مع انعقاد اجتماع رباعي في فيينا حول الأزمة السورية، وزيارة بشار الأسد الى موسكو، ترتسم عدة ملامح للحل السياسي يعوقها الاتفاق النهائي حول موعد انتهاء صلاحية بشار الأسد كرئيس لسوريا ومصيره المنتظر.


بهية مارديني: قالت مصادر متطابقة لـ"إيلاف" إنه& رغم النفي المعلن، الا أن هناك مبادرات ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ سوريا وهو ما تم ﺗﺪﻭﺍﻟﻪ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻷﺳﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻭخلال ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ في فيينا وهي مبادرات تحمل بذور بيان جنيف الا أنها بنكهة روسية.

وأشارت المصادر الى أن هذه المبادرات تبدأ بتشكيل "ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺑﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ وتضمن ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻻﺳﺪ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺇﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ، وتفضي الى ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺿﺎﺑﻂ ﻣﺘﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ (ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ السوري المنشق والمتواجد حاليا في فرنسا ﻣﻨﺎﻑ ﻃﻼﺱ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﺮﺷﻴﺤﺎً ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ )".

وأكدت المصادر أن من ضمن بنود المبادرات "ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﺤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ، وﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺇﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺭﺋﺎﺳﻴﺔ ﺗﻘﺮﺭ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ وﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ".

إلى ذلك، أكد منذر اقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض لـ"إيلاف" أنه "من الواضح وجود حراك سياسي وأفكار ومبادرات لا تظهر بكاملها إلى العلن، ولكن الائتلاف يجتمع بشكل شبه يومي مع الدبلوماسيين من الأشقاء والأصدقاء والجميع يعلم ماهي طموحات ومطالب الشعب السوري، ويتم الدفاع عنها بأمانة، إضافة إلى أن الحلفاء أيضا يقدمون ملخصا للائتلاف عن كل اجتماع دولي، ويتم تبادل الآراء حوله".

استمرار الحرب

وأضاف أقبيق أنه لا يوجد اتفاق حول موعد رحيل الأسد بحسب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، و"من الواضح تعنت الموقف الروسي في مقابل مواقف كل من السعودية وتركيا والولايات المتحدة، وهذا يعني استمرار الحرب، ومن المرجح تصعيد الروس والنظام لقصفهم المدنيين السوريين من اجل الضغط على المجتمع الدولي لقبول ما يعتقده الروس أن بإمكانهم فرضه بالقوة".

ورأى أن "هذا خطأ في حسابات موسكو لأن الشعب السوري ليس في وارد التراجع عن تغيير النظام المجرم، ولا يوجد حل بدون رحيل الأسد واعوانه، ليس لأن الدول الداعمة لحق السوريين في تقرير مصيرهم يقولون ذلك، بل لأن هذا أرادة الشعب الأمر الذي مازالت روسيا لا تدركه، أو ترفض الاعتراف به، وهذا موقف أقل ما يمكن أن يوصف بأنه لا أخلاقي"، على حدّ تعبيره.

من جانبه أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو عن رفض بلاده لأية "مرحلة انتقالية لحل الأزمة التي تشهدها سوريا تفضي ببقاء الأسد في السلطة".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس الحكومة التركية، مساء الخميس، لوسائل إعلامية محلية، وشدد داود أوغلو على أن بلاده "ستبذل ما بوسعها من أجل تحقيق حل سياسي في سوريا، بشرط أن يقبل به الشعب السوري، بل ويقبل به اللاجئ السوري في ولاية شانلي أورفا (جنوب تركيا)، وإلا فنحن نرفض أي مرحلة انتقالية تفضي ببقاء الأسد".

لا علم للكرملين

فيما نفى الكرملين علمه بوجود خطة تنص على إطلاق مرحلة انتقالية في سوريا مدتها 6 أشهر يرحل في نهايتها الرئيس بشار الأسد عن منصبه.

وجاءت تصريحات ديمتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي الجمعة، بعد كلام لمسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة التركية "أن أنقرة مستعدة لقبول مرحلة انتقالية في سوريا مدتها 6 أشهر يبقى خلالها الأسد في السلطة، شريطة وجود ضمانات على رحيله في نهاية المرحلة.

كما يبدو اختلاف الرؤى الواسع والفجوة الممتدة ما بين الاراء الروسية واراء الدول الاخرى عدا ايران في اعلان الكرملين أن موسكو رغم جهودها المكثفة لإيجاد قوى معارضة في سوريا يمكن التعاون معها في مكافحة الإرهاب، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من تحديد أية قوة بناءة.

وعبّر بيسكوف عن أسفه لما رأى أنه "لا توجد أية قوة مركزية يمكن التعاون معها. وهذا هو السبب وراء جميع الصعوبات".

وأضاف أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة لم تساعد روسيا في تحديد ما هي "المعارضة المسلحة المعتدلة" في سوريا والتي يزعم الغرب أنه يمكن التنسيق معها في الحرب ضد تنظيم "داعش"".

وتابع بيسكوف: "علينا أن ننطلق من أن الشيء الأهم هو مواجهة الإرهاب والتطرف في سوريا... ولا وجود لإرهابيين معتدلين أو غير معتدلين".

كما اعتبر بيسكوف أنه لا يجوز لأي طرف أن يدرج& فصائل ما على قائمة "المعارضة المعتدلة" بصورة أحادية، بل يجب أن تعتمد مثل هذه القرارات على إجماع واسع.

وأضاف: "ذلك سيتطلب أيضا تبادلا للآراء مع القيادة الشرعية للجمهورية العربية السورية والرئيس الأسد وممثليه، بالإضافة إلى مشاورات واسعة النطاق مع الدول الأخرى في المنطقة".

لا حل مع الأسد

من جانبهم أكد أعضاء في الائتلاف الوطني أن أي حل سياسي في سوريا يجب أن يلتزم بما ورد في بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن، مشددين على عدم قبول أي وجود لبشار الأسد في أي مرحلة.

وقال نائب رئيس الائتلاف هشام مروة إن محاولة روسيا الإيحاء بأن دولاً شقيقة أو صديقة بّدلت مواقفها لجهة القبول بأن يكون للأسد دور في المرحلة الانتقالية، ليس إلا انطباعات لم يتم تأكيدها من أي طرف، مستدلاً على ذلك بتصريحات وزير الخارجية السعودي وتأكيده أن القضاء على تنظيم داعش يتطلب إبعاد الأسد عن السلطة.

وأضاف أن الروس يحاولون إعادة تعويم الأسد تحت شعار أن الشعب السوري يختار رئيسه، في حين لم ولن يقبل السوريون بأن يعود مجرم تورط في قتل ٣٥٠ ألفاً ليحكم سورية مرة أخرى.

وأكد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف أنس العبدة "لن نقبل ببقاء بشار الأسد يوماً واحداً في المرحلة الانتقالية"، مشدداً على ضرورة إيجاد حل سياسي يقبله الشعب السوري ويحافظ على مصالحه وفق بيان جنيف.

وأشار العبدة إلى أن الشعب السوري لا يمكن أن ينسى جرائم ارتكبها نظام الأسد بحق الأطفال والنساء على مدى نحو خمسة أعوام.