دعا المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي الرئيس العراقي فؤاد معصوم لعدم السماح للأميركيين بالتصرف وكأنّ العراق ملكهم، وشدد على ضرورة منعهم من الحديث عن تقسيم العراق، مؤكدًا دعم إيران للعراق والتزامها بمساندته لاسيما في الحرب التي يخوضها ضد الإرهاب.

لندن: قال المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي لدى اجتماعه في طهران اليوم، على هامش قمة الدول المصدرة للغاز، مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، انه لاينبغي السماح للأميركيين ان يتجرأوا بالحديث عن تقسيم العراق، مشددًا على ان الشباب العراقي الواعي والمقتدر لن يخضع للهيمنة الأميركية.

ووصف خامنئي العلاقات بين البلدين والشعبين الإيراني والعراقي بأنها عريقة وتاريخية وتفوق علاقات الجوار والاقليم. وأكد ضرورة صون الوحدة الوطنية في العراق قائلاً "إن الشعب العراقي شعب عظيم وذو تاريخ عريق ويحظى بالطاقة المهمة جدًا المتمثلة بالشباب القوي والواعي ولا بد من استثمار هذه الطاقة في مسار ايصال العراق إلى مكانته اللائقة به".

وأشار "إلى العلاقات الاخوية والودية والمفعمة بالمحبة بين الشعبين الإيراني والعراقي، رغم سنوات الحرب الثماني، التي فرضها صدام بتحريك من الاجانب".

ووصف هذه العلاقات بأنها مدهشة، وأضاف& ان مسيرة مراسم الاربعين (أربعينية الامام الحسين) انموذج لهذه العلاقة الودية، بحيث ان الشعب العراقي يبذل بسخاء ومحبة في استضافته للزوار الإيرانيين الذين قد يصل عددهم إلى ثلاثة ملايين إيراني بدأوا بالدخول إلى العراق، للمشاركة في مناسبة الاربعينية واحيائها في مدينة كربلاء العراقية& الاسبوع المقبل.

وأشار إلى ضرورة استثمار مسؤولي البلدين في إيران والعراق هذه الاجواء، والفرصة بأفضل صورة ممكنة لما يصب في مصلحة البلدين.

وأعرب خامنئي عن ارتياحه "لتقدم القوات العراقية في الفترة الاخيرة وتغلبها الجيد نسبيًا على فتنة داعش"، كما نقل عنه مكتبه... مؤكدًا على ضرورة صون الوحدة الراهنة في العراق، وأضاف انه وفي اطار هيكلية الحكومة العراقية يحظى رئيس الجمهورية (فؤاد معصوم) بمكانة خاصة وبامكانه أداء دور مؤثر في خفض الخلافات وتعزيز الوحدة.

وأشار خامنئي إلى محاولات بعض الاطراف الاجنبية لاثارة الخلافات في العراق، وأضاف ان الشعب العراقي، شيعة وسنة وكرداً وعرباً، يتعايشون منذ قرون طويلة إلى جانب بعضهم بعضًا من دون أي مشكلة، ولكن للاسف ان بعض دول المنطقة وكذلك الاجانب يسعون لتضخيم الخلافات، حيث ينبغي الوقوف امام ذلك وتجنب أي ذريعة توفر الارضية لظهور الخلافات.

وحذر من أن ظهور الخلافات وانجرارها إلى الساحة العامة في العراق تهيئ الارضية لتدخلات الاجانب، وقال، ينبغي أن لا تصبح الاجواء بحيث يسمح الأميركيون لأنفسهم بأن يتجرأوا بالحديث عن تقسيم العراق علنيًا. وتساءل خامنئي قائلاً: لماذا ينبغي تقسيم بلد كالعراق، وهو البلد الكبير والغني وصاحب التاريخ ليكون معرّضًا للخلافات والنزاعات دوما؟

وأضاف انه من المؤكد ان المسؤولين العراقيين ينظمون العلاقات الخارجية مع الدول الاخرى ومنها أميركا على اساس مصالح ومنافع شعب هذا البلد، ولكن لا ينبغي السماح للأميركيين بأن يتصوروا العراق ملكية شخصية لهم وأن يطلقوا ما يحلو لهم من تصريحات وما يشاؤون من اجراءات.

ومن جهتها، قالت الرئاسة العراقية إن معصوم الذي عاد إلى بغداد عصر اليوم، قد بحث قبل ذلك مع خامنئي سبل تعزيز العلاقات بين العراق وإيران، حيث أكد على عمق علاقات الصداقة التاريخية التي تربط شعبي البلدين الجارين معربًا عن تثمين العراق لمواقف إيران الداعمة لبلده، لاسيما في حربه ضد تنظيم "داعش".. فيما أشاد خامنئي بتضحيات الشعب العراقي ووحدته وتماسكه مجدداً دعم إيران للعراق والتزامها بمساندته لاسيما في الحرب التي يخوضها ضد الإرهاب، مؤكدًا على أن خطر الإرهاب يطال كل دول المنطقة والعالم اجمالاً.&

واعتبر الرئيس العراقي الوضع العام في العراق والتضامن والتنسيق الداخلي بأنه الآن أفضل من الماضي، مؤكدًا تحقق الكثير من النجاحات في مواجهة داعش، وان التنسيق بين قوات الجيش والحشد الشعبي والبيشمركة قد وفر الارضية لتوجيه ضربات قوية إلى "داعش".

قمة لتعزيز السياسات المشتركة لمصدري الغاز

وهدف مؤتمر قمة الدول المصدرة للغاز، الذي اختتم امس، إلى دعم وتعزيز المصالح المتبادلة ورفع مستوى التنسيق وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، إضافة إلى تشجيع ودعم الحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للغاز بهدف تحقيق التوازن المطلوب في أسواق الغاز للوصول إلى أسعار مناسبة تحقق التوازن للطرفين، والعمل على تحقيق أقصى استفادة اقتصادية من موارد الغاز الطبيعي، هذا إضافة إلى دعم وتعزيز السياسات المشتركة بهدف توفير الاستثمارات اللازمة لهذه الصناعة وتبادل المعلومات والخبرات بين الدول الاعضاء من أجل تحقيق التكامل بين اسواق الغاز واستقرارها وتشجيع اكتساب وتبادل التكنولوجيات المتطورة.

الجدیر بالذکر أن الدول الأعضاء فی منتدی الدول المصدرة للغاز تنتج 42 بالمئة من الغاز في العالم، حيث یضم المنتدی کلاً من ایران والجزائر ومصر والامارات وغینیا الاستوائیة ولیبیا ونیجیریا وقطر وروسیا وترینیدادوتوباغو وفنزویلا، کأعضاء رئیسیین بینما تشارك هولندا والنرویج والعراق وعمان والبیرو بصفة مراقب في اجتماعاته.

یشار إلی أن منتدی الدول المصدرة للغاز أنشئ في طهران عام 2011، وهو منظمة حکومیة دولیة تضم 11 من کبار منتجي الغاز الطبیعي في العالم، والذین یسیطرون علی أکثر من 70% من احتیاطات الغاز الطبیعي العالمیة. وتنتج الدول الاعضاء في المنتدی 42 % من الانتاج العالمي، ولها 38 % من خطوط نقل الغاز و 85 % من تجارة الغاز الطبیعي المسال 'ال ان جي".