بدا المستقبل السياسي لبن كارسون المرشح للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية الجمعة غير واضح، مع اتهامه بالكذب حول ماضيه بشأن قبوله في أكاديمية عسكرية عريقة، ونزعته إلى العنف عندما كان شابًا.


إيلاف - متابعة: ردّ جراح الأعصاب الأسود، الذي تشير استطلاعات الرأي الى تعادله مع الملياردير دونالد ترامب، على هذه الهجمات بالتأكيد انه ضحية لاضطهاد. وأكد كرهه للكذب الذي يعتبره "خطيئة".

وأكد مجددًا انه حصل في سن السابعة عشرة على منحة للدراسة في اكاديمية وست بوينت. ويبدو انه حصل على هذه المنحة بعد عشاء في ايار/مايو 1969 في مدينته ديترويت مع الجنرال وليام ويستموريلاند، الذي اكتسب شهرة خلال حرب فيتنام. واختار كارسون بعد ذلك دراسة الطب. وذكرت مجلة بوليتيكو الجمعة ان مؤسسة وست بوينت الشهيرة لم تحتفظ باي وثيقة تؤكد قبول كارسون في صفوفها، ولا حتى ترشحه لذلك.

المجلة تصوّب
ونفى فريق حملة كارسون بشكل قاطع مضمون المقال. وقال دوغ واتس، الناطق باسم كارسون في بيان نشره موقع ديلي كولر، انه "لم يصرح يومًا أنه قبل أو تقدم" للانتساب الى وست بوينت. وتراجعت المجلة بعذ ذلك قليلًا، وتحدثت عن "منحة دراسية كاملة" فقط قدمت الى كارسون.

اما بشأن الجنرال ويستموريلاند، فقد اكد موقع ديلي كولر انه لا يمكن ان يكون قد حضر الى ديترويت في الفترة التي يتحدث عنها كارسون، الذي لا يكفّ عن التركيز على تاريخه الشخصي كمثال على تحقيق الحلم الاميركي.

ويسعى جراح الاعصاب، البالغ من العمر 64 عاما، الى كسب تأييد المحافظين الجمهوريين الاكثر تشددا، بإظهار نفسه صاحب أخلاق رفيعة اساسها اقتناع عميق بالدين المسيحي. وكارسون مشهور بتصريحاته الاستفزازية وتشبيهاته الغريبة.

عنف وهمي؟
وفتح ملف جديد ضد كارسون الجمعة بعدما تحدث تحقيق صحافي آخر عن فورات غضب عنيفة كانت تنتابه خلال شبابه. واشار التحقيق الى انه كان يعاني في طفولته من "نزعة مرضية الى الغضب" تخلص منها بايمانه المسيحي. وكارسون معروف اليوم بهدوئه.

وادت احدى نوبات الغضب بكارسون يومًا الى محاولة طعن فتى في الرابعة عشرة من العمر. وقد نجا الشاب بفضل حزامه. وفي مناسبات اخرى، ضرب الطفل كارسون الذي نشأ في احد الاحياء الفقيرة في ديترويت، رفيقا له في الصف بقفل معدني وسبب له جروحا في الرأس. ويبدو انه هدد والدته مرة بمطرقة لانها لم تكن موافقة على الملابس التي يختارها، ورشق صبيا بحجر، وسبب له جروحا في الانف وكسر نظارته.

لكن صحافيين في شبكة سي ان ان يحققون في طفولة كارسون لم يتمكنوا من تأكيد اي من هذه الروايات. ويقول هؤلاء انهم اتصلوا بنحو عشرة اشخاص على الاقل عرفوا كارسون منذ المدرسة الابتدائية. ويرفض المرشح الجمهوري من جهته كشف هويات الاشخاص الذين تشير الروايات الى انه هاجمهم.

وردا على سؤال لشبكة سي ان ان الجمعة، أدان بن كارسون "الاكاذيب التي تريد الايحاء بانني اكذب بشأن حياتي". وقال كارسون "هذا مؤسف واعتقد ان وسائل الاعلام تحاول لفت الانتباه عن قضايا مهمة للبلاد يجب مناقشتها".

ترامب متلقفًا
وخلال الاسبوع الجاري ايضا، اعيد نشر تسجيل فيديو يعود الى 1998 ويؤكد فيه كارسون ان اهرامات مصر بناها النبي يوسف لتخزين الحبوب، وليس لتكون مدافن للفراعنة كما يؤكد علماء الآثار.

وكان الطبيب الاسود يتحدث في حفل تسليم شهادات في جامعة اندروز المرتبطة بكنيسة السبتيين الحركة الدينية القائمة على الانجيل وتضم مسيحيين انجيليين محافظين. وقال كارسون ان "نظريتي الشخصية هي ان يوسف بنى الاهرامات لتخزين الحبوب". واضاف ان حجم الفراعنة لا يبرر بناء اضرحة بهذا الحجم. وتابع كارسون ان "علماء الآثار باتوا يعتقدون انها (الاهرامات) بنيت لتكون قبورًا للفراعنة. لكن اذا فكرنا جيدا في الامر فسنجد انها ضخمة جدا".

ويأمل دونالد ترامب، الذي يشعر بالقلق& من تقدم كارسون في استطلاعات الرأي، في ان يتراجع بعض مؤيديه عن تأييده. وقال ترامب الجمعة "مع بن كارسون الذي اراد ضرب والدته بمطرقة وطعن صديقًا له وتأكيده ان الاهرامات بنيت لتخزين الحبوب، الا يفهم الناس؟". وبعد ذلك كتب ترامب في تغريدة على حسابه على موقع تويتر "هل وقع كارسون ضحية هلوسة؟".

&