لا يزال إكتشاف كوكب المريخ، والتغييرات الجيولوجية التي مر بها، محفزًا لعلماء الفلك في شتى أنحاء العالم لا سيّما في ما يتعلق بإمكانية توافر بعض الإشارات التي تدل على وجود حياة.

إيلاف - متابعة: أكدت دراسة حديثة أجرتها وكالة "ناسا" الأميركية أن المياه كانت تغطي مساحة شاسعة من المريخ قبل مليارات السنين.

وتدل الدراسة على أن سطح المريخ كان يحتوي على مساحة من المياه تتخطى مساحة المحيط المتجمد الشمالي ومساحة المحيط الأطلسي الذي يغطي 17% من كوكب الأرض.

مياه كافية لغمره

وقد قدر العلماء أنه قبل 4.3 مليارات سنة كان على سطح المريخ محيط مائي يغطي 19% من مساحة سطحه، ويصل إلى عمق يقارب 1.6 كيلومتر، أي أنها كافية لغمره ولتكوين بحر بعمق 137 متراً على كامل مساحته.

الدراسة حددت كمية المياه التي كانت موجودة على سطح المريخ من خلال وسائل متقدمة، حيث استخدمت ملاحظات وحسابات تستند إلى معطيات جمعتها ثلاثة من التلسكوبات الأرضية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وقد تمكنت من التمييز بين الطبيعة الكيميائية لنوعين مختلفين من المياه في بقايا الغلاف الجوي للمريخ.

وتستند هذه التقديرات الى أعمال مراقبة مفصّلة لجزيئات المياه، ومنها جزيئات مكونة من ذرتين للهيدروجين لكل ذرة اوكسجين، وجزيئات للمياه الثقيلة المكونة من ذرة اوكسجين مع ذرة هيدروجين وذرة ديتوريوم.

وقد تمكن العلماء من تحديد الفارق بين بصمة كل من هذه الجزيئات من خلال مقارنة نسبة المياه الثقيلة الى العادية وكذلك تقدير كميات المياه التي تبددت في الفضاء والتي تقارب الـ 87%، فيما لا يزال حوالى 13% فقط من مياهه الأصلية موجودة حتى الآن في القمم الجليدية.

عدة فصول

وبينت هذه الدراسة ايضاً ان المريخ كان يتمتع بعدة فصول وبطقس يختلف من منطقة الى اخرى، الأمر الذي يعزز فرضية وجود المياه الجوفية.

ومن المعروف أن المريخ هو الكوكب الرابع في البعد عن الشمس في النظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض ويصنف كوكبا صخريا، من مجموعة الكواكب الأرضية الشبيهة بالأرض، وقد سُمي المريخ نسبةً إلى كلمة "أمرخ" أي ذو البقع الحمراء، وهو يلقب في الوقت الحالي بـ "الكوكب الأحمر" بسبب لونه المائل إلى الحمرة بفعل النسبة المرتفعة لغبار أكسيد الحديد الثلاثي على سطحه وفي جوه.

يبلغ قطر المريخ حوالى 6800 كلم وهو بذلك مساو لنصف قطر الأرض وثاني أصغر كواكب النظام الشمسي بعد عطارد، تقدّر مساحته بربع مساحة الأرض. يدور حول الشمس في مدار يبعد عنها بمعدل 228 مليون كلم تقريبا، أي 1.5 مرة من المسافة الفاصلة بين مدار الأرض والشمس.

جدير بالذكر، أن تربة المريخ قلوية قليلاً وتحتوي على مواد موجودة على كوكب الأرض، مثل الماغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكلورين، وهذه المواد ضرورية لنمو النباتات، كما وأظهرت بعض التجارب أن تربة المريخ لها تركيز هيدروجيني وربما تحتوي على آثار لملح البيركلوريك، الأمر الذي عزز فرضية وجود حياة سواء في الماضي أو في المستقبل.
&