أظهر تقرير جديد أعدته اللجنة الاسلامية لحقوق الإنسان أن أجواء الكراهية هي الوضع الطبيعي الجديد الذي يعيشه مسلمو بريطانيا. وبينت الأرقام أن أكثر من نصف المسلمين في بريطانيا شهدوا اعتداءات إسلاموفوبية، وأن كثيرًا من المسلمين يعتقدون أن بريطانيا أخذت تصبح مكانًا أشد عداء لهم، سواء في حياتهم أو عملهم.


إعداد عبدالاله مجيد: اكتشف التقرير ان أكثر من 40 في المئة من المسلمين يتعرّضون الى التمييز في العمل بزيادة تربو على 10 في المئة مقارنة مع عام 2010. واقترن هذا التمييز بزيادة الاعتداءات واعمال العنف التي تستهدف المسلمين، حيث قال 60 في المئة انهم كانوا شهودا على أعمال عدائية ضد مسلمين آخرين. ويزيد هذا بنسبة 40 في المئة مقارنة مع عام 2010.

أكبر بكثير
وأكدت شرطة اسكتلند يارد ما جاء في تقرير اللجنة الاسلامية لحقوق الانسان، قائلة ان جرائم الكراهية ضد المسلمين في لندن ارتفعت بنسبة 70 في المئة خلال العام الماضي.

وقال فياض موغال رئيس منظمة تل ماما Tell Mama التي تتابع جرائم الكراهية ضد المسلمين انه يتوقع تسجيل 1000 جريمة من جرائم الاسلاموفوبيا في عام 2015. لكنه يعتقد ان هذا الرقم لا يعكس المدى الحقيقي للكراهية التي تستهدف المسلمين. ونقلت صحيفة التايمز عن موغال قوله "نحن نعرف ان عدم ابلاغ المسلمين عن كل الاعتداءات التي يتعرضون لها مشكلة كبيرة، وان الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر بكثير".

وتبين ارقام شرطة اسكتلند يارد ان 816 جريمة سُجلت ضد المسلمين في انحاء العاصمة البريطانية خلال الأشهر الاثني عشر المنتهية في تموز/يوليو هذا العام بالمقارنة مع 478 جريمة خلال الأشهر الاثني عشر السابقة عليها.

نمو مطرد
وأوضحت شرطة العاصمة البريطانية ان هذا يعني زيادة اجمالية في جرائم "الاسلاموفوبيا" تربو على 70 في المئة، ولكن بعض المناطق سجلت جرائم تزيد أكثر من مرتين على عددها في العام الماضي. ويعتبر مسلمو بريطانيا من أسرع الجماعات الاثنية نموًا في انكلترا وويلز، حيث ازداد عددهم بنسبة 75 في المئة تقريبا خلال العقد الماضي.

ويبلغ عدد مسلمي بريطانيا 2.7 مليون مسلم، ليكونوا بذلك ثاني أكبر جماعة دينية بعد المسيحيين، وأكبر من سائر الجماعات الاثنية غير المسيحية الأخرى مجتمعة، بحسب الاحصاء السكاني الذي أُجري عام 2011. ويُقدَّر ان عددهم ازداد خلال هذه الفترة نتيجة الهجرة ومعدل الولادة المرتفع بالمقارنة مع المتوسط العام في بريطانيا.

واقترنت الزيادة في عدد المسلمين البريطانيين بتساؤلات متزايدة عن اندماجهم بالمجتمع ومدى انسجام جماعة اثنية ذات قيم محافظة مع مجتمع بريطانيا الليبرالي العلماني. لكن الأدلة تشير الى ان المسلمين مثلهم مثل المهاجرين الآخرين قبلهم يندمجون بالمجتمع البريطاني على نحو مطرد. وما هذا بمستغرب إذا علمنا ان 47 في المئة منهم من مواليد بريطانيا.
&