 13 الف شخص ونزوح 1,5 ملايين شخص في نيجيريا منذ انطلاقه في 2009.
&