أعلن في مدينة النجف اليوم عن تسلم آية الله مجتبى الحسيني الشيرازي مهامه ممثلا ومعتمدا ووكيلا للمرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي في العراق للترويج لولاية الفقيه في اجراء يستهدف الوصاية المذهبية والسياسية على هذا البلد.. فيما اعتبر ناشط احوازي في حديث مع إيلاف أن التعيين يؤكد الخلاف حول ولاية الفقيه بين السيستاني وخامنئي.
لندن: أعلن ما يطلق عليه "مكتب قائد الثورة الاسلامية الإيرانية في النجف" الخميس استلام آية الله مجتبى الحسيني الشيرازي مهامه ممثلا جديدًا لخامنئي في العراق.. وقال المكتب في بيان له"تم بحمد الله تعالى وفضله الاعلان عن تعيين ممثل لسماحة الامام القائد الخامنئي في العراق".
وأضاف "تمت مراسم الاعلان والتوكيل الذي كتبه سماحته لممثله الجديد وقد قام بتلاوة بيان التوكيل الجديد الشيخ محمد علي التسخيري وبحضور محسن قمي والشيخ اختري وجمع من علماء الشيعة والسنة وذلك في مدينة النجف الاشرف وممثله الجديد سماحة آية الله مجتبى الحسيني الشيرازي.. وسيكون ممثلاً ووكيلا للامام القائد".
باحث: ممثل خامنئي للترويج لولاية الفقيه في العراق
واعتبر الباحث الاحوازي يوسف عزيزي في تصريح لـ "إيلاف" تعيين الحسيني الشيرازي ممثلا ووكيلا لخامنئي في العراق تصعيدًا إيرانيًا للترويج لولاية الفقيه بين العراقيين.. وقال إن مكتب خامنئي في العراق يتولى جمع اموال الزكاة والخمس لولي الفقيه خامنئي إضافة إلى الترويج لولاية الفقيه سياسيا ومذهبيا وفكريا عن طريق الترويج لها بين العراقيين.
وأوضح أن وجود مكتب ممثل خامنئي في مدينة النجف حيث مقر المراجع الشيعة الكبار يتقدمهم المرجع الاعلى آية الله السيد علي السيستاني يؤكد صراعا حول ولاية الفقية بين الرجلين. وأوضح انه على الرغم من ان هذا الصراع بين خامنئي والسيستاني ليس ظاهريا لكنه يخفي في الباطن خلافا عميقا حول مسألة ولاية الفقيه.
وأوضح عزيزي انه في الوقت الذي يؤمن فيه خامنئي وقبله الزعيم الإيراني الراحل خميني بتولي رجال الدين الشيعة للسلطة فإن السيستاني وعلى العكس يعارض ذلك.. موضحًا أن الحسيني سيتولى مهمة الاتصال بالعراقيين وتشجيعهم على التجاوب مع فكرة ولاية الفقيه سياسيا ومذهبيا والترويج لامكانية تطبيقها في العراق مستقبلا وحيث تتولى إيران تشكيل منظمات عراقية لها اذرع مسلحة وتقوم بتسليحها وتمويلها وتدريبها لتكون اذرعا ضاربة لها في العراق.
وفد من مكتب خامنئي لتقديم الحسيني إلى السياسيين والفاعليات الدينية
وفي طهران أعلن مكتب خامنئي الاربعاء تعيين مُجتبى الحسيني ممثلاً جديداً للمرشد الاعلى في العراق بعد وفاة ممثله السابق محمد مهدي الآصفي في الرابع من حزيران (يونيو) الماضي عن عمر 76 عاما.
وقال مكتب المرشد الإيراني في بيان "إن مقرَ الحسيني سيكونُ في النجف".. موضحا ان وفدا من المكتب وصل إلى النجف لتقديمِ ممثل المرشد في العراق يضم بين صفوفهِ محمد علي تسخيري ومساعدِ مكتب شؤون العلاقات الدولية محسن قـُمي.
وأشارت وكالة ايرنا الإيرانية الرسمية إلى أن "وفداً من مكتب المرشد الأعلى قد وصل إلى مدينة النجف الأشرف لتقديم مجتبى حسيني الشيرازي الممثل الجديد للمرشد الخامنئي إلى المسؤولين في الحكومة العراقية واللقاء مع القيادات الدينية ومراجع الفقه الإسلامي".. موضحة أن "الوفد ضم مستشاري خامنئي للشؤون الإسلامية والاتصالات الدولية".
ممثل خامنئي في العراق معروف بتشدده ضد السنة
يذكر أن لخامنئي ممثلين معلنين في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن يقومون بمهام تختلف عن مهامِ سفراء إيران في هذه الدول ولا يباشرون اعمالهم فيها من خلال حكوماتها او وزارات خارجيتها.
وكان المرجع الإيراني محمد مهدي الآصفي أحد مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية الذي تأسس عام 1957 والذي يقود السلطة في العراق منذ عام 2003 من خلال تقلد منصب رئاسة الوزراء من قبل قادة الحزب وعلى التوالي: ابراهيم الجعفري ونوري المالكي وحيدر العبادي.
وكانت للمرجع الديني آصفي مواقف سياسية تجاه التطورات في العراق ومنها انتقاد الاعتصامات في المحافظات السنية اثناء عهد نوري المالكي واعتبارها مؤامرة لإسقاط الحكومة العراقية.
وتشير سيرة مجتبى الحسيني الشيرازي إلى أنه من مواليد كربلاء عام 1943 من عائلة دينية معروفة في النجف وكان والده وشقيقه من المراجع الشيعية في العراق وكان من تلاميذ الخميني والإمام الخوئي أثناء وجودهم في النجف.. ويصفه المقربون بأنه مجتهد ولا يبحث عن الشهرة ولكن له آراء متشددة تجاه السنة.
وجاء وصول مجتبى الحسيني الشيرازي إلى مدينة النجف بعد أن زار وفد إيراني رفيع المستوى العراق قبل أيام برئاسة جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني ولقائه المرجع السيستاني حيث تم إبلاغه بقرار خامنئي بتعيين ممثل له في العراق.
التعليقات